• ×
الإثنين 27 شوال 1445
الكاتبة : سحر زين الدين

نزف الجيوب يقتل روحانية رمضان !!

الكاتبة : سحر زين الدين

 0  0  818
تكتظ الأسواق التجارية بالمتسوقين والمتسهلكين وهم ضحية نزاف جيوبهم لوقوعهم بمشكلتين عدم أنتقائهم التوقيت المناسب وعدم وجود قائمة للتسوق وهم ضحية من وجه آخر أما جشع الخطط التسويقية منها الهادف ومنها ما نصفه بجشع التجار ، وتدور الحلقة لعدم التنظيم لا لوقت ولا لتوفير أحتياجات شهر رمضان الكريم في تموين المنزل بما هو مناسب وكأن الطهي فقط توقيته رمضان أو كأن التسوق هو واجب لا يكون إلا وقته هذا الشهر الكريم .

وأخيراً كأن البطون في جشعها على التهام صاحبها تشبه جشع التجار في التخطيط لربحهم وفي كلتا الحالتين الضحية المستهلك من يشتري بغير تقنين أو تخطيط . ومن هذا المحور الإقتصاديون يصفون المستهلك صاحب سلوك غير صحي وأنه يكرس النمط الاستهلاكي العشوائي الذي يفتقر لطرق التسوق الذكي .

كلنا نعلم أن رمضان يأتي في كل عام وكلنا نعلم أن إحتياجنا في رمضان هو رحمة الله وعفوه ومغفرته وعتق رقابنا من النيران ، وخاصة لسان حال الأمة العربية التي تنزف منتهكة الحقوق الإنسانية والوطنية في بعض الدول الشقيقة ، نفيق اليوم على أن نرسل لتلك الدول من ما أصابها هم نصفه بأنهم "بلا أرض " أو ما نصفه بأنه " عروس بثوب دماء " أتى زفافها رمضان للدعوة بالرحمة وأن يبدل الله حالها بأحسن حال ، ناهيك عن ما نرسلة ونتبرع به لفضل الله علينا في دول تعاني المجاعة ، ولا ننسى أقرب المشاهد النازفة لبعض الطبقة الفقيرة التي نتداول صورها في وسائل التواصل الإجتماعي تنفض القمامة من سلة المهملات لتبحث عن قطعة زاد مما تفيض به بطوننا قبل قمامة مطابخنا .

علنا نفيق اليوم وتفيق ضمائرنا لنبدأ بالسؤال غير طيات صفحات كتاب الله القرآن الكريم ودعوات روحانية تسابقها الترتيل والترنيم لآيات الله ماذا عسانا نحتاج غيرها وفقراء لها مادام الله مغنينا بفضله عن من سواه فلا مانع من أن نأكل ونزين مائدة إفطارنا بالفوانيس والعصائر وبعض الحلويات بشكل مقنن ومناسب لنزين إجتماع عائلة ترسل رسالة الشوق لرمضان في جو عائلي يتتوق لتلك الجمعة التي قتلها زحام الضغط والعمل وجمع المال والسفر وثورة التقنية ، في تلك اللحظات التي تجمع قلوباً طالما إبتعدت لتفك صيامها مع توقيت مدفع الإفطار بروحانية ودعاء يتعبها تراويح وتهجد وقيام وهذا ما نحتاجه .

أكد الإقتصاديون أهمية وجود القناعة في التوفير والادخار ووضع التخطيط والميزانية لكافة المصروفات ووضع 10% من ميزانية الأسرة للمدخرات . و يقابل ذلك وضع خطة ميزانية للأسرة تضم 30% للأكل و30% للسكن و30% للمصروفات المتنوعة ،وكذلك أهمية وعي المستهلك بتوقيت هام من السنة يسبق رمضان به ميزانية الإجازات وتليه ميزانية المدارس .



وأختم بالدعاء بأن يرزق الله كل رب منزل وكل راع من الجنسين السكينة وأن يررزقهم القدرة على حمل أمانة مسئولية توعية الأبناء من خلال سلوك الحياة بأن يكونو نموذج في رمضان شهر العبادة والصيام والقيام وشهر شعور بالفقراء ونماء روحانية الإيثار ، وليس شهر أكل وتلفاز ونزف أموال طالما قضى راعيه شهور طوال في جمعها .

رمضان ليس عزائم وليس سينما وكوميديا ونقد ولكن الأولوية للروحانيات والدعاء والقرآن وقبل كل شيء لن تكون تلك الصورة بعيداً عن منهجية أن يكون ل مستهلك نموذج في تسوقه واحتفائه برمضان على طريقة ترضي الله والإسلام بعيداً عن أي إختلال في الدين بوجه التبذير واللهوة عن القرآن والقيام أو إختلال بالتربية بوجه الترفيه والعزائم واختلال بالوقت من خلال ساعات النوم المطولة . نسأل الله أن يعيد رمضان علينا ونحن بأحسن حال في هذا العام وكل عام والأمة المسلمة والعربية بكل خير وبوحدة تعتليها كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله .