• ×
الجمعة 20 جمادى الأول 1446

أسماء تعانق السماء من قمم تضاريس المنطقة

حائل " جبال طي.. بلاد شمر..بلاد الجبلين..أجاء وسلمى "

حائل " جبال طي.. بلاد شمر..بلاد الجبلين..أجاء وسلمى "
بواسطة fahadalawad 06-09-1439 01:39 مساءً 1.6K زيارات
ثقة : حائل واس قدم كتاب " حائل عبر العصور "، الذي أصدرته جامعة حائل بمناسبة يوم التراث العالمي، ثروة معرفية، لتراث المنطقة وأهمية الحفاظ عليه والعناية به، والمساعدة في كشف آثارها والإسهام في نشر واستثمار كنوزها الثمينة، دعماً لمسيرتها التنموية، واسترشاداً بمخزونها الحضاري .

وأوضح الكتاب الذي جاء في " 119 "صفحة من الحجم الكبير، أن منطقة حائل أدت دوراً حضارياً في مختلف العصور بدءاً من عصور ما قبل التاريخ، والعصر الحجري، وتابعت مسيرتها الحضارية في حقبة ما قبل الإسلام مؤثرة ومتأثرة بما حولها، فمارست التدوين والكتابة ممثلة في النقوش والكتابات الثمودية، فيما يعرف بالمسند الشمالي، كما عكست الطرق التجارية القديمة اتصالات بينها وبين المناطق والمراكز الحضارية المجاورة .

وبين الكتاب أنه مع بزوغ فجر الإسلام ودخول المنطقة في بوتقة الحضارة الإسلامية إزدادت الطرق لتشمل دروب الحج والمحطات، ما انعكس على مجمل حضارتها بالقيم الإسلامية من عمارة وفنون أخذت شكلها في المساجد والمساكن المدنية والمنشآت العسكرية، مثل القلاع والحصون، وفي العصر الحديث توارثت تلك القيم المادية والمعنوية في إطارها الإسلامي وتواصل نحو آفاق أرحب .

وتوزعت مادة الكتاب على 8 فصول، إذ جاء الفصل الأول عن " جغرافية منطقة حائل "، ومصطلح المكان، والمناخ، وجيولوجية المنطقة، مشيراً إلى أن منطقة حائل شهدت استيطاناً مبكراً بعد انهيار سد مأرب في اليمن " 511 ق.م "، دلت عليه الشواهد الأثرية المادية المنتشرة فيها، ومكتشفات الآثار المادية لإنسان المنطقة، حيث لم تشهد انقطاعاً سكانياً منذ بدايته وحتى الآن، ولا ريب في أن طبوغرافية المنطقة، وتوفر الماء والمراعي والأراضي الصالحة للزراعة والمادة الخام اللازمة للصناعات آنذاك، تشكل العامل الرئيس لتواصل الاستيطان في المنطقة .

ودرس الفصل الثاني " مصادر دراسات آثار وتاريخ منطقة حائل "، حيث اشتمل أولاً على كتب المؤرخين والجغرافيين العرب، ومن أبرزهم الحموي والحربي وابن خرداذبة وابن رسته والمقدسي والهمداني والفيروز أبادي، وثانياً كتابات الرحالة، إذ حظيت حائل باهتمام عدد غير قليل من الرحالة المسلمين الذين زاروا جزيرة العرب للحج والعمرة أو للتجارة، ودونوا مشاهداتهم وقدموا ثروة ثرية من المعلومات القيمة التي صارت منبعاً ومصدراً للدراسات العلمية في الأبحاث التاريخية والجغرافية والاجتماعية، ومن أبرزهم ابن واضح اليعقوبي والرحالة الأندلسي ابن جبير في القرن السادس الهجري، وابن بطوطة في القرن السابع الهجري، ووصفوا جميع المنازل والمحطات التي نزلوا بها في منطقة حائل، مثل الحاجر وسميراء ووادي الكروش وفيد والأجفر، بالإضافة إلى وصف المنشآت المائية والمعمارية الأخرى فيها .

كما قام الرحالة الأوربيون خلال القرنين 13و14 الهجريين 19و20 الميلاديين بزيارة منطقة حائل، وكتبوا مشاهداتهم عن فنون عمارتها وعادات سكانها وتقاليدهم والبضائع في أسواقها، ونجح بعض الرحالة في كشف النقاب عن بعض المعالم والآثار، وحل رموز بعض الكتابات والرسوم والنقوش القديمة، ومنهم جورج أوغست فالين وهو رحالة فنلندي زار الجزيرة العربية في عامي 1262هـ و 1266هـ ـ 1845م و1848م، ويعد من أوائل الرحالة الغربيين الذين زاروا شمال الجزيرة العربية، والرحالة البريطاني الذي زار الجزيرة العربية عام 1278هـ ـ 1862م ومكث فيها ما يقارب العام، وكذلك ليدي آن بلنت فقد زارت مع زوجها ويلفرد سكاون الجزيرة العربية، ووصلا إلى منطقة حائل عام 1297هـ م 1879م وقدما من خلال مذكراتهما ومشاهداتهما معلومات مهمة عن منطقة حائل وتركيبتها السكانية، ووضعها السياسي والاجتماعي والاقتصادي آنذاك، وقدما وصفاً لبعض المعالم الأثرية على طريق الحج الكوفي، وكذلك الرحالة الفرنسي تشارلز هوبر الذي زار الجزيرة العربية للمرة الأولى بمفرده عام 1879م، والمرة الثانية بصحبة الرحالة الألماني يوليوس أويتنج في عام 1883_1884م، وتمكن هوبر أثناء زيارته الأولى لمنطقة حائل من نسخ عدد من النقوش نشر منها 36 نقشاً في مجلة الجمعية الجغرافية الفرنسية الصادرة في باريس عام 1884م، وكذلك الرحالة التشيكي لويس موسيل الذي زار حائل عام 1333هـ ـ 1915م، وشكلت كتاباتهم مصدراً مهماً لكتابة تاريخ منطقة حائل سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وحضارياً، وثالثاً الدراسات الآثارية والتاريخية الحديثة .

وتحدث الفصل الثالث من كتاب " حائل عبر العصور " عن " عصور ما قبل التاريخ "، إذ تعاقبت على منطقة حائل أدوار مناخية متباينة تراوحت بين الجاف والمطير، وتشمل العصر الحجري القديم ويندرج تحته ثلاث حقب متتالية هي..العصر الحجري القديم الأسفل وتحتوي التطور الحضاري من خلال مرحلتين متعاقبتين هما..مرحلة الصناعات الألدوانية ويعود تاريخها لأكثر من مليون سنة قبل الوقت الحاضر، ومرحلة الصناعات الآشولية وتؤرخ إلى الحقبة بين نحو مليون وحتى نحو 120 ألف سنة قبل الوقت الحاضر .

والعصر الحجري القديم الأوسط " الموستيري " ويؤرخ للفترة ما بين نحو 120 ألف وحتى نحو 40000 ألف سنة قبل الوقت الحاضر، والعصر الحجري القديم الأعلى ويؤرخ للفترة ما بين 40000 وحتى 10000 ألاف سنة قبل الوقت الحاضر، والعصر الحجري الحديث ويؤرخ للفترة 10000 ألاف سنة قبل الوقت الحاضر .

كما يشتمل الفصل الثالث على الرسوم الصخرية الذي يعد من أهم السمات الفنية المميزة لعصور ما قبل التاريخ " العصور الحجرية والمعدنية " والعصور التاريخية المبكرة في المملكة عموماً، ويصور فن الرسوم الصخرية لمنطقة حائل كثيراً من الموضوعات التي تكشف عن الجوانب الاجتماعية والثقافية والدينية لمجموعات مختلفة من المجتمعات التي استوطنت في هذه البقعة خلال تلك العصور.

ويعد موقع جبة أشهر مواقع الرسوم الصخرية في منطقة حائل إذ تميزت رسومه بالأبقار والأشكال الآدمية والأسلحة والحيوانات المتوحشة والمستأنسة ومناظر الصيد، كما يعد موقع جبة أكبر موقع لفن الرسم الصخري في المملكة العربية السعودية، وتوجد بمنطقة حائل الكثير من مواقع الرسوم الصخرية منها غار جانين، والمليحية، وياطب، والشويمس، بالإضافة إلى شيوع مناظر الصيد التي تعد من أبرز موضوعات فن الرسم الصخري في المنطقة، وكذلك الأشكال البشرية بالحجم الكامل أو المصغر، وأشكال الحيوانات بتفاصيل دقيقة متقنة، ورسوم أشجار النخيل، والوسوم القبلية.

وتطرق الفصل الرابع إلى "عصر ما قبل الإسلام "، واشتمل على " العصر الحجري المعدني (البرونزي والحديدي )3000- 1000ق.م، و" طرق التجارة " التي يعد استئناس الجمل في حوالي الألف الثاني قبل الميلاد من أهم العوامل التي ساعدت على تطورها في الجزيرة العربية وازدهارها، وله دور بارز في نشأة المدن والممالك، وحياة سكان الجزيرة العربية .

وجاء الفصل الخامس عن " العصور الإسلامية " فكان لمنطقة حائل أهمية خاصة إذ كانت ممراً للجيوش الإسلامية القادمة من المدينة المنورة المتجهة إلى الشمال الغربي والشمال الشرقي للجزيرة العربية إلى الشام والعراق وفارس، إضافة إلى موقعها على طريق الحج الواصل ما بين الرقة والمدينة، ويمتد عبرها طريق الحج العراقي، حيث تبوأت مدينة حائل مكانة اجتماعية واقتصادية بارزة بعد ظهور الإسلام، لا سيما في العصر العباسي .

ويتميز طريق الحج الكوفي " درب زبيدة " عبر منطقة حائل بأنه نفذ وفق تخطيط هندسي غاية في الدقة والاتقان، ويمتد الطريق من الكوفة عبر الأجزاء الجنوبية الشرقية من مدينة حائل، وأول محطة يصل إليها الحاج في منطقة حائل من الشمال هي محطة " العشار " وأخر محطاته هي " البعايث "، ويقع على امتداد مسار الطريق في المنطقة العديد من المنازل والمناهل والمحطات مثل " المتعشى، وفيد، والمعيذرات "، ويبلغ عدد محطات طريق الحج الكوفي في منطقة حائل أكثر من 22 محطة .
وتحدث الفصل السادس عن منطقة حائل في العصر الحديث، والأحداث السياسية والحضارية الحديثة في الجزيرة العربية، وما تشهد المنطقة حالياً من نهضة كبيرة في شتى المجالات .

وسلط الفصل السابع الضوء على المواقع والمعالم الأثرية في منطقة حائل، إذ تنتشر المواقع الأثرية " ما قبل التاريخ " في مناطق متفرقة من المنطقة وتحتوي على منشآت معمارية، وبعضها الآخر مواقع للنقوش العربية القديمة والرسوم الصخرية ومنها..جبة، الشويمس، جانين، جبل حبشي .

كما اشتمل الفصل السابع من الكتاب على مواقع ما قبل الإسلام، ومنها مواقع فجر التاريخ التي تتشكل من رسومات صخرية، ومنشآت حجرية معظمها مدافن ركامية، ومصائد حيوانات وإدارة مياه، ومن هذه المواقع " الكهيفية، جلدية، الشملي، محجة، جبل البرق، صبحة، طوال النفود، جبال عرنان، الحائط، الحويط، القاعد، المليحية، ياطب، سّراء، هطالة ".

أما المواقع الإسلامية فتشتمل على " قرورى ( سناف اللحم )، الحاجر ( البعايث )، الحميمية الشمالية، حريد ( الحسنة )، سميراء، المخروقة ( توز، الراجحة )، الغريبين ( القرائن )، فيد ".

واستعرض الفصل الثامن من كتاب " حائل عبر العصور " التراث العمراني التقليدي، إذ تزخر منطقة حائل بكم هائل من المنشآت التاريخية والمباني ذات الطراز المعماري المتميز، وتتركز هذه المنشآت في مدن "حائل، قفار، موقق، المستجدة، الغزالة، الروضة، عقدة، الحائط، الحويط ". ومن أهم هذه المعالم التاريخية والعمرانية في منطقة حائل القصور والقلاع والبيوت (المنازل) ومنها " قصر القشلة، قلعة عيرف "وغيرها الكثير من المواقع التاريخية .