• ×
الخميس 19 جمادى الأول 1446

حجاج بيت الله الحرام يؤدون صلاتا الظهر والعصر في عرفات جمعاً وقصراً

حجاج بيت الله الحرام يؤدون صلاتا الظهر والعصر في عرفات جمعاً وقصراً
بواسطة fahadalawad 09-12-1432 12:45 مساءً 791 زيارات
ثقة : عرفات واس  توافدت جموع من حجاج بيت الله الحرام منذ وقت مبكر اليوم إلى مسجد نمرة لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا ؛ اقتداء بسنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم والاستماع لخطبة عرفة.
وامتلأت جنبات المسجد الذي تبلغ مساحته (110 ) آلاف متر مربع والساحات المحيطة به التي تبلغ مساحتها ثمانية آلاف متر مربع بضيوف الرحمن.
وتقدم المصلين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية ، فيما أم المصلين سماحة مفتى عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله آل الشيخ بعد أن ألقى خطبة عرفة - قبل الصلاة - التي استهلها بحمد الله والثناء عليه على ما أفاء به من نعم ومنها الاجتماع العظيم على صعيد عرفات الطاهر .
ودعا سماحته في خطبته المسلمين إلى تقوى الله عز وجل حق التقوى ومراقبته في السر والنجوى ، قال الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون " .
وقال سماحته : أمه الإسلام ، بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ، بشيراً ونذيراً برسالتة إلى جميع الخلق، ليُخرج الناس من ظلمات الكفر والضلال إلى نور التوحيد والإيمان، ومن ظلمات الجهل إلى نور العلم والرشاد، ومن عبادة النفس والشيطان إلى عبادة الملك الديان، ومن النزوات الشهوانية إلى سمو الأخلاق الإسلامية ، ومن طغيان العقل والهوى إلى ضفاف الشرع ووحي السماء، و من التعلق بالدنيا الفانية إلى التعلق بالدار الباقية في النعيم بالدرجات العلى " .
وبين أن الله عز وجل شرع دين الإسلام ليكون منهج حياة للبشرية يسير وفق أحكامه وتعليماته، فلا شأن من شؤون الدنيا إلا وللإسلام فيه حكم وبيان، ليحقق الغاية التي من أجلها خلقوا، قال تعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " ، ولتستقيم حياتهم كلها عقيدة وعبادة وسلوكاً وأحوال شخصية ومعاملات وأخلاق وسيادة وتعليم ، قال الحق عز وجل " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين " .
أوضح سماحة المفتي أن الإسلام قد رسم هذا المنهج بأعظم بيان وأقوم أدلة وأوضح معالم، قال الله تعالى " وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون " ، بين لهم عقائدهم في الإيمان بالله وإخلاص التوحيد له وفرض كل العبادة له جل وعلا ، وبين لهم أسماء الله وصفاته بأن تنسب لله الأسماء والصفات وما يليق بجلال الله،قال الله تعالى " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " ، مشيرا سماحته إلى الإيمان بكتب الله التي أنزلها على أنبيائه ومنها التوراة والأنجيل والقرآن والزبور , إلا أن القرآن الكريم أفضلها وأجمعها مهيمناً عليها كلها ، يحق الحق ، ويبطل الباطل ، قال الحق عز وجل " وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه " .
ودعا سماحته للإيمان برسل الله الذين اصطفاهم الله لهداية البشرية جميعاً , وقال : لا نفرق بينهم وهم متفاوتون بالفضل وأفضلهم سيدهم وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم ، مشيراً إلى أن الإيمان به إيمان بجميع الرسل والكفر به كفر بجميع الرسل , قال تعالى " آمن الرسول بما انزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله" .
وأكد سماحة المفتي على الإيمان بقضاء الله وقدره وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وأن كل ما يجري فهو بإرادة الله الكونية موافق لما سطر في اللوح المحفوظ وما كان في الأجل لا يكون شيء من ذلك لا في شؤون الكون ولا في أحداث البشر .
وقال : إن الله أعطى العبد إرادة واختيارا في الأسباب يختار فيها ما يشاء , فإن اختار الخير جزي به وإن اختار غير ذلك عوقب عليه , قال تعالى " فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره " ،و " قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها " .
وزاد سماحته " ويؤمن العبد بأنه لن يكون دائماً في هذه الدنيا بل سيرحل عنها إذا جاءه القضاء فإما نعيم وإما عذاب ، وبعد ذلك البعث والنشور وميزان الأعمال , وعند ذلك ينال المؤمنون فضل الله في درجات النعيم وينال غيرهم من الكفار عذاب الجحيم , قال تعالى " وأزلفت الجنة للمتقين وبرزت الجحيم للغاوين" .
وبين أن الله بين للعباد طريقة ما يقربهم إليه ويوثق صلتهم به فشرع لهم نواحي متعددة من بينها الصلاة والزكاة والصوم والحج وغير ذلك ، ليكون العبد دائم الصلة بربه ليحقق سمو الروحية وحياة كريمة وتزكية للنفس وسعادة في الآخرة .
وأكد سماحة المفتي أن الإسلام أوضح للأمة الفوائد التي تقوم على الأسرة كونها الخلية الأولى لبناء المجتمع , وبين لهم الاقتران بين الزوجين بالزواج المشروع وما لكل من الزوجين من واجب وما عليه من حق , ودعاهم إلى تربية الأولاد تربية إيمانية لإنشاء جيل صالح في نفسه نافع لأمته ، أفراده لبنات صالحة لبناء مجتمع صالح , وبين حقوق الآباء من البر والإحسان , قال تعالى " واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا" , وحق الأبناء في التربية والتوجيه , قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا" , وبين حق الرحم في الصلة والمودة لتكون الأسرة قوية متماسكة بعيدة عن التمزق والتشتت .
وأبرز الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ما أوضحه الإسلام للمجتمع من فؤاد العلاقة الاجتماعية , وأنه أقامها على الإيمان والأخوة الإيمانية , قال تعالى " إنما المؤمنون إخوة " ، داعياً المؤمنين للتناصر والتعاون بينهم , قال صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) ، وحثهم على أن يحفظ كل منهم كرامة أخيه ويبتعد عن إهانته والسعي لمساعدته ، ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ) .
وقال سماحة مفتى عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء مخاطبا المسلمين ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كان بحاجة أخيه ، كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربة في الدنيا ، فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة .
وبين أن ديننا الإسلامي بيّن هدي التعاون التجاري والمالي كعقد من العقود المباحة أو المحرمة ، حيث أباح البيع وحرم الربا ، وأمر بالوفاء بالعقود ، وأداء الأمانة والصدق في البيع والشراء ، والبعد عن التدنيس والغش والجهالة والغضب ، بل بين الحلال والحرام فأباح الطيبات مما يؤكل ويشرب ، وحرم الميتة ولحم الخنزير والمسكرات والمخدرات وكل ما يهدد صحة الإنسان .
وأضاف سماحته : أرشدنا ديننا الإسلامي إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب ، و إلى محاسن الأخلاق في الصدق والإخلاص والبر والإحسان والعدل والصبر والحلم والكرم والجود ، وحرم عليهم الخصال الذميمة من الغيبة والنميمة والسخرية والاستهزاء وقذف المسلمين ، وحرم عليهم الفواحش صغيرها وكبيرها ، وحرم عليهم الفواحش صغيرها وكبيرها ، وكل ما يقرب إليها ، وحرم الزنا وما يقرب إليه من خلوة بلا محرم أو سفر بلا محرم أو علاقة تخالف الشرع ، كما حرم عليهم السرقة والقتل والعدوان والظلم على الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم ،قال الله تعالى " قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن " .
وبين سماحته في خطبته أن الله عز وجل شرع لنا عقوبات شرعية لمن سلك طريق الإجرام وانتهاك الحدود والمحرمات ليكون رادعا وليكون عقوبة لمن وقع فيها وعظة لمن لم يقع فيها ، وشرع الله سبحانه وتعالى الحرابة في القتل والعدوان ، قال الله تعالى " ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون " ، شرع الله قتل المحصن وغير المحصن ، وحد القتل ، وحد القذف ، وحد الطغاة والمفسدين ، وأرسى العدل والإنصاف في استيفاء الحقوق وإعطاء كل ذي حق حقه ، قال الله عز وجل " ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله " ، مشيرا إلى أن الدين الإسلامي بين لهم أن الولاية بين المسلمين قائمة على الحقوق الإسلامية ، لا على الوطنية والقبيلة والجنس ، وبين لهم حقوق الحاكم على رعيته بوجوب طاعة ولي الأمر فيما أمر ، وفيما نهى ، ما لم يأمر بمعصية أو ينهي عن خير ، وحثهم على عدم منازعة الحاكم ، وأرشدهم إلى الوقوف معه في كل الشدائد والتعاون معه فيما يحفظ الأمة ومكاسبها ، وحث الحاكم على العدل في رعيته وتحقيق الحياة الكريمة لهم والإحسان والعدل بينهم وعدم ظلمهم وعدم المحاباة بينهم ، كما حث مجتمع المسلمين على التعاون والتآلف ، قال الله عز وجل " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " .
وأكد سماحته أن المجتمع الذي أقامه الإسلام على منهج رباني يميزه عن كل مجتمع لا يدين بالإسلام يختص بشيوع الأمن فيه وذلك لوجود رادع إيماني للمسلم يردعه عن الجريمة , لأن دين الإسلام يوجب على أتباعه احترام الدماء والأموال والأعراض ، أما القوانين البشرية فإنها وإن قويت فلا تقوى على كل جريمة .
وأبرز سماحة المفتي جوانبا من خصائص الشريعة الإسلامية في حفظ الحقوق العامة مثل البر والإحسان وحقوق الأقارب والصلة والمودة وحق الكبير في الإكرام والاحترام , والصغير واليتيم بالشفقة والحنان ، وحق المرأة في الإكرام ، وحق غير المسلمين من معاهدين , قال تعالى " ولا يجرمنكم شنأن قوم على ألا تعدلوا " .
وقال سماحته : مجتمع إسلامي أذان وصلاة وزكاة وحج وأخلاق إسلامية يقدمها المسلم في حياته كلها ، فمن خصائص هذه الشريعة أنها مجتمع أخلاقي يربط جميع أفراده برابطة الإيمان ، فقد آخى الإسلام بين المسلمين بجميع الألوان والأجناس والقبائل ، قال تعالى " إنما المؤمنون أخوة " , ومن خصائصه أن الكرامة فيه هي للتقوى ، قال تعالى " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " ، لا لجاه ومال ومنصب ولكن بالتقوى يدعى ويسعد الإنسان .
وأكد سماحة المفتي أن من خصائص الشريعة الإسلامية الإلتحام بين الراعي والرعية ، وقال : الراعي يسعى لتفقد رعيته وحل مشاكلهم , والرعية بمحبة راعيهم والدعاء له ، وهكذا يريد الإسلام من المجتمع المسلم ، مشيراً إلى تكاتف المجتمع المسلم بجميع مؤسساته كاملة الشرعية والتعليمية والثقافية والإقتصادية والقضائية والأمنية ، فالجميع في حمى الدين والحفاظ على هويته ومنعه من التميع والتغريب .
وشدد سماحته على أن الدين الإسلامي يختص بأنه مجتمع رباني , كون الإسلام ينظم شؤونه العامة ، وحياة المجتمع مرتبطة بالدين لا بأهواء الناس ، مفيداً أن القيم والأخلاق المعنوية مقدمة على المصالح المادية , فالمصالح المادية لا بد أن توافق قواعد الشريعة .
وقال : من خصائص هذا الدين أنه لا يفرق بين الجنسين فالمسلم يصوم ويصلي ويحج ويذكر الله سواء في مسكنه أو في مزرعته أو مصنعه , فالدين معه في كل شؤون الحياة ، والدين يدعوه إلى ذلك كي يكون مؤمناً صالحاً ، فهو قائم بما طلب منه ، وهكذا المسلم ، إنه مجتمع مدني وديني في آن واحد .
وبين سماحة المفتي أن مميزات المجتمع المسلم تقود إلى مجتمع سعيد و تتكامل إذا أدى كل فرد منا مسؤوليته الاجتماعية وأمانته الوظيفية ، فالمعلم يعلم تلاميذه ويغرس فيهم حب الخير والطريقة المستقيمة ، و دعاة الخير فيفتون الناس في أمور دينهم ويحلون قضاياهم ويجيبون عن مشاكلهم بما في الكتاب والسنة وقواعد الشرع العامة , والدعاة إلى الله يدعون الناس إلى البر والتقوى وينهون عن المنكر ويأمرون بالمعروف , ورجال الحسبة دورهم إصلاح المجتمع وإصلاح الأخطاء والأخذ بيد المخطئ وتوجيهه بحكمة وموعظة حسنة وطريقة سليمة إقناعاً له بأن هذه أخطاء وضرر .
وزاد سماحته " وأصحاب الأموال ينفقون ما فيه صلاح للأمة ويوظفون أموالهم بما يسعدهم في حاضرهم ومستقبلهم ، ورجال الاقتصاد مهمتهم تحسين النهوض الاقتصادي وإبعاده عن الربا والنهوض به علمياً وصناعياً وزراعيا ، ورجال السياسة يديرون المجتمع المسلم ليكون أقرب للصلاح والحق ويقيمون علاقات خارجية ودية وتعاون فيما يصلح الأمة ويبعد عنها البلاء ، ورجال الأمن يقومون بواجبهم بحفظ الأمن والأخذ على يد المجرمين والمفسدين وحماية الحدود ، ورجال القضاء يقيمون العدل والإنصاف ورد الحقوق لأهلها ، والمنفذون لأمور الدولة ما يضعون قرارات إلا تكون مناسبة وتوافق شرع الله وتعاليم الإسلام ، والموظفون في الإدارات الحكومية يؤكدون على صدق الأمانة مع البعد عن المنة والرشوة ، والدبلوماسي المسلم يقوم بتمثيل حقيقي لموقف بلاده ويحمل رسالة صادقة عن أمته ودينه ويتحلي بالأخلاق الفاضلة ويدافع عن قضايا دينه .
وأشار سماحته إلى ما يمر به العالم الإسلامي اليوم من مراحل هي أخطر ما يكون في حياته حيث يواجهه ظروفاً وتحديات صعبة ويعاني من انقسام بين أبنائه ونزاع بينهم وهجوم شرس من أعدائه وتدخل سافر في شؤونه .
وقال : ما يحزن المسلم هو ما يشاهده من هذه الفوضى والبلاء الذي أدى إلى انعدام الأمن واختلاف النظام والحياة اليومية ومصالح الأمة ، وما حصل من تبديد الأموال ونهب للممتلكات وسفك للدماء البريئة ، حتى ترك بعض المسلمين ديارهم فراراً من تلك الفتن والمصائب ، إن ما يقض مضاجع العبد المسلم الذي يحمل شفقة على أمته ورحمة بهذه الدماء التي تسفك بغير حق ، ولنا في هذه الأحداث الأليمة المحزنة وقفات لنتذكر ما حصل للخروج من هذه الأزمات والتحديات .
وقال سماحة مفتي عام المملكة في خطبته : التحديات عظيمة ، ولا يخفى على المسلم أن الأمة المسلمة تمسكها بكتاب ربها وسنه نبيها صلى الله عليه وسلم ، فكلما تمسكت بدين ربها كانت قوية عزيزة ، ويحسب لها حسابها ، وكلما تخلت عن دينها كلما ضر بشأنها وانقسم أبناؤها وتكاثر أعداؤها .
وأشار أن الإسلام يرفض التخريب والإرهاب والغلو والإخلال بالأمن وسفك الدماء ويغرس الانتماء ، مؤكدا أن الدين الإسلامي هو دين الحق حاجات الأمة ، وتحديد مطالب أبنائها في وجود مجتمع تسوده العدالة وتتكاثر ظروف الحياة الكريمة بتحقيق العدالة وحفظ الحقوق .
ودعا سماحته المسلمين جميعا أن يتقوا الله في أنفسهم ويسعوا في حل مشكلاتهم من غير تدخل من أعدائهم ، وحذرهم من ميل الطائفية ، قائلا : على علماء الأمة أن يقوموا بواجبهم المأمول ، حرصا على حماية المجتمع المسلم وتقديم برامج واقعيه لحل مشكلاتهم وتجنب الفتن والمصائب .
وأهاب سماحته بقادة الشعوب الإسلامية أن يعملوا على إقامة العدل ويحاربوا الفساد وقال : أيها المسلمون ، على قاده الشعوب الإسلامية أن يعملوا على إقامة العدل ومحاربة الفساد ، وجعل أولوياته مصالح الشعوب ، وعلى الرعية أن يلتفوا حول قادتهم ويسعوا إلى حل المشكلات بالطرق السلمية بعيداً عن الفوضى وسفك الدماء .
وأضاف " أن من واقع هذا البلد الطيب المبارك ما نرى من اهتمام ولاة أمره بالشعب في سبيل راحتهم وسلامتهم ، وتجنيبها الفتن ، وقال : دليل ذلك ما نشاهده من التحام الرعية مع رعيتهم والعلاقة الأخوية بين الراعي والرعية ، وأثر ذلك من أمن واستقرار البلاد ، لنعلم أن هذا هو نموذج الحق ، ويجب أن تتجه إليه الدول التي تعاني من الفوضى .
وتحدث سماحةالمفتي عن دور وسائل الإعلام المعادي لأمه الإسلام الذي يرمي إلى إضعاف العقيدة والإيمان في قلوب الناشئة وإضعاف شخصياتهم .
وقال : لقد ترك هذا الغزو الإعلامي أثره السيئ على الشباب والناشئة فأضعف الشخصية .
وطالب سماحته المسلمين أن يقابلوا الغزو الإعلامي الشرس على الأمة الإسلامية بعمل منظم يتمثل في أحد جوانبه بإنشاء قنوات إسلامية تشرف عليها طواقم إعلامية تجمع بين التأصيل الشرعي والخبرة الإعلامية ، لتكون منارة عدل وصوت حق إلى العالم أجمع .
وقال مخاطبا المسلمين : الواجب على المسلمين أن يحافظ على هويته المسلمة والثبات على مبادئهم ومسلماتهم عقيدة وشريعة وأخلاقا مما أنزل في الكتاب والسنة عليه فهو يتعلق بالعقيد أو بالعبادة أو بالشريعة أو بالحلال والحرام أو شأن المرأة أو بالأخلاق والقيم ، يجب أن نحافظ على هذه محافظة عظيمة وأن لا نتنازل عنها تحت أي ظرف من الظروف،.
وأضاف " أيها المسلم : إن الإسلام بصورته الناصعة وشموليته التي كان عليها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي سار عليها من بعدهم، هذه السلفية لها في الإسلام معالم، فمن معالمها الاعتدال القويم والصراط المستقيم، ومن معالمه أن الكتاب والسنة مصدر التشريع والعلم والمعرفة وأن السلفية تستقي من الكتاب والسنة وتأويلهما ويوافق العقل البشري، ومن معاني السلفية الصالحة لا تعصم بشرا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن معالم السلفية أيضاً أن القرآن والتوحيد هما أهم الأمور، فالدعوة إليه من أكثر الواجبات لأجله خلق الله الخلق، ولأجله أنزل الكتب وأرسل الرسل، فليس عند السلفيين خزعبلات وخرافات وتعلق بالأضرحة والشياطين والسحرة.
وبين سماحته أن من معاني السلفية الصالحة اعتماد الصحابة للنصوص الصحيحة وأخذهم ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مع سلامة معتقدهم واستقامتهم .
وقال : أيها المسلم من معاني السلفية أيضاً أن الإسلام منظومة متكاملة عقيدة وعبادة وتشريعاً وقيماً وأخلاقاً سياسية وإقتصادية وأخلاقية وإجتماعية، فالسلفية حركة متجددة، فمن زعم أن السلفية جامدة لا تصلح للحياة؟! ، وخير دليل على ذلك الملك عبدالعزيز - غفر الله له - لما أقام الدولة الإسلامية الجديدة على كتاب الله وسنة رسولة صلى الله عليه وسلم امتدادا للدعوة الإسلامية الصالحة التي قام بها الإمامان محمد بن عبدالوهاب ومحمد بن سعود - رحمهما الله -، أقاما هذه الدولة وأرسيا قواعدها وفق الكتاب والسنة وعلى مبادئ ناصعة وعلى نهج سلفي صالح، الأمن يعمها والاستقرار والطمأنينة مع الأخذ بمستجدات العصر وتطوراتة في كل المجالات حتى أصبحت الدولة دولة يشار لها بالبنان مع تقدمها والرقي مع التحرر والتمسك بهذه العقيدة السلفية الصالحة .
أيها المسلمون : إن هناك دعوات تجري في بعض الدول الإسلامية تنادي بالحرية بالعدالة والمساواة بدعوى تحت مظلة ديمقراطية، نقول لهؤلاء إن الإسلام سبق تلك المبادئ كلها من أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمن، ولو طبقناها في أرض الواقع في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين، ولكن مفهومها بالإسلام وليس مفهومها بالنظم البشرية، فالحرية في الإسلام تحرير العبد من عبادة البشر ومن عبادة الشيطان والقبور ومن اتباع الشهوات إلى أن يكون عبد صالح، فالإسلام لا يساوي بين الحق والباطل ولا الظلال والفساد والخير والشر ويحرم السفور والتبرج والعري والإباحية، الإسلام يدعو إلى العدالة والإسلام جاء به القرآن، " إن الله يأمر بالعدل والإحسان"، والعدل في الإسلام واسع..وتعامله مع نفسه والعدل في الإسلام لن يتحقق إلا بتطبيق شرع الله وتطبيق حدوده في القليل والكثير .
وذكّر سماحة مفتي عام المملكة حجاج بيت الله الحرام بالموت وأنه نهاية كل حي " كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام " .
وقال :" كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة " فبموت الإنسان تنقطع أعماله ويحصل الجزاء والحساب تذكر أخي المسلم ساعة الاحتضار ومفارقة هذه الدنيا " وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد " تذكر أخي المسلم القبر وظلمته تذكر أخي أنه يكون روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار تذكر أخي الوقوف بين يدي الله في ذلك الموقف العظيم والهول الشديد في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة يوم نقف بين يدي الله عارية أجسادنا حافية أقدامنا شاخصة أبصارنا , تذكروا يوم العرض على الله يوم تعرضون على الله لاتخفى منكم خافية تذكروا يوم الجزاء والحساب تذكر يوم ترفع كتابك أما بيمينك أو بشمالك , تذكر ميزان الأعمال " فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون " , تذكر أخي يوم دخول الجنة وتذكر يوم ينادي المنادي (يا أهل الجنة إن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا وأن تصحوا ولا تسقموا وأن تشبوا ولا تهرموا وأن تحيوا فلا تموتوا ) تذكر يوم ينادي المنادي يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا .
وحث سماحته الحجاج بالتوبة النصوح من سيئات الأقوال والأعمال والحفاظ على فرائض الإسلام من الصلاة والزكاة والصوم والحج والأخلاق الكريمة , والابتعاد عن ما حرم الله .
وفي ختام خطبته دعا الله سبحانه وتعالى بأن يعز دين الإسلام والمسلمين , وأن يقبل من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات , وأن يصلح قادة المسلمين ويجمع بينهم وبين رعيتهم على خير حال , سائلا الله أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للخير وأن يمده بالصحة والسلامة والعافية , وأن يرحم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ويغفر له ويجازيه عن الإسلام والمسلمين خيرا , وأن يوفق صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا لما يحبه ويرضاه وأن يعينه وينصره ويوفقه للصواب .
وعبر عن الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة , وأن يوفقه ويعينه