موسوعة المملكة العربية السعودية
عمل ثقافي ضخم يضم أكثر من 10 آلاف صورة عن جميع مناطق المملكة
ثقة : الرياض واس
تحت رعاية خادم الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - يدشن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية , عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة غداً الأحد , الإصدار الأول من موسوعة المملكة العربية السعودية باللغة العربية , وذلك في مقر مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الرياض .
ويفتتح معرضا مصوراً لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرئيس الأعلى لمجلس إدارة المكتبة يضم المعرض 192 صورة فوتوغرافية توثق لمسيرة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله منذ مراحل الصبا والشباب , وفي جميع المناصب والمسؤوليات التي تولاها في حياته العلمية , كما تسجل لبعض من جهوده ومبادراته المحلية والعربية والعالمية.
كما يدشن سموه فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الجديد للخدمات وقاعات الإطلاع والذي يقدم خدماته باستخدام منظومة من أحدث التقيات والتجهيزات المكتبية.
ويمثل الفرع الجديد نموذجاً للمكتبات الحديثة من حيث تكامل إمكاناته ومرافقة, وتصميمه المعماري الفريد , وتجهيزاته المتطورة لخدمة رواد المكتبة , والاستفادة من أحدث الأنظمة والتطبيقات الحاسوبية في إتاحة الفرصة للباحثين والدارسين للإطلاع على كافة مصادر المعرفة في جميع المكتبات الرقمية حول العالم.
ويضم الفرع الجديد للمكتبة ثلاثة قاعات للقراءة والإطلاع , الأولى مخصصة للرجال وتتسع لما يزيد عن 250 زائر, والثانية للنساء ومجهزة لاستقبال أكثر من 100 زائرة, والثالثة مخصصة لمكتبة الطفل وتتسع لأكثر من 150 طفلاً, بالإضافة إلى قاعة للمحاضرات مجهزة بأحدث التقنيات السمعية والبصرية, ويمكنها استقبال ما يزيد عن 200 شخص, كما يضم مبنى الفرع الجديد مستودع كبير لتخزين الكتب والمراجع بسعة تزيد عن مليوني كتاب, إلى جانب الأقسام الإدارية والتي تستوعب 125 موظفاً وموظفة من العاملين بالمكتبة .
وتعد موسوعة المملكة العربية السعودية ، التي جاوز العمل فيها قرابة عشر سنوات وشارك فيها حوالي 250 باحثاً وأكاديمياً من أضخم الأعمال الثقافية الحديثة في المملكة ، وعمل رائع يليق بصورة بلاد الحرمين الشريفين ، ويعبر عن عراقة تاريخها وزهاء حاضرها ، في 20 مجلداً تغطي كافة جوانب الحياة في جميع المناطق ، وتقدم سجلاً متكاملاً ومؤثقاً للتعريف بالمملكة .
وولدت فكره موسوعة المملكة استجابة لما عايشه الباحثون في شتى مجالات العلوم من قلة المراجع الموسوعية التي تعرف بالمملكة ، وافتقار المكتبة العربية عموماً والسعودية خصوصاً إلى هذه النوعية من الإصدارات المعرفية ، حيث تبنت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة هذه الفكرة بجهود حثيثة وصادقة في وقت أدرك فيه الجميع مخاطر نقص المعلومات عن المملكة وما ينتج عن ذلك من اجتهادات خاطئة قد تسيء عن قصد أو غير قصد إلى صورتها الحقيقية في أذهان أبناء الدول والمجتمعات الأخرى .
وانطلقت المكتبة في تبنيها لفكرة إصدار الموسوعة من استشعار للواجب الوطني وإدراك للقيمة المعرفية والعلمية لمثل هذا العمل المرجعي الضخم بغية تحقيق مجموعة من الأهداف تتلخص في تزويد المكتبة السعودية والعربية والعالمية بإصدار موسوعي موثق يقدم معلومات وافية عن المملكة ، ويكون مرجعاً علمياً للباحثين والكتاب والإعلاميين وجمهور القراء، والتعريف بمناطق المملكة ومدنها وقراها تفيد أبناء المجتمع السعودي بمختلف فئاتهم وتشبع رغبتهم في معرفة بلادهم في ماضية المجيد وحاضره الزاهر، وإتاحة الفرصة لأبناء المجتمعات والثقافات الأخرى للإطلاع على تاريخ المملكة وحاضرها ومظاهر التنمية والتطور التي تعيشها ، والاستفادة في ذلك من وسائل التقنية الحديثة ، بما في ذلك الشبكة العالمية " الانترنت " .
وتعتبر موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرئيس الأعلى لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة على مشروع الموسوعة نقطة البداية للمشروع حيث عبر حفظه الله عن حرصه الدائم على نشر العلم والمعرفة وتوفير كل ما يلزم طلبة العلم والباحثين من مصادر المعرفة ، وتعزيزاً لرغبته الصادقة في التعريف الصحيح بالمملكة من مصادر موثوقة وكان هذا القرار هو البداية الفعلية والانطلاقة الأولى لإنجاز الموسوعة والتي تعد من أضخم الأعمال الثقافية التي شهدتها المملكة .
وقد تشكلت الهيئة الاستشارية لمشروع الموسوعة برئاسة معالي المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، وعضوية نخبة متميزة من أعضاء مجلس الشورى والأكاديميين والمسئولين بعدد من الوزارات والهيئات والجامعات السعودية وتولت الهيئة مسؤولية وضع إستراتيجية الموسوعة وتحديد الأهداف المراد تحقيقها والفئات المستفيدة منها والشكل العام لها والآليات والمعايير التي يجب اعتمادها في جميع مراحل إعداد الموسوعة .
وتركز الاهتمام على أن تستهدف الموسوعة مجموعة من الفئات تشمل الباحثين والكتاب والمؤلفون وطلاب وطالبات التعليم العام والدوائر الحكومية والسفارات والقنصليات والجهات الإعلامية وأساتذة وطلاب الجامعات والمستثمرين والهيئات السياحية والمؤسسات الثقافية ومراكز الدراسات والبحوث والمكتبات العامة والخاصة ، وعلى ضوء دراسات متأنية ودقيقة قامت بها لجنة الأشراف العلمي بالموسوعة للأعمال الموسوعية العربية والعالمية ، ومراجعة ضوابط إصدار الموسوعات ومعاييرها ، ثم الاتفاق على الهيكل العام للموسوعة ، بحيث تصدر في 20 مجلداً ، لتوثيق تاريخ المملكة ومناطقها الثلاثة عشر ،بحيث تغطي 9 محاور هي الخصائص الجغرافية والتطور التاريخي والآثار والمواقع التاريخية ، والأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد والحركة الثقافية ، والخدمات والمرافق التنموية ، والاقتصاد والثروات الطبيعية ، والحياة الفطرية ، والسياحة والتنزه ، كما تم الاتفاق على إنشاء موقع خاص للموسوعة لتسهيل الإطلاع عليها ، وكذلك ترجمتها إلى اللغة الانجليزية وعدد من اللغات .
وخصص المجلد الأولى للمملكة العربية السعودية ليكون مدخلاً عاماً للموسوعة ومحاورها المختلفة ويتضمن معلومات عامة عن مكانة المملكة على الصعيد الإقليمي والعربي والإسلامي والدولي ، والجغرافيا والسكان ، وتأسيس الدولة وكيانها السياسي ونظام الحكم والوزارات والمؤسسات الحكومية ، والأنشطة الاقتصادية والتنموية ، والآثار في حين خصص لكل منطقة مجلد أو أكثر .
واعتمدت الموسوعة أساس التقسيم الإداري للمملكة منها أربع مناطق إلى ثلاث عشرة منطقة يأتي كل منها في مجلدين وهي مكة المكرمة والمدينة المنورة ، والمنطقة الشرقية ، ومجلد واحد لبقية المناطق الأخرى كما تم توجيه الباحثين إلى التركيز على ما تمتاز به كل منطقة لتجنب التكرار الناتج عن تشابه الخصائص لبعض المناطق ولا سيما فيما يتعلق بالمناخ والتضاريس والحياة الفطرية .
وتحتوي الموسوعة مجموعات خاصة وحصرية من الصور الفوتوغرافية التي التقطها عدد من المصورين تم اختيارهم بعناية ، وبلغ عدد هذه الصور ما يقارب ( 10.000 ) صورة ، تتراوح ما بين 500 - 1000 صورة لكل منطقة من مناطق المملكة ، وقد خصصت جميع صور الموسوعة للمراجعة للتأكد من مطابقتها للمادة العلمية ، وجودتها بالإضافة إلى المعالجة الفنية .
كما تحتوي الموسوعة ضمن وسائل الإيضاح على مجموعة كبيرة من الخرائط الجغرافية والطبوغرافية والتوضيحية للمملكة عموماً ، ولكل منطقة على حده ، وقد اعتمدت لجنة الإشراف العلمي على الخرائط الواردة والمؤثقة من دارة الملك عبدالعزيز وهيئة المساحة الجيولوجية ، والإدارة العامة للمساحة العسكرية ، بالإضافة إلى الخرائط التي قدمها الباحثون والتي تدعم متون المادة العلمية ، وتجعلها أسهل للفهم ، وأقرب إلى الوضوح .
واشتملت الموسوعة مجموعات من الأشكال التوضيحية المتنوعة ، والتي تهدف إلى توضيح المضمون وتمثيله بيانياً ، ولا سيما فيما يتعلق بالإحصاءات السكانية والاقتصادية والمرافق الخدمية والقطاعات التنموية ، بالإضافة إلى عدد كبير من الجداول التفصيلية والمقارنة ، واقتضى امتداد الفترة الزمنية للعمل في الموسوعة لعدة سنوات إلى تحديث بعض البيانات والمعلومات والاحصاءات لاستيعاب النمو في المشروعات التنموية والحضارية ، وذلك بالرجوع إلى الجهات الحكومية المعنية .
وتم تصميم الشكل النهائي للموسوعة في المجلدات تحت إشراف نخبة من المختصين في الإخراج ، وباستخدام أحدث تقنيات الطباعة حيث خضعت بدورها للمراجعة والتدقيق لمواضع الصور والجداول والأشكال البيانية ، والجوانب الطباعية والفنية الأخرى ، قبل أن تتم الموافقة على طباعتها بمواصفات فنية عالية الجودة من حيث الألوان والورق والتجليد ، بالإضافة إلى إصدارها على أقراص مدمجة «CD» وبنفس المعايير وجاءت ترجمة الموسوعة إلى الإنجليزية ، بأعلى درجات الدقة وعلى يد عدد من المترجمين المحترفين ، بالإضافة إلى مراجعة الترجمة من قبل عدد من الأكاديميين الأجانب من المتحدثين باللغة الانجليزية .
وسيتيح الموقع الالكتروني للموسوعة على شبكة الانترنت قريباً ، للمستخدمين من كافة أنحاء العالم أحدث طرق البحث عن جميع المعلومات التي تتضمنها مجلدات الموسوعة العشرون ، وكذلك الصور والخرائط واللقطات الفلمية الحية ، كما أقرت إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة آلية لتحديث البيانات والمعلومات ، كل خمس سنوات في الإصدار المطبوع ، وكل عام في الإصدار على الأقراص المدمجة ، بينما يتم التحديث بصفة مستمرة على الموقع الالكتروني للموسوعة ، وتتطلع إدارة المكتبة إلى ترجمة الموسوعة إلى عدد من اللغات الأجنبية الأخرى لزيادة حجم الاستفادة منها للناطقين بهذه اللغات في جميع أنحاء العالم .
وبهذه المناسبة رفع معالي المشرف العام على المكتبة الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر , عظيم الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لرعايته الكريمة لحفل تدشين موسوعة المملكة , معتبراً هذه الرعاية خي تقدير لجهود مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في إنجاز هذا المشروع الثقافي والعلمي الكبير الذي استغرق العمل فيه قرابة 10 سنوات كاملة , وامتداداً لعناية المليك " حفظه الله " بهذا المشروع منذ أن كان فكرة وليدة , وحتى أصبح واقعاً ملموساً يقدم صورة مشرفة ومتكاملة لبلادنا المباركة بتاريخها العريق وحاضرها الزاهر ويعبر عن مكانتها الرفيعة على المستوى العربي والإقليمي والإسلامي والدولي .
وقال بن معمر " إننا نتشرف بإهداء موسوعة المملكة العربية السعودية في إصدارها الأول لصاحب الفضل الأول - بعد الله سبحانه وتعالى - في إنجاز هذا المشروع سيدي خادم الحرمين الشريفين, الرئيس الأعلى لمجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة , فهذا بعض من غرس يده الكريمة , وثمرة من فيض رعايته ودعمه للمكتبة لأداء رسالتها في خدمة المجتمع ونشر الثقافة والمعرفة " .
وأضاف المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة يقول " لا يفوتنا ونحن نحتفل بتدشين موسوعة المملكة أن نعرب عن شكرنا وتقديرنا لأصحاب السمو الملكي أمراء المناطق والذين وجدنا منهم كل العون والمساندة لأعضاء الفريق العلمي المشارك في إعداد الموسوعة من الباحثين والكتاب خلال مراحل جمع المادة العلمية " .
وعبر فيصل بن معمر عن شكره لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية , عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة لتشريفه حفل تدشين الموسوعة في إصدارها الأول , معرباً عن سعادته بنجاح مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في تنفيذ هذا العمل الموسوعي الضخم , الذي يمثل إضافة كبيرة لإنجازات المكتبة في خدمة المجتمع وأداء رسالتها العلمية والثقافية ومد جسور التواصل المعرفي بين الثقافات والحضارات الإنسانية .
وختم معالي المشرف العام على المكتبة تصريحه معرباً عن شكره لكل من شارك في إنجاز موسوعة المملكة من الأكاديميين والمسئولين بالوزارات والهيئات الحكومية , مشيراً إلى أن المكتبة بصدد إهداء الموسوعة لجميع السفارات المعتمدة لدى المملكة والسفارات والقنصليات السعودية في جميع دول العالم .
من جانبه وصف نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الدكتور عبدالكريم بن عبدالرحمن الزيد موسوعة المملكة العربية السعودية بأنها سجل يوثق تاريخ الوطن ونبراس يضيء طريق المستقبل , وإنجاز وطني عظيم يضاف إلى إنجازات حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على طريق تحقيق النهضة الشاملة لأبناء المجتمع السعودي على ركائز صلبة من العلم والمعرفة .
وأعرب الدكتور الزيد في تصريح بمناسبة تدشين الموسوعة عن سعادته البالغة بنجاح مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في تنفيذ هذا المشروع الثقافي والعلمي الضخم والذي يحقق أحلام عدد كبير من الباحثين والدارسين من داخل المملكة وخارجها ويلبي تطلعاتهم لمرجع شامل وموثق عن بلاد الحرمين الشريفين , مؤكداً أن إدارة المكتبة حرصت على توفير كافة الإمكانات لتخرج الموسوعة في صورة تليق بعراقة تاريخ المملكة .
وأشاد الدكتور الزيد بتعاون كافة الوزارات والهيئات الحكومية والأهلية في جميع مناطق المملكة مع المكتبة في تسهيل مهمة الباحثين والمشاركين في أعداد محتوى الموسوعة وتزويدهم بكافة المعلومات والبيانات اللازمة , مؤكداً أن تحقق هذا الانجاز يعبر عن حالة رائعة من استشعار الواجب الوطني والمسؤولية في التعريف ببلادنا وتقديمها إلى العالم في أفضل صورة .
وأبان الدكتور عبدالكريم الزيد أن تنفيذ مثل هذه النوعية من الأعمال والتي تتطلب تضافر كافة الجهود في إطار مؤسس ووفق أهداف واضحة وخروج موسوعة المملكة إلى النور, يؤكد قدرة الإنسان السعودي على إنجاز أضخم الأعمال متى توافرت الإرادة , معرباً عن سعادته واعتزازه بأن جميع المشاركين في إنجاز الموسوعة من الباحثين والأكاديميين والعلماء من أبناء المملكة والذين قدموا نموذجاً يحتذى في التخطيط والتنظيم والعمل بروح الفريق .
وقال الدكتور الزيد " من حقنا أن نفخر الآن بامتلاكنا لـ 20 مجلداً في هذه الموسوعة تحكي تاريخ بلادنا ومسيرة تطورها وتعرف بثوابت مجتمعنا وتقاليدنا وعادتنا ومكتسباتنا الوطنية , وتقدم تفاصيل واقعنا الزاهر للعالم , وتوفر زاداً معرفياً للأجيال الجديدة ليعوا مسؤوليتهم في مواصلة مسيرة العطاء والعمل من أجل مستقبل مشرق " .
وأوضح أن قيمة موسوعة المملكة لا تقتصر على أهميتها في مجال البحث العلمي , كما قد يتصور البعض بل تشمل دعم خطط وبرامج التنمية من خلال إتاحة كافة البيانات والمعلومات أمام صانعي القرار في مختلف المجالات , كما تساهم في استيعاب دروس الماضي والإفادة منها وترسيخ قيم الانتماء والمواطنة , من خلال القراءة في سجل الوطن .
وأستطر الزيد لطالما عانينا من الصورة غير المنصفة عن بلادنا في أذهان أبناء المجتمعات الغربية , وثبت أن نقص المعلومات الموضوعية عن المملكة من أهم أسباب ذلك , وهو ما يكشف عن أهمية الموسوعة في علاج هذا النقص والقصور , ومن ثم إغلاق الباب أمام أي اجتهادات قد تسيء صورة بلادنا لدى الآخر , فضلاً عن أهمية المعرفة بخصائص وثوابت المجتمع السعودي , لمد جسور الحوار الحضاري مع أبناء الثقافات الأخرى .
وأكد الدكتور عبدالكريم الزيد سعي إدارة المكتبة إلى ترجمة الموسوعة إلى اللغات العالمية الأكثر انتشاراً إلى جانب اللغتين العربية والانجليزية واللتين صدرت بهما الموسوعة في إصدارها المطبوع الأول وهو الذي طرح عبر شبكة الانترنت.
تحت رعاية خادم الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - يدشن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية , عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة غداً الأحد , الإصدار الأول من موسوعة المملكة العربية السعودية باللغة العربية , وذلك في مقر مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الرياض .
ويفتتح معرضا مصوراً لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرئيس الأعلى لمجلس إدارة المكتبة يضم المعرض 192 صورة فوتوغرافية توثق لمسيرة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله منذ مراحل الصبا والشباب , وفي جميع المناصب والمسؤوليات التي تولاها في حياته العلمية , كما تسجل لبعض من جهوده ومبادراته المحلية والعربية والعالمية.
كما يدشن سموه فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الجديد للخدمات وقاعات الإطلاع والذي يقدم خدماته باستخدام منظومة من أحدث التقيات والتجهيزات المكتبية.
ويمثل الفرع الجديد نموذجاً للمكتبات الحديثة من حيث تكامل إمكاناته ومرافقة, وتصميمه المعماري الفريد , وتجهيزاته المتطورة لخدمة رواد المكتبة , والاستفادة من أحدث الأنظمة والتطبيقات الحاسوبية في إتاحة الفرصة للباحثين والدارسين للإطلاع على كافة مصادر المعرفة في جميع المكتبات الرقمية حول العالم.
ويضم الفرع الجديد للمكتبة ثلاثة قاعات للقراءة والإطلاع , الأولى مخصصة للرجال وتتسع لما يزيد عن 250 زائر, والثانية للنساء ومجهزة لاستقبال أكثر من 100 زائرة, والثالثة مخصصة لمكتبة الطفل وتتسع لأكثر من 150 طفلاً, بالإضافة إلى قاعة للمحاضرات مجهزة بأحدث التقنيات السمعية والبصرية, ويمكنها استقبال ما يزيد عن 200 شخص, كما يضم مبنى الفرع الجديد مستودع كبير لتخزين الكتب والمراجع بسعة تزيد عن مليوني كتاب, إلى جانب الأقسام الإدارية والتي تستوعب 125 موظفاً وموظفة من العاملين بالمكتبة .
وتعد موسوعة المملكة العربية السعودية ، التي جاوز العمل فيها قرابة عشر سنوات وشارك فيها حوالي 250 باحثاً وأكاديمياً من أضخم الأعمال الثقافية الحديثة في المملكة ، وعمل رائع يليق بصورة بلاد الحرمين الشريفين ، ويعبر عن عراقة تاريخها وزهاء حاضرها ، في 20 مجلداً تغطي كافة جوانب الحياة في جميع المناطق ، وتقدم سجلاً متكاملاً ومؤثقاً للتعريف بالمملكة .
وولدت فكره موسوعة المملكة استجابة لما عايشه الباحثون في شتى مجالات العلوم من قلة المراجع الموسوعية التي تعرف بالمملكة ، وافتقار المكتبة العربية عموماً والسعودية خصوصاً إلى هذه النوعية من الإصدارات المعرفية ، حيث تبنت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة هذه الفكرة بجهود حثيثة وصادقة في وقت أدرك فيه الجميع مخاطر نقص المعلومات عن المملكة وما ينتج عن ذلك من اجتهادات خاطئة قد تسيء عن قصد أو غير قصد إلى صورتها الحقيقية في أذهان أبناء الدول والمجتمعات الأخرى .
وانطلقت المكتبة في تبنيها لفكرة إصدار الموسوعة من استشعار للواجب الوطني وإدراك للقيمة المعرفية والعلمية لمثل هذا العمل المرجعي الضخم بغية تحقيق مجموعة من الأهداف تتلخص في تزويد المكتبة السعودية والعربية والعالمية بإصدار موسوعي موثق يقدم معلومات وافية عن المملكة ، ويكون مرجعاً علمياً للباحثين والكتاب والإعلاميين وجمهور القراء، والتعريف بمناطق المملكة ومدنها وقراها تفيد أبناء المجتمع السعودي بمختلف فئاتهم وتشبع رغبتهم في معرفة بلادهم في ماضية المجيد وحاضره الزاهر، وإتاحة الفرصة لأبناء المجتمعات والثقافات الأخرى للإطلاع على تاريخ المملكة وحاضرها ومظاهر التنمية والتطور التي تعيشها ، والاستفادة في ذلك من وسائل التقنية الحديثة ، بما في ذلك الشبكة العالمية " الانترنت " .
وتعتبر موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرئيس الأعلى لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة على مشروع الموسوعة نقطة البداية للمشروع حيث عبر حفظه الله عن حرصه الدائم على نشر العلم والمعرفة وتوفير كل ما يلزم طلبة العلم والباحثين من مصادر المعرفة ، وتعزيزاً لرغبته الصادقة في التعريف الصحيح بالمملكة من مصادر موثوقة وكان هذا القرار هو البداية الفعلية والانطلاقة الأولى لإنجاز الموسوعة والتي تعد من أضخم الأعمال الثقافية التي شهدتها المملكة .
وقد تشكلت الهيئة الاستشارية لمشروع الموسوعة برئاسة معالي المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، وعضوية نخبة متميزة من أعضاء مجلس الشورى والأكاديميين والمسئولين بعدد من الوزارات والهيئات والجامعات السعودية وتولت الهيئة مسؤولية وضع إستراتيجية الموسوعة وتحديد الأهداف المراد تحقيقها والفئات المستفيدة منها والشكل العام لها والآليات والمعايير التي يجب اعتمادها في جميع مراحل إعداد الموسوعة .
وتركز الاهتمام على أن تستهدف الموسوعة مجموعة من الفئات تشمل الباحثين والكتاب والمؤلفون وطلاب وطالبات التعليم العام والدوائر الحكومية والسفارات والقنصليات والجهات الإعلامية وأساتذة وطلاب الجامعات والمستثمرين والهيئات السياحية والمؤسسات الثقافية ومراكز الدراسات والبحوث والمكتبات العامة والخاصة ، وعلى ضوء دراسات متأنية ودقيقة قامت بها لجنة الأشراف العلمي بالموسوعة للأعمال الموسوعية العربية والعالمية ، ومراجعة ضوابط إصدار الموسوعات ومعاييرها ، ثم الاتفاق على الهيكل العام للموسوعة ، بحيث تصدر في 20 مجلداً ، لتوثيق تاريخ المملكة ومناطقها الثلاثة عشر ،بحيث تغطي 9 محاور هي الخصائص الجغرافية والتطور التاريخي والآثار والمواقع التاريخية ، والأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد والحركة الثقافية ، والخدمات والمرافق التنموية ، والاقتصاد والثروات الطبيعية ، والحياة الفطرية ، والسياحة والتنزه ، كما تم الاتفاق على إنشاء موقع خاص للموسوعة لتسهيل الإطلاع عليها ، وكذلك ترجمتها إلى اللغة الانجليزية وعدد من اللغات .
وخصص المجلد الأولى للمملكة العربية السعودية ليكون مدخلاً عاماً للموسوعة ومحاورها المختلفة ويتضمن معلومات عامة عن مكانة المملكة على الصعيد الإقليمي والعربي والإسلامي والدولي ، والجغرافيا والسكان ، وتأسيس الدولة وكيانها السياسي ونظام الحكم والوزارات والمؤسسات الحكومية ، والأنشطة الاقتصادية والتنموية ، والآثار في حين خصص لكل منطقة مجلد أو أكثر .
واعتمدت الموسوعة أساس التقسيم الإداري للمملكة منها أربع مناطق إلى ثلاث عشرة منطقة يأتي كل منها في مجلدين وهي مكة المكرمة والمدينة المنورة ، والمنطقة الشرقية ، ومجلد واحد لبقية المناطق الأخرى كما تم توجيه الباحثين إلى التركيز على ما تمتاز به كل منطقة لتجنب التكرار الناتج عن تشابه الخصائص لبعض المناطق ولا سيما فيما يتعلق بالمناخ والتضاريس والحياة الفطرية .
وتحتوي الموسوعة مجموعات خاصة وحصرية من الصور الفوتوغرافية التي التقطها عدد من المصورين تم اختيارهم بعناية ، وبلغ عدد هذه الصور ما يقارب ( 10.000 ) صورة ، تتراوح ما بين 500 - 1000 صورة لكل منطقة من مناطق المملكة ، وقد خصصت جميع صور الموسوعة للمراجعة للتأكد من مطابقتها للمادة العلمية ، وجودتها بالإضافة إلى المعالجة الفنية .
كما تحتوي الموسوعة ضمن وسائل الإيضاح على مجموعة كبيرة من الخرائط الجغرافية والطبوغرافية والتوضيحية للمملكة عموماً ، ولكل منطقة على حده ، وقد اعتمدت لجنة الإشراف العلمي على الخرائط الواردة والمؤثقة من دارة الملك عبدالعزيز وهيئة المساحة الجيولوجية ، والإدارة العامة للمساحة العسكرية ، بالإضافة إلى الخرائط التي قدمها الباحثون والتي تدعم متون المادة العلمية ، وتجعلها أسهل للفهم ، وأقرب إلى الوضوح .
واشتملت الموسوعة مجموعات من الأشكال التوضيحية المتنوعة ، والتي تهدف إلى توضيح المضمون وتمثيله بيانياً ، ولا سيما فيما يتعلق بالإحصاءات السكانية والاقتصادية والمرافق الخدمية والقطاعات التنموية ، بالإضافة إلى عدد كبير من الجداول التفصيلية والمقارنة ، واقتضى امتداد الفترة الزمنية للعمل في الموسوعة لعدة سنوات إلى تحديث بعض البيانات والمعلومات والاحصاءات لاستيعاب النمو في المشروعات التنموية والحضارية ، وذلك بالرجوع إلى الجهات الحكومية المعنية .
وتم تصميم الشكل النهائي للموسوعة في المجلدات تحت إشراف نخبة من المختصين في الإخراج ، وباستخدام أحدث تقنيات الطباعة حيث خضعت بدورها للمراجعة والتدقيق لمواضع الصور والجداول والأشكال البيانية ، والجوانب الطباعية والفنية الأخرى ، قبل أن تتم الموافقة على طباعتها بمواصفات فنية عالية الجودة من حيث الألوان والورق والتجليد ، بالإضافة إلى إصدارها على أقراص مدمجة «CD» وبنفس المعايير وجاءت ترجمة الموسوعة إلى الإنجليزية ، بأعلى درجات الدقة وعلى يد عدد من المترجمين المحترفين ، بالإضافة إلى مراجعة الترجمة من قبل عدد من الأكاديميين الأجانب من المتحدثين باللغة الانجليزية .
وسيتيح الموقع الالكتروني للموسوعة على شبكة الانترنت قريباً ، للمستخدمين من كافة أنحاء العالم أحدث طرق البحث عن جميع المعلومات التي تتضمنها مجلدات الموسوعة العشرون ، وكذلك الصور والخرائط واللقطات الفلمية الحية ، كما أقرت إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة آلية لتحديث البيانات والمعلومات ، كل خمس سنوات في الإصدار المطبوع ، وكل عام في الإصدار على الأقراص المدمجة ، بينما يتم التحديث بصفة مستمرة على الموقع الالكتروني للموسوعة ، وتتطلع إدارة المكتبة إلى ترجمة الموسوعة إلى عدد من اللغات الأجنبية الأخرى لزيادة حجم الاستفادة منها للناطقين بهذه اللغات في جميع أنحاء العالم .
وبهذه المناسبة رفع معالي المشرف العام على المكتبة الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر , عظيم الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لرعايته الكريمة لحفل تدشين موسوعة المملكة , معتبراً هذه الرعاية خي تقدير لجهود مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في إنجاز هذا المشروع الثقافي والعلمي الكبير الذي استغرق العمل فيه قرابة 10 سنوات كاملة , وامتداداً لعناية المليك " حفظه الله " بهذا المشروع منذ أن كان فكرة وليدة , وحتى أصبح واقعاً ملموساً يقدم صورة مشرفة ومتكاملة لبلادنا المباركة بتاريخها العريق وحاضرها الزاهر ويعبر عن مكانتها الرفيعة على المستوى العربي والإقليمي والإسلامي والدولي .
وقال بن معمر " إننا نتشرف بإهداء موسوعة المملكة العربية السعودية في إصدارها الأول لصاحب الفضل الأول - بعد الله سبحانه وتعالى - في إنجاز هذا المشروع سيدي خادم الحرمين الشريفين, الرئيس الأعلى لمجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة , فهذا بعض من غرس يده الكريمة , وثمرة من فيض رعايته ودعمه للمكتبة لأداء رسالتها في خدمة المجتمع ونشر الثقافة والمعرفة " .
وأضاف المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة يقول " لا يفوتنا ونحن نحتفل بتدشين موسوعة المملكة أن نعرب عن شكرنا وتقديرنا لأصحاب السمو الملكي أمراء المناطق والذين وجدنا منهم كل العون والمساندة لأعضاء الفريق العلمي المشارك في إعداد الموسوعة من الباحثين والكتاب خلال مراحل جمع المادة العلمية " .
وعبر فيصل بن معمر عن شكره لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية , عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة لتشريفه حفل تدشين الموسوعة في إصدارها الأول , معرباً عن سعادته بنجاح مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في تنفيذ هذا العمل الموسوعي الضخم , الذي يمثل إضافة كبيرة لإنجازات المكتبة في خدمة المجتمع وأداء رسالتها العلمية والثقافية ومد جسور التواصل المعرفي بين الثقافات والحضارات الإنسانية .
وختم معالي المشرف العام على المكتبة تصريحه معرباً عن شكره لكل من شارك في إنجاز موسوعة المملكة من الأكاديميين والمسئولين بالوزارات والهيئات الحكومية , مشيراً إلى أن المكتبة بصدد إهداء الموسوعة لجميع السفارات المعتمدة لدى المملكة والسفارات والقنصليات السعودية في جميع دول العالم .
من جانبه وصف نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الدكتور عبدالكريم بن عبدالرحمن الزيد موسوعة المملكة العربية السعودية بأنها سجل يوثق تاريخ الوطن ونبراس يضيء طريق المستقبل , وإنجاز وطني عظيم يضاف إلى إنجازات حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على طريق تحقيق النهضة الشاملة لأبناء المجتمع السعودي على ركائز صلبة من العلم والمعرفة .
وأعرب الدكتور الزيد في تصريح بمناسبة تدشين الموسوعة عن سعادته البالغة بنجاح مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في تنفيذ هذا المشروع الثقافي والعلمي الضخم والذي يحقق أحلام عدد كبير من الباحثين والدارسين من داخل المملكة وخارجها ويلبي تطلعاتهم لمرجع شامل وموثق عن بلاد الحرمين الشريفين , مؤكداً أن إدارة المكتبة حرصت على توفير كافة الإمكانات لتخرج الموسوعة في صورة تليق بعراقة تاريخ المملكة .
وأشاد الدكتور الزيد بتعاون كافة الوزارات والهيئات الحكومية والأهلية في جميع مناطق المملكة مع المكتبة في تسهيل مهمة الباحثين والمشاركين في أعداد محتوى الموسوعة وتزويدهم بكافة المعلومات والبيانات اللازمة , مؤكداً أن تحقق هذا الانجاز يعبر عن حالة رائعة من استشعار الواجب الوطني والمسؤولية في التعريف ببلادنا وتقديمها إلى العالم في أفضل صورة .
وأبان الدكتور عبدالكريم الزيد أن تنفيذ مثل هذه النوعية من الأعمال والتي تتطلب تضافر كافة الجهود في إطار مؤسس ووفق أهداف واضحة وخروج موسوعة المملكة إلى النور, يؤكد قدرة الإنسان السعودي على إنجاز أضخم الأعمال متى توافرت الإرادة , معرباً عن سعادته واعتزازه بأن جميع المشاركين في إنجاز الموسوعة من الباحثين والأكاديميين والعلماء من أبناء المملكة والذين قدموا نموذجاً يحتذى في التخطيط والتنظيم والعمل بروح الفريق .
وقال الدكتور الزيد " من حقنا أن نفخر الآن بامتلاكنا لـ 20 مجلداً في هذه الموسوعة تحكي تاريخ بلادنا ومسيرة تطورها وتعرف بثوابت مجتمعنا وتقاليدنا وعادتنا ومكتسباتنا الوطنية , وتقدم تفاصيل واقعنا الزاهر للعالم , وتوفر زاداً معرفياً للأجيال الجديدة ليعوا مسؤوليتهم في مواصلة مسيرة العطاء والعمل من أجل مستقبل مشرق " .
وأوضح أن قيمة موسوعة المملكة لا تقتصر على أهميتها في مجال البحث العلمي , كما قد يتصور البعض بل تشمل دعم خطط وبرامج التنمية من خلال إتاحة كافة البيانات والمعلومات أمام صانعي القرار في مختلف المجالات , كما تساهم في استيعاب دروس الماضي والإفادة منها وترسيخ قيم الانتماء والمواطنة , من خلال القراءة في سجل الوطن .
وأستطر الزيد لطالما عانينا من الصورة غير المنصفة عن بلادنا في أذهان أبناء المجتمعات الغربية , وثبت أن نقص المعلومات الموضوعية عن المملكة من أهم أسباب ذلك , وهو ما يكشف عن أهمية الموسوعة في علاج هذا النقص والقصور , ومن ثم إغلاق الباب أمام أي اجتهادات قد تسيء صورة بلادنا لدى الآخر , فضلاً عن أهمية المعرفة بخصائص وثوابت المجتمع السعودي , لمد جسور الحوار الحضاري مع أبناء الثقافات الأخرى .
وأكد الدكتور عبدالكريم الزيد سعي إدارة المكتبة إلى ترجمة الموسوعة إلى اللغات العالمية الأكثر انتشاراً إلى جانب اللغتين العربية والانجليزية واللتين صدرت بهما الموسوعة في إصدارها المطبوع الأول وهو الذي طرح عبر شبكة الانترنت.