جيل الشاشة… كيف تغيّرت مفاهيم التربية في عصر الرقمنة؟

ثقة: وكالات
جيل اليوم لا يعرف عالماً بلا شاشات. الأطفال يولدون في زمن تتدفق فيه المعلومات لحظة بلحظة، وترافقهم الأجهزة الذكية منذ سنواتهم الأولى.
هذا التحوّل الهائل جعل تربية «أولاد الرقمنة» تجربة مختلفة كلياً عن تربية الأجيال السابقة؛ إذ تغيّرت طبيعة التفاعل، ومفاهيم اللعب، وحدود الخصوصية، وحتى طرق التعلم.
ومع هذا الواقع الجديد، تواجه الأسر تحدياً في الموازنة بين حماية الطفل من الإفراط الرقمي، وتمكينه من استخدام التكنولوجيا بوعي ومسؤولية.
إليك أبرز ملامح الاختلاف في تربية جيل الشاشة مقارنة بالأجيال التي سبقتهم:
1. تكنولوجيا في كل زاوية من حياتهم
في الماضي، كانت الأجهزة التكنولوجية محدودة الاستخدام ومقنّنة داخل الأسرة، بينما أصبح الأطفال اليوم يتعاملون مع الهواتف والأجهزة اللوحية كامتداد طبيعي لأيديهم.
هذا الانغماس يجعلهم أكثر سرعة في التعلم الرقمي، لكنه في المقابل يقلل فرص التواصل الواقعي والتفاعل الإنساني المباشر الذي كان يشكل جوهر العلاقات الأسرية قديماً.
هل تختلف تربية أولاد الرقمنة؟
أمومة
إيمان بونقطة
19 ديسمبر 2025,
1:00 م
جيل اليوم لا يعرف عالماً بلا شاشات. الأطفال يولدون في زمن تتدفق فيه المعلومات لحظة بلحظة، وترافقهم الأجهزة الذكية منذ سنواتهم الأولى.
هذا التحوّل الهائل جعل تربية «أولاد الرقمنة» تجربة مختلفة كلياً عن تربية الأجيال السابقة؛ إذ تغيّرت طبيعة التفاعل، ومفاهيم اللعب، وحدود الخصوصية، وحتى طرق التعلم.
ومع هذا الواقع الجديد، تواجه الأسر تحدياً في الموازنة بين حماية الطفل من الإفراط الرقمي، وتمكينه من استخدام التكنولوجيا بوعي ومسؤولية.
ADVERTISEMENT
كيف تختلف الأجيال في التربية؟
إليك أبرز ملامح الاختلاف في تربية جيل الشاشة مقارنة بالأجيال التي سبقتهم:
1. تكنولوجيا في كل زاوية من حياتهم
في الماضي، كانت الأجهزة التكنولوجية محدودة الاستخدام ومقنّنة داخل الأسرة، بينما أصبح الأطفال اليوم يتعاملون مع الهواتف والأجهزة اللوحية كامتداد طبيعي لأيديهم.
هذا الانغماس يجعلهم أكثر سرعة في التعلم الرقمي، لكنه في المقابل يقلل فرص التواصل الواقعي والتفاعل الإنساني المباشر الذي كان يشكل جوهر العلاقات الأسرية قديماً.
2. مصادر التعلم لم تعد واحدة
بينما كان الجيل السابق يعتمد على المدرسة والكتب الورقية كمنبع أساسي للمعرفة، يتلقى الطفل اليوم معلوماته من الإنترنت، والمحتوى المرئي، والذكاء الاصطناعي، وألعاب تفاعلية غنية بالمفاهيم. وهذا التنوع المعرفي يمنحه فضولاً واسعاً، لكنه قد يربكه بسبب صعوبة التمييز بين المعلومة الدقيقة والمضلّلة، مما يتطلب من الوالدين دوراً توجيهياً أكثر وعياً.
3. الهوية الرقمية والخصوصية المبكرة
منذ الصغر، يمتلك الطفل حضوراً رقمياً قبل أن يدرك معناه, من الصور التي يشاركها الأهل إلى الحسابات المبكرة على وسائل التواصل.
هذا الواقع يفرض تحديات جديدة تتعلق بالخصوصية والأمان الرقمي، ويجعل من المهم تعليم الأطفال كيفية التعامل مع الفضاء الإلكتروني كمساحة عامة وليست شخصية بالكامل.
4. تراجع اللعب الواقعي وصعود "اللعب الافتراضي"
الأجيال السابقة كانت تكتسب مهاراتها الاجتماعية عبر اللعب الجماعي في الحدائق أو الحارات، أما اليوم، فأغلب التفاعل يحدث عبر الألعاب الإلكترونية.
ورغم أن هذه الألعاب تطور مهارات التفكير السريع، إلا أنها تحدّ من فرص تطوير مهارات مثل التعاون، وحل النزاعات، والتعاطف الواقعي مع الآخرين.
5. تحديات الانتباه والتوازن النفسي
تعدد المحفزات البصرية والسمعية في المحتوى الرقمي يجعل من الصعب على الأطفال الحفاظ على تركيز طويل المدى، كما يزيد من معدلات القلق والملل السريع.
لذا أصبحت الحاجة ملحّة لتربية توازن داخلي، عبر أنشطة تهدئ الحواس مثل القراءة، والفن، والرياضة، والوقت الهادئ بعيداً عن الشاشة.
6. دور الوالدين لم يعد رقابياً فقط بل توجيهياً
لم تعد التربية تقتصر على وضع الحدود والمنع، بل أصبحت تقوم على التثقيف والمشاركة الواعية.
على الأهل أن يتواجدوا في العالم الرقمي لأطفالهم، يفهموا منصاتهم، ويتحدثوا بلغتهم الرقمية دون أحكام، حتى يتمكنوا من توجيههم من الداخل لا من موقع السيطرة أو الرفض.
جيل الرقمنة لا يمكن فصله عن التكنولوجيا، لكن يمكن توجيهه ليتعامل معها بذكاء. فالتربية اليوم لا تدور حول المنع بقدر ما تدور حول الوعي والاختيار. الأهل الذين يدركون خصائص هذا الجيل سيستطيعون أن يصنعوا منه جيلاً أكثر توازناً، يتقن استخدام التكنولوجيا دون أن يُستَخدم هو بها.
جيل اليوم لا يعرف عالماً بلا شاشات. الأطفال يولدون في زمن تتدفق فيه المعلومات لحظة بلحظة، وترافقهم الأجهزة الذكية منذ سنواتهم الأولى.
هذا التحوّل الهائل جعل تربية «أولاد الرقمنة» تجربة مختلفة كلياً عن تربية الأجيال السابقة؛ إذ تغيّرت طبيعة التفاعل، ومفاهيم اللعب، وحدود الخصوصية، وحتى طرق التعلم.
ومع هذا الواقع الجديد، تواجه الأسر تحدياً في الموازنة بين حماية الطفل من الإفراط الرقمي، وتمكينه من استخدام التكنولوجيا بوعي ومسؤولية.
إليك أبرز ملامح الاختلاف في تربية جيل الشاشة مقارنة بالأجيال التي سبقتهم:
1. تكنولوجيا في كل زاوية من حياتهم
في الماضي، كانت الأجهزة التكنولوجية محدودة الاستخدام ومقنّنة داخل الأسرة، بينما أصبح الأطفال اليوم يتعاملون مع الهواتف والأجهزة اللوحية كامتداد طبيعي لأيديهم.
هذا الانغماس يجعلهم أكثر سرعة في التعلم الرقمي، لكنه في المقابل يقلل فرص التواصل الواقعي والتفاعل الإنساني المباشر الذي كان يشكل جوهر العلاقات الأسرية قديماً.
هل تختلف تربية أولاد الرقمنة؟
أمومة
إيمان بونقطة
19 ديسمبر 2025,
1:00 م
جيل اليوم لا يعرف عالماً بلا شاشات. الأطفال يولدون في زمن تتدفق فيه المعلومات لحظة بلحظة، وترافقهم الأجهزة الذكية منذ سنواتهم الأولى.
هذا التحوّل الهائل جعل تربية «أولاد الرقمنة» تجربة مختلفة كلياً عن تربية الأجيال السابقة؛ إذ تغيّرت طبيعة التفاعل، ومفاهيم اللعب، وحدود الخصوصية، وحتى طرق التعلم.
ومع هذا الواقع الجديد، تواجه الأسر تحدياً في الموازنة بين حماية الطفل من الإفراط الرقمي، وتمكينه من استخدام التكنولوجيا بوعي ومسؤولية.
ADVERTISEMENT
كيف تختلف الأجيال في التربية؟
إليك أبرز ملامح الاختلاف في تربية جيل الشاشة مقارنة بالأجيال التي سبقتهم:
1. تكنولوجيا في كل زاوية من حياتهم
في الماضي، كانت الأجهزة التكنولوجية محدودة الاستخدام ومقنّنة داخل الأسرة، بينما أصبح الأطفال اليوم يتعاملون مع الهواتف والأجهزة اللوحية كامتداد طبيعي لأيديهم.
هذا الانغماس يجعلهم أكثر سرعة في التعلم الرقمي، لكنه في المقابل يقلل فرص التواصل الواقعي والتفاعل الإنساني المباشر الذي كان يشكل جوهر العلاقات الأسرية قديماً.
2. مصادر التعلم لم تعد واحدة
بينما كان الجيل السابق يعتمد على المدرسة والكتب الورقية كمنبع أساسي للمعرفة، يتلقى الطفل اليوم معلوماته من الإنترنت، والمحتوى المرئي، والذكاء الاصطناعي، وألعاب تفاعلية غنية بالمفاهيم. وهذا التنوع المعرفي يمنحه فضولاً واسعاً، لكنه قد يربكه بسبب صعوبة التمييز بين المعلومة الدقيقة والمضلّلة، مما يتطلب من الوالدين دوراً توجيهياً أكثر وعياً.
3. الهوية الرقمية والخصوصية المبكرة
منذ الصغر، يمتلك الطفل حضوراً رقمياً قبل أن يدرك معناه, من الصور التي يشاركها الأهل إلى الحسابات المبكرة على وسائل التواصل.
هذا الواقع يفرض تحديات جديدة تتعلق بالخصوصية والأمان الرقمي، ويجعل من المهم تعليم الأطفال كيفية التعامل مع الفضاء الإلكتروني كمساحة عامة وليست شخصية بالكامل.
4. تراجع اللعب الواقعي وصعود "اللعب الافتراضي"
الأجيال السابقة كانت تكتسب مهاراتها الاجتماعية عبر اللعب الجماعي في الحدائق أو الحارات، أما اليوم، فأغلب التفاعل يحدث عبر الألعاب الإلكترونية.
ورغم أن هذه الألعاب تطور مهارات التفكير السريع، إلا أنها تحدّ من فرص تطوير مهارات مثل التعاون، وحل النزاعات، والتعاطف الواقعي مع الآخرين.
5. تحديات الانتباه والتوازن النفسي
تعدد المحفزات البصرية والسمعية في المحتوى الرقمي يجعل من الصعب على الأطفال الحفاظ على تركيز طويل المدى، كما يزيد من معدلات القلق والملل السريع.
لذا أصبحت الحاجة ملحّة لتربية توازن داخلي، عبر أنشطة تهدئ الحواس مثل القراءة، والفن، والرياضة، والوقت الهادئ بعيداً عن الشاشة.
6. دور الوالدين لم يعد رقابياً فقط بل توجيهياً
لم تعد التربية تقتصر على وضع الحدود والمنع، بل أصبحت تقوم على التثقيف والمشاركة الواعية.
على الأهل أن يتواجدوا في العالم الرقمي لأطفالهم، يفهموا منصاتهم، ويتحدثوا بلغتهم الرقمية دون أحكام، حتى يتمكنوا من توجيههم من الداخل لا من موقع السيطرة أو الرفض.
جيل الرقمنة لا يمكن فصله عن التكنولوجيا، لكن يمكن توجيهه ليتعامل معها بذكاء. فالتربية اليوم لا تدور حول المنع بقدر ما تدور حول الوعي والاختيار. الأهل الذين يدركون خصائص هذا الجيل سيستطيعون أن يصنعوا منه جيلاً أكثر توازناً، يتقن استخدام التكنولوجيا دون أن يُستَخدم هو بها.