أرامكو تطوّر قرية «عبدالقيس» في متحف مفتوح بين الدمام والخبر
ثقة ج متابعات: كشفت مصادر مطلعة في المنطقة الشرقية عن وصول إجراءات تطوير «قرية عبدالقيس» الأثرية في مدينة الدمام إلى المراحل النهائية.وأوضحت المصادر أن فكرة التطوير تقوم على تحويل الموقع الأثري إلى «متحف مفتوح» وسط مخطط أرامكو السعودية الواقع في حيّ الراكة، جهة الدمام، ضمن حديقة عامة متكاملة الخدمات.
وقالت مصادر في أمانة المنطقة لـ «الشرق» إن إدارة التخطيط العمراني انتهت فنياً من وضع صيغة تخطيطية للمتحف ضمن المخطط الذي تمتلكه أرامكو، ويضم أكثر من 1700 قطعة أرض سكنية. وأشارت المصادر إلى أن الشركة ستموّل مشروع المتحف وفق معاييرها، مضيفة أن صياغة الوضع المستقبلي للموقع الأثري تمت بين أرامكو وهيئة السياحة، مشيرة إلى أن دور الأمانة انحصر في جوانب تخطيطية للموقع ضمن التوجه المستقبلي للمساحة المخططة بين مدينتي الدمام والخبر.
وطبقاً لمصادر في الشركة؛ فإن تكفّل أرامكو بالمشروع جاء بعد سلسلة تفاهمات بينها وبين السياحة والآثار تركزت حول مستقبل ملكية الأرض التي تقع فيها القرية الأثرية. وقالت إن الأرض تقع ضمن ملكية الشركة، لكنّ خلافاً نشأ حول ملكية الأثر التاريخي الذي يعود إلى هيئة السياحة والآثار، موضحة أن التفاهمات خلصت إلى أن يكون الموقع ضمن مخطط سكني يعود لموظفي الشركة، وتطبّق فيه معاييرها المطبقة في الأحياء السكنية التي منحتها لموظفيها وأشرفت عليها، بحيث ينسجم تطوير أرامكو مع خطط هيئة السياحة والآثار في تطوير الموقع. وهو ما أكدته مصادر «الشرق» في أمانة الشرقية.
على صعيد آخر؛ أكد المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار في المنطقة الشرقية، المهندس عبداللطيف البنيان لـ «الشرق»، وجود سعي مشترك بين هيئة السياحة والآثار، وشركة أرامكو السعودية، لـ «تحويل الموقع إلى متحف مفتوح» بحيث «يتم توظيفه والاستفادة منه»، وقال إن «الموقع يتمتع بميزة نسبية تجسد القيمة الأثرية في المنطقة الشرقية بشكل عام»، مشيراً إلى أنه «مسجل ضمن المواقع الأثرية منذ عام 1397هـ، وتمّ التنقيب والكشف عنه قبل أكثر من عامين، وتمّ تحديد مرحلته الزمنية التي تعود إلى القرن الأول من التاريخ الإسلامي».
وكانت هيئة السياحة والآثار أعلنت في فبراير 2010 عن اكتشاف القرية الأثرية، بعد عمليات تنقيب استمرّت أشهراً، وتوصّلت نتائج التنقيب إلى أن القرية تعود إلى قبيلة «عبدالقيس» التي استوطنت حواضر كثير على الساحل الشرقي للخليج العربي. وكشف التنقيب عن قرية شبه متكاملة امتدّ السكن فيها بين القرنين الأول والثاني الهجريين.
ويضم الموقع أكثر من عشرين منزلاً، يتكون كلّ منزل من ثلاث أو أربع غرف، مع فناء يضمّ وحدات خدمية، مثل مطبخ ذي أفران بدائية. وأمام كل مجموعة منازل بئر وحوض ماء. وتم رصد خمس آبار، على الأقل.
كما رصد التنقيب قواقع بحرية ومحاراً تربط سكان القرية بتجارة اللؤلؤ، كما وُجدت مخازن لعسل التمر «الدبس» يربط سكان القرية بالفلاحة والزراعة، إضافة إلى اكتشاف عملات تعود إلى العصرين الأموي والعباسي.
عبدالقيس.. قبيلة الشعراء الأوائل
تُصنّف قبيلة «عبدالقيس» على أنها أشهر القبائل العربية التي استوطنت الساحل الغربي من الخليج العربي. ويعود نسبها إلى عبدالقيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. نشأت أولاً في تهامة، ثم نزحت إلى بلاد البحرين القديمة، وتغلبت على سكانها من عشائر إياد والأزد. وفرضت انتشارها بين العراق وعُمان.
وفي السنة السابعة الهجرية دخلت قبائل عبدالقيس الإسلام طوعاً، بعد كتاب أرسله النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى المنذر بن ساوى. وشكّلت وفداً لزيارته في المدينة المنورة، بقيادة «الجارود العبْدي». كما صمدت عبدالقيس في وجه حركة الردّة بعد وفاة النبيّ، وحافظت على إسلامها. وشارك كثير من رجالها في الفتوحات الإسلامية، من بينهم الجارود، والسوار، اللذان قُتلا في معركة «إصطخر» التي شنها المسلمون لفتح بلاد فارس، وكانا قائدين في المعركة. ومنهم الحارث بن مرّة العبدي، قائد الحملة الإسلامية لفتح بلاد السند، حيث قُتل فيها.
كما تُعدّ القبيلة من أشهر القبائل إنجاباً للشعراء منذ العصر الجاهلي، ومن أشهرهم: المثقب العبدي، والأعور الشني، والصلّتان العبدي، وعلي بن المقرّب العيوني، وأبو البحر الخطي.
معلومات عن القرية
- الموقع: حيّ الراكة الدمام.
رقم التسجيل: 208/105.
تاريخ التسجيل: 1397هـ.
الإعلان عنه: صفر 1431هـ.
مكوّنات الموقع: 20 منزلاً على الأقل.
عُمق الموقع: القرن الهجري الأول.
- السكان: قبيلة عبدالقيس.
وقالت مصادر في أمانة المنطقة لـ «الشرق» إن إدارة التخطيط العمراني انتهت فنياً من وضع صيغة تخطيطية للمتحف ضمن المخطط الذي تمتلكه أرامكو، ويضم أكثر من 1700 قطعة أرض سكنية. وأشارت المصادر إلى أن الشركة ستموّل مشروع المتحف وفق معاييرها، مضيفة أن صياغة الوضع المستقبلي للموقع الأثري تمت بين أرامكو وهيئة السياحة، مشيرة إلى أن دور الأمانة انحصر في جوانب تخطيطية للموقع ضمن التوجه المستقبلي للمساحة المخططة بين مدينتي الدمام والخبر.
وطبقاً لمصادر في الشركة؛ فإن تكفّل أرامكو بالمشروع جاء بعد سلسلة تفاهمات بينها وبين السياحة والآثار تركزت حول مستقبل ملكية الأرض التي تقع فيها القرية الأثرية. وقالت إن الأرض تقع ضمن ملكية الشركة، لكنّ خلافاً نشأ حول ملكية الأثر التاريخي الذي يعود إلى هيئة السياحة والآثار، موضحة أن التفاهمات خلصت إلى أن يكون الموقع ضمن مخطط سكني يعود لموظفي الشركة، وتطبّق فيه معاييرها المطبقة في الأحياء السكنية التي منحتها لموظفيها وأشرفت عليها، بحيث ينسجم تطوير أرامكو مع خطط هيئة السياحة والآثار في تطوير الموقع. وهو ما أكدته مصادر «الشرق» في أمانة الشرقية.
على صعيد آخر؛ أكد المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار في المنطقة الشرقية، المهندس عبداللطيف البنيان لـ «الشرق»، وجود سعي مشترك بين هيئة السياحة والآثار، وشركة أرامكو السعودية، لـ «تحويل الموقع إلى متحف مفتوح» بحيث «يتم توظيفه والاستفادة منه»، وقال إن «الموقع يتمتع بميزة نسبية تجسد القيمة الأثرية في المنطقة الشرقية بشكل عام»، مشيراً إلى أنه «مسجل ضمن المواقع الأثرية منذ عام 1397هـ، وتمّ التنقيب والكشف عنه قبل أكثر من عامين، وتمّ تحديد مرحلته الزمنية التي تعود إلى القرن الأول من التاريخ الإسلامي».
وكانت هيئة السياحة والآثار أعلنت في فبراير 2010 عن اكتشاف القرية الأثرية، بعد عمليات تنقيب استمرّت أشهراً، وتوصّلت نتائج التنقيب إلى أن القرية تعود إلى قبيلة «عبدالقيس» التي استوطنت حواضر كثير على الساحل الشرقي للخليج العربي. وكشف التنقيب عن قرية شبه متكاملة امتدّ السكن فيها بين القرنين الأول والثاني الهجريين.
ويضم الموقع أكثر من عشرين منزلاً، يتكون كلّ منزل من ثلاث أو أربع غرف، مع فناء يضمّ وحدات خدمية، مثل مطبخ ذي أفران بدائية. وأمام كل مجموعة منازل بئر وحوض ماء. وتم رصد خمس آبار، على الأقل.
كما رصد التنقيب قواقع بحرية ومحاراً تربط سكان القرية بتجارة اللؤلؤ، كما وُجدت مخازن لعسل التمر «الدبس» يربط سكان القرية بالفلاحة والزراعة، إضافة إلى اكتشاف عملات تعود إلى العصرين الأموي والعباسي.
عبدالقيس.. قبيلة الشعراء الأوائل
تُصنّف قبيلة «عبدالقيس» على أنها أشهر القبائل العربية التي استوطنت الساحل الغربي من الخليج العربي. ويعود نسبها إلى عبدالقيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. نشأت أولاً في تهامة، ثم نزحت إلى بلاد البحرين القديمة، وتغلبت على سكانها من عشائر إياد والأزد. وفرضت انتشارها بين العراق وعُمان.
وفي السنة السابعة الهجرية دخلت قبائل عبدالقيس الإسلام طوعاً، بعد كتاب أرسله النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى المنذر بن ساوى. وشكّلت وفداً لزيارته في المدينة المنورة، بقيادة «الجارود العبْدي». كما صمدت عبدالقيس في وجه حركة الردّة بعد وفاة النبيّ، وحافظت على إسلامها. وشارك كثير من رجالها في الفتوحات الإسلامية، من بينهم الجارود، والسوار، اللذان قُتلا في معركة «إصطخر» التي شنها المسلمون لفتح بلاد فارس، وكانا قائدين في المعركة. ومنهم الحارث بن مرّة العبدي، قائد الحملة الإسلامية لفتح بلاد السند، حيث قُتل فيها.
كما تُعدّ القبيلة من أشهر القبائل إنجاباً للشعراء منذ العصر الجاهلي، ومن أشهرهم: المثقب العبدي، والأعور الشني، والصلّتان العبدي، وعلي بن المقرّب العيوني، وأبو البحر الخطي.
معلومات عن القرية
- الموقع: حيّ الراكة الدمام.
رقم التسجيل: 208/105.
تاريخ التسجيل: 1397هـ.
الإعلان عنه: صفر 1431هـ.
مكوّنات الموقع: 20 منزلاً على الأقل.
عُمق الموقع: القرن الهجري الأول.
- السكان: قبيلة عبدالقيس.