• ×
الثلاثاء 22 ربيع الثاني 1447

الطائرات ذاتية الطيران… هل تفتح الباب لعصر جديد ؟

الطائرات ذاتية الطيران… هل تفتح الباب لعصر جديد ؟
بواسطة مراد منذ يوم 13 زيارات
 ثقة: وكالات

تسعى شركة "ريلايبل روبوتيكس" (Reliable Robotics)، ضمن مجموعة من الشركات الناشئة، إلى إحداث ثورة في مجال الطيران عبر الاستغناء عن الطيارين البشريين في الرحلات التجارية والعسكرية، وحتى رحلات الركاب مستقبلاً.

في مقر الشركة في ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا، كتب على لوحة بيضاء شعارها الطموح: "يجب أن تطير الطائرات بنفسها!". وقد تابع موظفان في الشركة عبر شاشات مراقبة مسار طائرة "سيسنا كارافان" وهي تطير ذاتياً على بعد 40 ميلاً، مع وجود طيار ومهندس احتياطيين فقط. كان الهدف اختبار نظام جديد لتفادي الاصطدام ورادار يساعد الطائرة على الرؤية وتجنّب الطائرات الأخرى.

تخطط الشركة لإزالة الطيارين تماماً في المستقبل، وتركّز حالياً على الرحلات العسكرية والشحن. وقد وقّعت عقداً بقيمة 17 مليون دولار مع سلاح الجو الأميركي لاختبار رحلات شحن ذاتية، بالإضافة إلى اختبار شركة "جوبي أفييشن" طائرتها "سيسنا" بدون طيارين فوق المحيط الهادئ لصالح القوات الجوية.

في الإطار نفسه، تعمل شركات عملاقة، مثل "بوينغ" و"إيرباص"، على إدخال مزيد من الأتمتة لتحسين السلامة، لكنهما لا تصممان حالياً طائرات ركاب تجارية من دون طيارين في قمرة القيادة.

مع ذلك، فإن تطبيق الطيران الذاتي الكامل للركاب يواجه تحديات تقنية وتنظيمية كبيرة، بالإضافة إلى صعوبة إقناع المسافرين. فوجود الطيارين يبعث على الطمأنينة، ويجسّد عنصر الأمان أثناء الاضطرابات أو الطوارئ.

التطورات التقنية خلال العقود الماضية قلّصت عدد الطيارين في قمرة القيادة من عدة أشخاص إلى طيارين اثنين، مع اعتماد متزايد على أنظمة الطيار الآلي التي يمكنها قيادة الطائرة والهبوط بها آلياً، تحت الإشراف المستمر للطيارين.


في السياق، تعمل إيرباص على مشروع "eMCO"، الذي يهدف إلى الاقتصار على طيار واحد في مراحل معينة من الرحلة. لكن وكالة سلامة الطيران الأوروبية تشترط وجود طيارين اثنين حالياً، فيما لم تثبت الدراسات حتى الآن أن النظام الجديد آمن بما يكفي بعد.

أما بوينغ، التي كانت تركّز تقليدياً على دور الطيارين، فقد أعادت النظر بعد حوادث طائرات 737 ماكس في 2018 و2019، التي أظهرت محدودية الاعتماد على تدخل الطيارين البشريين.

يُتوقع أن تقبّلَ هذه الأنظمة سيزداد تدريجياً كما حدث مع سيارات الأجرة ذاتية القيادة. وفي المراحل الأولى، سيُستخدم طيّارون احتياطيون على الطائرة إلى حين نيل الموافقات التنظيمية. وتطمح ريلايبل روبوتيكس إلى الحصول على ترخيص من إدارة الطيران الفيديرالية الأميركية بحلول عام 2028 لاستخدام الطيارين عن بُعد بالكامل.