• ×
الخميس 23 شوال 1445

"سفانة" من حلم المحاماة إلى رعاية المبدعين

"سفانة" من حلم المحاماة إلى رعاية المبدعين
بواسطة fahadalawad 24-04-1433 10:50 صباحاً 768 زيارات
ثقة : أ (جريدة الوطن) كان حلم "سفانة" العمل بالمحاماة، لكي تترافع عن بنات جنسها اللائي يحتجن إلى الدعم والمؤازرة، وهي الأقدر على ملامسة همومهن ومشكلاتهن، من أجل ذلك كرست سنوات طويلة من التعليم والتدريب لتعمل في هذه المهنة، من أجل هذا الحلم سافرت إلى مصر وبيروت والكويت، ولكن محاولاتها للحصول على رخصة عمل بالمحاماة باءت بالفشل.
ولأن أحلامها في النجاح لم تكن مرهونة بالوظيفة والراتب الشهري، ولكونها تسلحت بمرونة التعامل مع واقع الحياة، قررت التحول من المحاماة إلى عالم الأعمال، ولحرصها على "القيمة" كعنصر أساسي في العمل أنشأت إحدى أهم الشركات في عالم رعاية المبدعين والأعمال الإبداعية.
اختارتها الأمم المتحدة لتحكي تجربتها في عالم الأعمال في أربع ولايات أميركية، وتوقعت جامعة هارفارد العالمية لمؤسستها أن تكون الأكثر تأثيرا في عالم الأعمال في الشرق الأوسط على مدى 10 أعوام قادمة.
عن تجربتها تقول سفانة ربيع دحلان "كان حلمي أن أعمل في مجال المحاماة في تخصص الأحوال الشخصية، ودرست هذا التخصص في المرحلة الجامعية في مصر، وكرستها بماجستير الشريعة، لأجمع بين الشريعة والقانون، وبرغم ذلك لم أتمكن من الحصول على رخصة العمل بالمحاماة، فما كان مني إلا أن سافرت إلى القاهرة، وحاولت الحصول على رخصة، فلم أمنح لأنني أجنبية، ولا أحمل إلا جنسية بلدي السعودية، وهكذا حاولت في بيروت، ثم الكويت، ومر الوقت دون فائدة، وكان المتدربون والموظفون في مكاتب المحاماة تتم ترقيتهم، ويحصدون نتائج عملهم، إلا أنا، وأصابني الإحباط وشعرت بالخذلان، ليس لأنني لم أتمكن من الحصول على رخصة محاماة، بل لأنني لم أكن مرنة مع متطلبات سوق التوظيف والعمل، فقررت وقتها ترك شهاداتي العليا في المحاماة والشريعة خلفي، والسير قدما في طريق أخرى متاحة للنجاح، بعيدا عن الوظيفة، وانتظار الراتب الشهري، ووجدت أن عالم الأعمال هو باب النجاح، وفي فترة وجيزة حصلت على ماجستير إدارة أعمال، وبدأت طريقي في العمل الخاص".
وعن علاقة القانون بالإبداع وهل ربطت بينهما، أضافت "لم أخسر علمي في القانون والشريعة والأعمال، بل كرست خبرتي وعلومي في صناعة مؤسسة واحدة، ليس لها طابع نمطي، تعنى بالارتقاء بالمهارت والطاقة الإبداعية للمصممين السعوديين والعرب، وتسهيل مشاركتهم المباشرة في تطوير المشاريع، وأهم قيمها ضمان الاعتراف، والتنمية، والاستفادة المثلى للمواهب الاستثنائية والمحتملة، وأطلقت عليها "تشكيل" من الحركات الصوتية التي ترسم على الحرف العربي، باعتبارها العملية الإبداعية الأولى التي ساهمت في تبسيط اللفظ السليم للكلمة العربية المكتوبة". وتوضح سفانة "بدأت من خلال عمل عقود قانونية لحماية الأعمال الإبداعية لبعض الأصدقاء، ثم تطورت الفكرة فأصبحت أقدم ستشارات قانونية من خلال ورش العمل، وتوسعت في العمل عندما لمست صعوبات التسويق التي تواجه المبدعين، فبحثت عن شريك يدعمني بعلمه في هذا الجانب فوجدت في "يولاندا بيريز" خبيرة الاستثمار في أحد البنوك الكندية ضالتي، وأصبحنا شركاء في "تشكيل".
وعن معاناة المبدعين في تسويق أعمالهم تقول "المبدعون يواجهون صعوبات في التسويق لأعمالهم الإبداعية، مقابل تكلفة عالية للخامات، والجهد المبذول في القطعة الواحدة، والعديد من المبدعين تحولوا بسبب ذلك من الإبداع الى أعمال مهنية أخرى كالتعليم، أو الهندسة أو غيره، رغبة في إيجاد مصدر دخل دائم، ولهذا يحتاج المبدع إلى يد واعية ترعاه من جميع جوانب الأعمال، والقانون، والإدارة، والتسويق، وحتى من جانب التمويل، حيث تسعى "تشكيل" إلى إنشاء قسم خاص لتوفير التمويل والإقراض لإنتاج العمل الإبداعي، ومن هنا تكاملت الفكرة" مشيرة إلى أن هذا المجال لم يكن أصلا في حساباتها عندما قررت التخصص في المحاماة، لكن القانون وضعها على المربع الأول للنجاح. وقالت سفانة التي اعتمدت على شبكات التواصل الاجتماعي كنموذج للتسويق غير النمطي، وعن طرقها يتم تسويق العصر إقليميا وعالميا، إن "قلب عمل "تشكيل" هو رعاية المبدع من جانب تطوير الصورة المرئية له، ومن خلال العلامة التجارية، ومساعدته في تحديد أهدافه، لينطلق من هناك إلى النجاح، كما نؤمن معرضا دائما للأعمال الإبداعية له صيت ذائع على مستوى الشرق الأوسط والعالم، كخطوة لتوفير موقع دائم لتسويق منتجات المبدعين". وتضيف أن "الجانب الأهم الذي بنيت عليه مؤسستي هو المسؤولية الاجتماعية، فخصصنا 5% من أرباحنا لمنظمات تشجع المفكرين الشباب على توسيع نطاق الحوار بين الأديان، ودعم حقوق الإنسان والطفل، أو أعمال تدعم التدريب الحرفي للسيدات، وتخصصه أيضا لدعم الجمعيات الحديثة الإنشاء في المشاريع المتخصصة في الترويج للسلام والحد من العنف".