المثقفون: غياب في الرؤية.. ومكرمون تختارهم العلاقات
ثقة ـ متابعات : أكد ومثقفون ومثقفات بأن الجوائز الشخصية تعد محفزا للإبداع، وتسد ثغرة من ثغرات المؤسسات الثقافية في جوانب الاحتفاء والتكريم، إلا أنها من جانب آخر ما تزال تشهد سلبيات كثيرة يأتي في مقدمتها تكرار المكرمين من جائزة إلى أخرى، وتكريم شخصيات لا يجد المتابعون مبررا لتكريمهم سوى العلاقات الشخصية التي تربطهم بأصحاب تلك الجوائز، إلى جانب غياب المبررات في اختيار الكثير من المكرمين في تلك الجوائز، الذي يدل على عدم وضوح الرؤية وغياب الرؤية الشمولية لكافة شرائح المجتمع التي من شأنها أن تصل إلى أسماء تلفت المجتمع إلى نتاجهم الثقافي وإسهاماتهم المجتمعية.
وعن الجوائز الشخصية يتساءل ماجد الشهري في هذا السياق عن دور الأشخاص المكرمين ودورهم في سياقات المعارف الإنسانية عموما، ودورهم الثقافي تجاه مجتمعاتهم خصوصاً، متسائلا من جانبا آخر عن الحضور اللجاني لتقيم نتاجهم الثقافي أو إسهاماتهم المجتمعية، وأردف يقول: هذا كله شبه غائب عن مضمار الجوائز الشخصية التي في أساسها تعتمد على الحبيّة والرؤى والمصالح الشخصية وليس على الحيادية المطلقة أو النسبية والتي تنطلق من العمل نفسه وتعود إليه مع إقصاء الشخص نفسه مهما كانت مكانته وشهرة اسمه وتاريخه إذ ان الشهرة والاسم لا تعني الجودة في المضمون ولا تعني الاستحقاق.. مختتما حديثه قائلا: حتى بعض الجوائز العالمية لا تخلو من ذلك فهي تخضع إلى رؤى وأيديولوجيات قد تكون سياسية أو اقتصادية فالموضوعية سواء في إطار الجوائز الشخصية أو غير الشخصية هي مطلب مثالي.
فيما اعتبر مرزوق العمري أن الجوائز الشخصية حتى وإن كانت لا تخضع لمعايير تم من خلالها اختيار الشخصيات وتقييم ما أنتجوه يعتبر عنصراً محفزاً نحو عطاء أكبر ونحو تطور في المشهد الثقافي المحلي والذي اعتبره خالياً من الحراك المؤسساتي الحقيقي والفعال.
وقال العمري: هذه الاحتفاليات التكريمية وإن كانت ذات طابع شخصي لتغطي هذا القصور وإن كانت لا تستطيع أن تقدمها على أكمل صورها وأوجهها لأن القدرة الاقتصادية والوظيفية قد لا تتوفر لديها لكن هذا لا يمنعنا من أن نقول بأنها تعتبر شيئاً ايجابياً مساعداً في تطور الثقافة المحلية وفي تنميتها ويعد مظهراً حضارياً وانعكاساً جميلاً للترابط والتلاحم بين المنتج وبين مجتمعه في شتى المجالات وإن كانت تمارس بشكل محدود لأن ذلك يسهم في الارتقاء بمستوى المتفوقين والمتميزين.
كما وصف العمري هذه الجوائز بأنها دافعاً بمستوى الوجه الثقافي العام فرغم الفوائد المتعددة للتقدير والتكريم إلا أن له الكثير أيضاً من السلبيات إذا لم يتم بطرق علمية بشفافية ومصداقية وفي توقيت ومكان مناسب، مردفا قوله: لو نظرنا إلى الواقع المحلي نجد بعض الدوافع غير العلمية لتكريم أشخاص لا يستحقون إطلاقاً هذا الاحتفاء مما يشكل بُعداً سلبياً لمن يستحقون هذا التكريم كما أنه تهميش لمبدأ العدالة العلمية والإبداعية ويشعر المنتج عند حدوث ذلك بأن تكافؤ الفرص والتحكيم العلمي مسألة لا يمكن الوصول إليها.
أما ناصر الغازي فذكر بأنه من سلبيات التكريم الشخصي التأخر في تكريم من يستحق وعدم اختيار التوقيت المناسب إذ أنه غالباً ما نلاحظ احتكار التكريم على كبار السن فقط دونما الفئات العمرية الآخرى والتي تمثل الأغلب، مشيرا إلى أنه من الملاحظ أيضاً أنه في أوقات كثيرة لا يتم تكريم ولا تقدير أسماء كثير من الشعراء والمفكرين والكتّاب إلا بعد انتقالهم للضفة الأخرى من الحياة وكأن موتهم هو ما جعلنا نستفيق ونتذكر واجبهم وحقوقهم علينا، إلى جانب سلبيات أخرى منها إجحاف حق كثير من المتميزين في التكريم والتقدير لدوافع متنوعة قد يكون سببها إيديولوجيات معينة أو علاقات شخصية.
من جانب آخر قالت عواطف الحازمي: إن هذا النمط من الجوائز يعد أمراً مفتقراً للدقة إلا في حال كانت الجائزة في سياستها متعاونة مع الأندية الأدبية وكوادرها لكن هذا أيضاً لا يلغي كل التساؤلات المهمة عن كيفية الاختيار وآلياته فغالباً ما تتجه هذه الحفلات التكريمية لأسماء مشهورة في الأصل وهنا نتساءل عن مدى بحث هذه الجوائز عن الشخصيات المغمورة من فئة الشباب؟ والتي قدمت الكثير للوطن وتكريمهم وإعلاء شأنهم إعلامياً لأنهم هم المستحقون في الأصل مقارنةً مع الشخصيات التي تكرم في كل مناسبة وبشكل متكرر دون أن نقتنع بمبررات تكرار التكريم!
كما أكد مساعد الطيار أن التكريم أسلوب من أساليب التحفيز والتشجيع، وتوجيه رباني حيث قال تعالى « ولاتنسوا الفضل بينكم » إذ يُعدُّ سلوكاً حضارياً تحرص عليه المجتمعات الراقية التي تدرك أهمية أفرادها، وتثمن جهودهم وإنجازاتهم الملموسة في سبيل الرقي بالمجتمع في كافة المجالات.. مضيفاً أن في التكريم عنوان الأوفياء وواجب لمستحقيها.
ومضى الطيار قائلا: التساؤل المطروح أحياناً وربما المختلف عليه كثيراً من الذي يستحق التكريم؟ فقد تجد من هو بقائمة التكريم وهو غير أهل لها ، وقد استحوذ على مكان المستحق الحقيقي دون معايير أو قفزاً فوق المعايير، ومعياره الوحيد أنّ له شفيعا أو قريبا أو صديقا! وقد نستغرب أحياناً عدم قيام مؤسسات اجتماعية وثقافية بتكريم من خدموا مؤسساتها، وبذلوا الغالي والنفيس علماً وعملاً.
واختتم الطيار حديثه بأن التكريم يعد وسيلة لخلق روح التنافس والتحفيز لدى الآخرين، لما يمثله التكريم من العرفان بالجميل، إضافة إلى كونه يعني شيئا آخر لا يقل أهمية وهو أثر هذا التكريم في نفس المكرّم أو المحتفى به، الذي يشعر في قرارة نفسه أن مجتمعه قد استفاد من عطائه وقدّر قيمته ولم يتجاهله وينبذه، فيجعله هذا التكريم يبذل قصارى جهده ويتفانى في تقديم المزيد والمفيد لمجتمعه لأنه يرى أمامه أناسا يستحقون التضحية.
وعن الجوائز الشخصية يتساءل ماجد الشهري في هذا السياق عن دور الأشخاص المكرمين ودورهم في سياقات المعارف الإنسانية عموما، ودورهم الثقافي تجاه مجتمعاتهم خصوصاً، متسائلا من جانبا آخر عن الحضور اللجاني لتقيم نتاجهم الثقافي أو إسهاماتهم المجتمعية، وأردف يقول: هذا كله شبه غائب عن مضمار الجوائز الشخصية التي في أساسها تعتمد على الحبيّة والرؤى والمصالح الشخصية وليس على الحيادية المطلقة أو النسبية والتي تنطلق من العمل نفسه وتعود إليه مع إقصاء الشخص نفسه مهما كانت مكانته وشهرة اسمه وتاريخه إذ ان الشهرة والاسم لا تعني الجودة في المضمون ولا تعني الاستحقاق.. مختتما حديثه قائلا: حتى بعض الجوائز العالمية لا تخلو من ذلك فهي تخضع إلى رؤى وأيديولوجيات قد تكون سياسية أو اقتصادية فالموضوعية سواء في إطار الجوائز الشخصية أو غير الشخصية هي مطلب مثالي.
فيما اعتبر مرزوق العمري أن الجوائز الشخصية حتى وإن كانت لا تخضع لمعايير تم من خلالها اختيار الشخصيات وتقييم ما أنتجوه يعتبر عنصراً محفزاً نحو عطاء أكبر ونحو تطور في المشهد الثقافي المحلي والذي اعتبره خالياً من الحراك المؤسساتي الحقيقي والفعال.
وقال العمري: هذه الاحتفاليات التكريمية وإن كانت ذات طابع شخصي لتغطي هذا القصور وإن كانت لا تستطيع أن تقدمها على أكمل صورها وأوجهها لأن القدرة الاقتصادية والوظيفية قد لا تتوفر لديها لكن هذا لا يمنعنا من أن نقول بأنها تعتبر شيئاً ايجابياً مساعداً في تطور الثقافة المحلية وفي تنميتها ويعد مظهراً حضارياً وانعكاساً جميلاً للترابط والتلاحم بين المنتج وبين مجتمعه في شتى المجالات وإن كانت تمارس بشكل محدود لأن ذلك يسهم في الارتقاء بمستوى المتفوقين والمتميزين.
كما وصف العمري هذه الجوائز بأنها دافعاً بمستوى الوجه الثقافي العام فرغم الفوائد المتعددة للتقدير والتكريم إلا أن له الكثير أيضاً من السلبيات إذا لم يتم بطرق علمية بشفافية ومصداقية وفي توقيت ومكان مناسب، مردفا قوله: لو نظرنا إلى الواقع المحلي نجد بعض الدوافع غير العلمية لتكريم أشخاص لا يستحقون إطلاقاً هذا الاحتفاء مما يشكل بُعداً سلبياً لمن يستحقون هذا التكريم كما أنه تهميش لمبدأ العدالة العلمية والإبداعية ويشعر المنتج عند حدوث ذلك بأن تكافؤ الفرص والتحكيم العلمي مسألة لا يمكن الوصول إليها.
أما ناصر الغازي فذكر بأنه من سلبيات التكريم الشخصي التأخر في تكريم من يستحق وعدم اختيار التوقيت المناسب إذ أنه غالباً ما نلاحظ احتكار التكريم على كبار السن فقط دونما الفئات العمرية الآخرى والتي تمثل الأغلب، مشيرا إلى أنه من الملاحظ أيضاً أنه في أوقات كثيرة لا يتم تكريم ولا تقدير أسماء كثير من الشعراء والمفكرين والكتّاب إلا بعد انتقالهم للضفة الأخرى من الحياة وكأن موتهم هو ما جعلنا نستفيق ونتذكر واجبهم وحقوقهم علينا، إلى جانب سلبيات أخرى منها إجحاف حق كثير من المتميزين في التكريم والتقدير لدوافع متنوعة قد يكون سببها إيديولوجيات معينة أو علاقات شخصية.
من جانب آخر قالت عواطف الحازمي: إن هذا النمط من الجوائز يعد أمراً مفتقراً للدقة إلا في حال كانت الجائزة في سياستها متعاونة مع الأندية الأدبية وكوادرها لكن هذا أيضاً لا يلغي كل التساؤلات المهمة عن كيفية الاختيار وآلياته فغالباً ما تتجه هذه الحفلات التكريمية لأسماء مشهورة في الأصل وهنا نتساءل عن مدى بحث هذه الجوائز عن الشخصيات المغمورة من فئة الشباب؟ والتي قدمت الكثير للوطن وتكريمهم وإعلاء شأنهم إعلامياً لأنهم هم المستحقون في الأصل مقارنةً مع الشخصيات التي تكرم في كل مناسبة وبشكل متكرر دون أن نقتنع بمبررات تكرار التكريم!
كما أكد مساعد الطيار أن التكريم أسلوب من أساليب التحفيز والتشجيع، وتوجيه رباني حيث قال تعالى « ولاتنسوا الفضل بينكم » إذ يُعدُّ سلوكاً حضارياً تحرص عليه المجتمعات الراقية التي تدرك أهمية أفرادها، وتثمن جهودهم وإنجازاتهم الملموسة في سبيل الرقي بالمجتمع في كافة المجالات.. مضيفاً أن في التكريم عنوان الأوفياء وواجب لمستحقيها.
ومضى الطيار قائلا: التساؤل المطروح أحياناً وربما المختلف عليه كثيراً من الذي يستحق التكريم؟ فقد تجد من هو بقائمة التكريم وهو غير أهل لها ، وقد استحوذ على مكان المستحق الحقيقي دون معايير أو قفزاً فوق المعايير، ومعياره الوحيد أنّ له شفيعا أو قريبا أو صديقا! وقد نستغرب أحياناً عدم قيام مؤسسات اجتماعية وثقافية بتكريم من خدموا مؤسساتها، وبذلوا الغالي والنفيس علماً وعملاً.
واختتم الطيار حديثه بأن التكريم يعد وسيلة لخلق روح التنافس والتحفيز لدى الآخرين، لما يمثله التكريم من العرفان بالجميل، إضافة إلى كونه يعني شيئا آخر لا يقل أهمية وهو أثر هذا التكريم في نفس المكرّم أو المحتفى به، الذي يشعر في قرارة نفسه أن مجتمعه قد استفاد من عطائه وقدّر قيمته ولم يتجاهله وينبذه، فيجعله هذا التكريم يبذل قصارى جهده ويتفانى في تقديم المزيد والمفيد لمجتمعه لأنه يرى أمامه أناسا يستحقون التضحية.