• ×
الإثنين 27 شوال 1445
سافر ال سافر

من مصائب الدنيا !

سافر ال سافر

 0  0  906
سمعت أحد الشيوخ يقول إنه لن يتحقق لنا بلوغ ذروة الأيمان حتى نعتبر أن كل خير يأتينا مصيبه وأن كل شر يأتينا هو من نِعم الله .
والصراحه أنني في البدايه لم أتفق معه فيما يقول لأنه ليس من المعقول أن نرفع أيدينا ألى الله ونتضرع له بالدعاء لكي يُسبغ علينا من نِعمه فإذا ما أستجاب لنا وأنعم علينا (ولولنا) من هول المصيبه .

غير أنني الآن بدأت أتفهم وأتفق مع ذلك الشيخ فيما قاله ولو أردنا أن نأخذ مثالاً على أن مانراه أحياناً من النعم التي نفرح بها في البدايه وسرعان ما نكتشف أن تلك النعمه ماهي إلا من مصائب الدنيا لننظر الى تلك المساعدات والزيادات في رواتب الموظفين ودعم المحتاجين وغيرها مما حدث من تحسين لأوضاع المواطنين خلال الفتره الماضيه والتي فرح وأستبشر بها المواطن وعقد عليها الآمال دون أن يعرف أن هناك من يتربص به ويعد العده للنيل من هذه الفرحه وكل مامن شأنه الأرتقاء بحياة المواطن فما أن يسمع التجار بأي زياده أو دعم من الحكومه حتى يستنفروا جميع طاقاتهم ويبدأون بالأستعداد (لتنفيض) المواطن بكل الوسائل والطرق (وياغافل لك الله) .

إن الأمن المعيشي من أهم العوامل التي تحقق الأستقرار والنمو والتقدم للشعوب وهذا مانفتقده للأسف فكيف لنا أن نخطط للمستقبل في ظل عالم متقلب غير مستقر وعلى أي أساس سنحدد أهدافنا ونحن في سباق محموم مع الزمن نادمين على ما فات خائفين مما هو آت فمن يحمينا من جشع التجار وتلاعبهم بحياة المواطن المسكين الذي ما أن يفرح بأي زياده حتى يتكشف له حجم المصيبه التي حلّت عليه .

أما خُرافة حماية المستهلك التي نسمع بها فلم يعد هناك من يصدقها ولم تعد تنطلي على أحد ولم نعد في حاجه أليها الآن لأننا كُنا مستهلِكين بكسر اللام أما الآن فقد أصبحنا مستهلَكين بالفتح .

للتواصل مع الكاتب
Benbatota-2022@hotmail.com