فنانون سعوديون يرفضون النقد.. ويصفون النقاد ب«أعداء النجاح»
ثقة ج متابعات: عندما يقدم الناقد الفني أو الجمهور نقداً لأعمال فنان سعودي نجد أن اقرب طريق لهروب الفنان من هذا النقد هو اتهام الجميع بعدم الفهم ووصفهم ب"أعداء للنجاح" الذين يسعون للإطاحة به تحقيقاً لحسابات خاصة. قلة من الفنانين من يتقبّلون النقد بصدر رحب ويأخذونه على محمل الجد, وهؤلاء نسبة قليلة جداً لا تكاد تذكر أمام عدد كبير من الفنانين السعوديين الذين لا يقبلون النقد بأي شكل من الأشكال ويعتبرونه نوعاً من الإساءة الشخصية، فالويل لمن انتقدهم أو فكر في توجيه ملاحظات بسيطة على أعمالهم، فحينها سيصبح عدواً شخصياً لهم، وسيتهمونه بالجهل ويقللون من قيمته، بل ربما يشتمونه كما فعل أحد المخرجين في رمضان الماضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي. حول هذا الواقع المؤسف لبعض الفنانين السعوديين الذين لا يدركون مكانة النقد وأهميته في منظومة العمل الفني، نستطلع آراء عدد من الممثلين والإعلاميين والكتاب، ونسألهم عن تفسيرهم لهذه الحالة وما أسبابها.
في البداية أرجع الفنان عبدالعزيز السكيرين حالة عدم تقبل النقد من قبل بعض الفنانين إلى قلة الوعي وإلى مركب نقص في شخصياتهم يجعلهم أقل ثقة في منجزهم الفني "لذلك يسعون لتأكيد وصولهم إلى مرحلة الكمال في كل مناسبة.. ونسوا أن النجوم الكبار حقاً هم الذين يعلنون أنهم لم يصلوا لمرحلة النجومية بعد ومازالوا تلاميذاً يتعلمون ممن سبقهم". ويضيف السكيرين "من ناحيتي أنا أؤمن بالنقد وأقول إن لم تنتقدني فأنت لم تحببني، فنقدك لي بنّاء وتصحيح لمسار ما أقدم فأنا لا أعمل لكي أشاهد نفسي بل أعمل لكي أنتظر رأيك فيني أيها المشاهد، أما الصحفي فهو أولاً وأخيراً مشاهد، ولكنه مشاهد متفتح الذهن والقريحة ولديه الثقافة وحب الاستطلاع بحكم المهنة فالطبيعي أن يكون النقد آتياً منه لأنه من أكثر الناس قرباً للفنان".
من جانبه قال الناقد الإعلامي فهد زيدان بأن الفنان السعودي بشكل عام شخصيته متذبذبة وغير مستقرة لذلك تراه متردداً حتى في اتخاذ قراراته الشخصية مما ينعكس على سلوكياته مع الإعلام والمشاهدين والمتابعين له، ويذكر زيدان أحد المواقف التي عاشها مع الفنانين "في إحدى المرات طلب مني أحد المغنين أن أطرح رأيي بكل شفافية في ألبومه الجديد وعندما طرحت رأيي بتجرد اتصل غاضباً ويسألني لماذا تنتقدني وهددني بالشكوى!". فيما أكدت السيناريست والروائية السعودية أماني السليمي أن الحالة طبيعية وأنها من صميم المجتمع الذي ينظر لأي إنسان يصيبه سهم الانتقاد بصورة "الضعيف".. "لذلك أرى أن رفض النقد يعود إلى طبيعة ونظرة المجتمع فالفنان جزء من المجتمع ولابد أن يتأثر بالطابع العام لثقافة المجتمع التي لا تقبل النقد". ومع ذلك تشير السليمي إلى أن عدداً من المشاهدين بات لديهم وعي فني متطور "وللأسف أن الفنانين لم يشعروا بذلك وهذا خلق حالة من الصدام بين الطرفين"، معتبرة أن قبول النقد عموماً هو السبيل الوحيد أمام الفنان لكي يطور مستواه ويقدم أعمالاً ترضي متابعيه.
أما الكاتب فوزي القبوري فقد أخذ الموضوع إلى زاوية أخرى، حيث أكد أن الساحة الفنية تعاني أساساً من قلة النقاد الفنيين المتخصصين في هذا المجال "وهذا ينعكس على ثقافة ووضع الممثل والدراما بشكل عام، فضعف الدراما المحلية أحد أهم ركائزه افتقادنا للنقاد المتخصصين، والعلاقة طردية هنا". أما مسألة قبول الممثل للنقد فيرى القبوري أنها ذات شقين الأول قد تكون عامة (ثقافة مجتمع).. "فالمجتمع بغالبية أطيافه لا يتقبل النقد بسهولة حتى وإن أظهر أفراده غير ذلك ولعل شبكات التواصل الاجتماعي خير دليل على ذلك.. أما الشق الآخر فيرجع لثقافة الممثل نفسه وفي الغالب للأسف تكون ثقافتهم ضحلة فبعضهم حتى فهمه للدراما والرسالة المنوط بها مغلوط وهذا ينسحب بدوره على اختياراته ومدى قابليته لتطوير قدراته وقبل ذلك تقبله للنقد".
ويتفق الفنان مرزوق الغامدي مع رأي القبوري، ويضيف "النقد نوعان؛ الأول يصدر من ناقد متمكن وصاحب خبرة ونقده موضوعي وهادف ومعروف عنه أنه نزيه يُثني أحياناً وينتقد أحياناً وهذا يجب أن يحترم وأن يؤخذ رأيه على أنه يريد الأفضل لكافة الأعمال.. أما النوع الثاني، فهو ذلك الناقد المتلون صاحب الأهداف الشخصية وقليل الخبرة الذي يجهل الكثير من التفاصيل الفنية وبالتالي على الفنان أن يرى من انتقده إذا كان من النوع الأول فعليه الاستفادة من هذا الرأي سلباً وإيجاباً أما النوع الثاني فيتجاهله تماماً".
في البداية أرجع الفنان عبدالعزيز السكيرين حالة عدم تقبل النقد من قبل بعض الفنانين إلى قلة الوعي وإلى مركب نقص في شخصياتهم يجعلهم أقل ثقة في منجزهم الفني "لذلك يسعون لتأكيد وصولهم إلى مرحلة الكمال في كل مناسبة.. ونسوا أن النجوم الكبار حقاً هم الذين يعلنون أنهم لم يصلوا لمرحلة النجومية بعد ومازالوا تلاميذاً يتعلمون ممن سبقهم". ويضيف السكيرين "من ناحيتي أنا أؤمن بالنقد وأقول إن لم تنتقدني فأنت لم تحببني، فنقدك لي بنّاء وتصحيح لمسار ما أقدم فأنا لا أعمل لكي أشاهد نفسي بل أعمل لكي أنتظر رأيك فيني أيها المشاهد، أما الصحفي فهو أولاً وأخيراً مشاهد، ولكنه مشاهد متفتح الذهن والقريحة ولديه الثقافة وحب الاستطلاع بحكم المهنة فالطبيعي أن يكون النقد آتياً منه لأنه من أكثر الناس قرباً للفنان".
من جانبه قال الناقد الإعلامي فهد زيدان بأن الفنان السعودي بشكل عام شخصيته متذبذبة وغير مستقرة لذلك تراه متردداً حتى في اتخاذ قراراته الشخصية مما ينعكس على سلوكياته مع الإعلام والمشاهدين والمتابعين له، ويذكر زيدان أحد المواقف التي عاشها مع الفنانين "في إحدى المرات طلب مني أحد المغنين أن أطرح رأيي بكل شفافية في ألبومه الجديد وعندما طرحت رأيي بتجرد اتصل غاضباً ويسألني لماذا تنتقدني وهددني بالشكوى!". فيما أكدت السيناريست والروائية السعودية أماني السليمي أن الحالة طبيعية وأنها من صميم المجتمع الذي ينظر لأي إنسان يصيبه سهم الانتقاد بصورة "الضعيف".. "لذلك أرى أن رفض النقد يعود إلى طبيعة ونظرة المجتمع فالفنان جزء من المجتمع ولابد أن يتأثر بالطابع العام لثقافة المجتمع التي لا تقبل النقد". ومع ذلك تشير السليمي إلى أن عدداً من المشاهدين بات لديهم وعي فني متطور "وللأسف أن الفنانين لم يشعروا بذلك وهذا خلق حالة من الصدام بين الطرفين"، معتبرة أن قبول النقد عموماً هو السبيل الوحيد أمام الفنان لكي يطور مستواه ويقدم أعمالاً ترضي متابعيه.
أما الكاتب فوزي القبوري فقد أخذ الموضوع إلى زاوية أخرى، حيث أكد أن الساحة الفنية تعاني أساساً من قلة النقاد الفنيين المتخصصين في هذا المجال "وهذا ينعكس على ثقافة ووضع الممثل والدراما بشكل عام، فضعف الدراما المحلية أحد أهم ركائزه افتقادنا للنقاد المتخصصين، والعلاقة طردية هنا". أما مسألة قبول الممثل للنقد فيرى القبوري أنها ذات شقين الأول قد تكون عامة (ثقافة مجتمع).. "فالمجتمع بغالبية أطيافه لا يتقبل النقد بسهولة حتى وإن أظهر أفراده غير ذلك ولعل شبكات التواصل الاجتماعي خير دليل على ذلك.. أما الشق الآخر فيرجع لثقافة الممثل نفسه وفي الغالب للأسف تكون ثقافتهم ضحلة فبعضهم حتى فهمه للدراما والرسالة المنوط بها مغلوط وهذا ينسحب بدوره على اختياراته ومدى قابليته لتطوير قدراته وقبل ذلك تقبله للنقد".
ويتفق الفنان مرزوق الغامدي مع رأي القبوري، ويضيف "النقد نوعان؛ الأول يصدر من ناقد متمكن وصاحب خبرة ونقده موضوعي وهادف ومعروف عنه أنه نزيه يُثني أحياناً وينتقد أحياناً وهذا يجب أن يحترم وأن يؤخذ رأيه على أنه يريد الأفضل لكافة الأعمال.. أما النوع الثاني، فهو ذلك الناقد المتلون صاحب الأهداف الشخصية وقليل الخبرة الذي يجهل الكثير من التفاصيل الفنية وبالتالي على الفنان أن يرى من انتقده إذا كان من النوع الأول فعليه الاستفادة من هذا الرأي سلباً وإيجاباً أما النوع الثاني فيتجاهله تماماً".