وغداً خمس جلسات
جلستين عمل صباحية في ملتقى المثقيف الثاني
ثقة : الرياض عقدت صباح اليوم بمركز الملك فهد الثقافي ضمن فعاليات ملتقى المثقفين الثاني جلستين عمل رأس الجلسة الاولى الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني فيصل بن عبد الرحمن بن معمر وكانت بعنوان " المكتبات العامة ".
وقال بن معمر تشكل المكتبات و مراكز المعلومات ركناً أساسياً من أركان مجتمع المعلومات و المكتبات العامة بصفه خاصة هي الواجهة الأولى لخدمة الإنسان والمجتمع تثقيفاً و تربيتاً و تعليماً و ترفيهاً و نشراً حيث تؤدي دورها المنشود لاكتساب الأفراد و المجمعات الإنسانية المعرفة التي تمكنهم من تنمية أنفسهم ثم مجتمعهم و تحويله إلى مجتمع معرفة.
و أضاف الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في كلمته بقوله و تعتبر المكتبات العامة سجلاً لذاكرة الشعوب و هي سجل حافل لكل ما يدونها أبنائها من أنتاجات فكرية تبقى علامة بارزة و مضيئة في حضارات الأمم و ثقافاتها الإنسانية المتنوعة و تعد في الوقت نفسه مقياساً لتقدم المجتمعات بقدر ما تحوي على مؤلفات و كتابات تعنى بها هذه الشعوب و تحرص على العناية بها للاستعانة بها في الرجوع إليها في طلب الكثير من الأمور و المعلومات.
وكانت هذه الرؤية حاضرة لخادم الحرمين الشريفين عندما أمر بإنشاء مكتبة الملك عبد العزيز العامة و رعى افتتاحها و رعى فعالياتها و مازال أيده الله تواصلاً مع جهوده الخيرة و رؤاه المستقبلية في استثمار خيرات الوطن في إنسانه، و تأكيده المستمر ـ حفظه الله ـ على أن لا خيار سواء الأستثمار في الثروة البشرية لتبقى و تدوم لترتقي بنا إلى المكانة التي نحن أحق بأن نتبوئها و ذلك ببناء مجتمعاً لأقتصاد معرفي ينتج و ينافس عالمياً.
وأشار بن معمر في كلمته بقوله " أتذكر وبكل فخر وأعتزاز كيف كانت البداية المشجعة لما وصلنا إليه من أنجاز، فبعد أفتتاح مكتبة الملك عبد العزيز العامة برعايته الكريمة ـ حفظه الله ـ واجهتنا مشكلات كبيرة شأننا شأن المكتبات الأخرى لعل أبرزها هي كيفية أستقطاب المرتادين و المرتادات و عملنا على أيجاد السبل الكفيلة لأجتذابهم و أيقنا منذ البداية بأن حيازة تقنيات هذا العصر الجديد ستمكننا من أحتلال مكانة مناسبة في منظومة المؤسسات الثقافية العلمية المحلية و الدولية، كما تمكنا من التعامل و التعاون للألتقاء مع مؤسسات ثقافية و العلمية في المملكة والعالم حتى يتسنى لأطفالنا و شبابنا و لكل باحث عن علم أو معرفة من أن يستفيد كل ما تتيحه المكتبة من معلومات و خدمات وكانت برامجنا و خدماتنا محفزة في هذا الخصوص، حيث تجاوزت مكتبة الملك عبد العزيز العامة مرحلة التشييد و الأعداد إلى مرحلة المشاركة في أنتاج المعلومات و حرصنا على أن يكون تكوينها الشامل يخاطب كل أوجه المعرفة من مراكز البحوث و قاعات الندوات إلى آلاف الكتب القيمة و المخطوطات الأثرية و قواعد البيانات الألكترونية حيث تقتني ما يقارب المليون و النصف مليون مادة معلوماتية و كذلك تضاعف عدد مرتاديه لمنشآتها في فروعها التسعة في مدينة الرياض و كذلك الدار البيضاء و قريباً إن شاء الله في الصين، كما نفذت مكتبة الملك عبد العزيز حسب التوجيهات الكريمة بأن تكون بيئة متميزة في الخبرات الإنسانية متمكنة من أحدث أساليب الأدارة و العلمية ما يؤهلها لأن تتعامل مع أكبر المؤسسات الثقافية و العلمية في العالم وذلك من خلال تقديم المشاريع الثقافية طويلة الأجل مثل جائزة خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز للترجمة و موسوعة المملكة العربية السعودية و الفهرس العربي الموحد و المشروع الوطني بتجديد الصلة بالكتاب و نادي كتاب الطفل.
ومضى يقول أما بخصوص المكتبات العامة و خاصة في المملكة العربية السعودية فأود أن أطرح بعض التساؤلات المهمة التي آمل أن تجد صدى مستقبلاً في فعالياتها و برامجه المنتظرة، مع التحول الذي يشهده العالم المتقدم و أنتقالهم من المجتمع الصناعي إلى المجتمع المعلوماتي لماذا ظلت المكتبات بشتى أنواعها عاجزة عن توفير عن كل ما ينشر من أختصاصات الباحثين و الإلمام بمستجدات بحوثهم العلمية أستفادة المكتبات و مراكز المعلومات من التطور العملي و التقني السريع و نتج عنه ظهور مسميات جديدة للمكتبة مثل المكتبة الإلكترونية و المكتبة الأفتراضية و المكتبة بدون جدران وما نصيب مكتباتنا من هذا التسميات الجديدة و كيف تتمكن المكتبات من التغلب على التحديات في التواصل مع القراء و الباحثين و من لهم الصراع التقليدي بين هذه الأرفف المغلقة و المفتوحة في ظل ثورة المعلوماتية التي بدأت تهدد الأرصدة الورقية و المطبوعة نظراً لما توفره من سرعة الحصول على المعلومات بأقل التكاليف ما الدور المتوقع للمكتبات لتقدم المجتمعات و مجتمعنا الذي نعيش فيه ماذا قدمت مكتباتنا في هذه الثورة المعلوماتية التي طالت أداء أمناء المكتبات ليحتفظ بدوره المهني و مكانته الخدمية ليكون حلقة وصل بين المستفيدين و المعلومات و ماذا قدمت من برامج تأهيل و تدريب لتغير مهام ووظائف أمناء المكتبات الإلكترونية من أداء الوظائف التقليدية إلى مهام أستشاري معلومات و مدير معلومات و موجه أبحاث ووسيط معلومات للقيام بعملية معالجة المعلومات و تفسيرها و ترجمتها و تحليلها و أتقانها لمهارات الأتصال للاجابة على أسئلة المسفيدين و كذلك الأرتباط بالبنوك و شبكات المعلومات و ممارسة المسفيدين على نظم الشبكات المتطورة و تسهيل مهام الباحثين.
و قال آمل أن نجد أجابات شافية ووافية لمثل هذه التساؤلات خاصةً بعد ما خلت المكتبات في العالم بأسره تتغير و أصبح لها دور حيوي في هذا العصر الإلكترونية و رسالتها في أختيار و تخزين و تنظيم و نشر المعلومات أصبحت ذات أهمية كبيرة ما يدعوا مكتباتنا و مؤسساتنا المعلوماتية إلى تقديم خريطة الطريق لتنفيذ هذه الرسالة أو المهمة التي يجب أن تتغير بصورة فاعلة أذا أريد لها مواصلة الحياة و تحقيقاً لتواصل هذه الجلسة للمكتبات العامة و أبرازاً لدور مؤسسات المعلومات في نشر الوعي المعلوماتي و صولاً إلى مجتمع المعرفة و التطلع إلى المستقبل إلى عالم المكتبات الرقمية المتخصصة التي يتطلب تظافر الجهود الإدارية و الفنية و أستخدام التخطيط الإستراتيجي لتحقيق سمة التميز و الأبداع نأمل أن تحضى هذه المؤسسات الأهتمام الكافي من حيث أنشاء المباني الحديثة و تزويده بأحدث التقنيات في مجال المعلومات لتكون حواضن للمعرفة و تتمكن من أدار دورها المنشود في التنمية الثقافية.
عقب ذلك ألقى الدكتور هشام بن عبد الله العباس ورقته والتي كانت بعنوان "دور الخدمات السيارة في تعزيز التواصل الثقافي بين الأمم في الألفية الثالثة" أثار فيها تساؤلا كبيرا حول قدرة المكتبات في العالم العربي الاستفادة من التقنيات التي تطورت في الفترة الأخيرة، لتحقق التواصل الثقافي المطلوب، مؤكدا أن "التواصل الثقافي بات من الروافد الأساسية للتواصل بين الناس"، ومشيرا إلى "المكتبات المتنقلة باتت نقطة تحول في التواصل العلمي والثقافي بين المجتمعات خصوصا النائية منها".
وامتدح الدكتور العباس المكتبات المتنقلة، مشيرا إلى أنها "صيغة متقدمة، ونمط متطور لإيصال خدمات المعلومات إلى المناطق النائية والتي كانت محرومة من خدمات المكتبات العامة"، رابطا بين هذه المكتبات ونظيراتها في التراث العربي بقوله: "ذكرت كتب التاريخ أن الصاحب بن عباد كان يصطحب معه أثناء سفره من الكتب ما حمولته 10 جمال، وقيل أنه اذا ارتحل اصطحب معه 40 بعيرا محملا بالكتب".
وأكد العباس أن البداية الحقيقية للمكتبات المتنقلة بصورتها الحديثة ظهرت في القرن الماضي، إذ شهدت انجلترا في العام 1858 انطلاق أول مكتبة متنقلة في العالم، وكانت عبارة عن عربة يجرها حصانان، لتصل في أمريكا وحدها إلى أكثر من 9آلاف مكتبة متنقلة في عام 1998، أما في السعودية فإن الشركة أرامكو أطلقت أول مكتبة متنقلة عام 1982 بمبادرة منها.
عقب ذلك ألقت الدكتورة فاتن سعيد بامفلح ورقتها و التي كانت بعنوان"خدمات المعلومات في المكتبات العامة السعودية" انتقدت فيها خدمات المعلومات المقدمة في المكتبات العامة التابعة لوزارة الثقافة والإعلام السعودية حيث قالت ان هناك خدمات رئيسة يقتصر تقديمها على نسبة من المكتبات دون غيرها على الرغم من أهميتها وعلى سيبل المثال : الخدمات المرجعية التي تقدم في 78% من المكتبات فقط وخدمات الارشاد والتوجية التي تقدم في 64% من المكتبات فقط ، اضافة الى خدمة الاستتساخ ( التصوير) التي تقدم في 78% من المكتبات فقط ، ،وخدمات الاحاطة الجارية التي يقتصر تقديمها على 75% من المكتبات
واشارت انه ينبغي ان تتوافر هذه الخدمات في جميع المكتبات دون استثناء ، فلا يمكن لمكتبة عامة تقدم خدماتها لمختلف فئات المجتمع على اختلاف مستوياته الاجتماعية والتعليمية والعمرية ، الا تقدم ارشاد توجيه تعرف المستفيدين بالمكتبة وكيفية الاستفادة من خدماتها ومصادر خدمة مرجعية للمستفيدين ترد من خلالها على استفسارتهم سواء التي تتطلب الحصول على معلومة محددة ام الاحاله الى مصادر معلومات معينة ترد على استفسارتهم امة عن طريق تزويدهم بقائمة ببليوجرافية بمصادر المعلومات التي تلبي احتياجتهم من المعلومات ولا يمكن تصور مكتبة عامة من دون خدمة تصوير تتيح للمستفيدين استنساخ المواد التي يحتاجون اليها وفقا للحدود التي تسمح بها قوانين حماية حقوق المؤلف .
كما ذكرت بامفلح ان نسبة كبيرة من المكتبات العامة تعيش في معزل عن التطورات الحديثة في التقنية وتوظيفها لتقديم خدمات المعلومات للمستفيدين حيث ان خدمات قواعد البيانات الالكترونية لا تتوافر سوى في 35% من المكتبات ، اما خدمة الانترنت فغير متاحة سوى في 57% من المكتبات مضيفة ان هذا الامر غير منطقي وغير مقبول في العصر الذي تسعى فيه الدولة نحو مجتمع المعلومات وتقليص حجم الفجوة المعلوماتية سواء على المستوى الوطني بين الافراد او على المستوى الخارجي بين الدول واضافت ان منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو في عام 1949مايعرف ببيان المبادئ للمكتبات العامة وذكرت ملامح تطبيقها في المكتبات العامة السعودية والذي منه ان تقدم المكتبات العامة خدماتها على اساس تكافو الفرص للجميع للانتفاع بها بصرف النظر عن السن والجنس والدين وبدراسة الوضع القائم في المكتبات العامة السعودية يتضح ان هذا لايتحقق في المكتبات العامة السعودية
واوصت بامفلح في ورقة عملها لتقديم خدمات المعلومات بفعالية ونجاح على عدة عناصر تتكامل مع بعضها البعض منها مصادر معلومات جيدة ومتنوعة تتفق مع احتياجات المستفيدين ، وتنظيم المعلومات بحيث الوصول إليها ، و أخصائيو معلومات أكفاء ومؤهلون للعمل على تنظيم المعلومات وإتاحتها للمستفيدين ، و بيئة ملائمة لتقديم الخدمات تتمثل في المبنى والقاعات وواجهات المستخدم للنظم الالكترونية ، و ميزانية كافية لتعزيز وتقديم الخدمات والحرص على تطوير مباني المكتبات وتقديم خدمات معلومات لكافة فئات المجتمع والاهتمام بتوفير تقنيات المعلومات وشبكة الانترنت وتحقيق التعاون بين المكتبات العامة وغيرها من المكتبات.
عقب ذلك ألقى الدكتور راشد بن سعد القحطاني ورقته والتي كانت تحت عنوان "تشريعات المكتبات العامة في المملكة العربية السعودية: دراسة نظرية" في البداية قدم نبذة عن ارتباط الكتاب الإسلامي في مراحل مختلفة بالمكتبات بوصفها وسيلة لحفظه و إتاحته و انتشاره بين الناس وهو ما أهل الحضارة الإسلامية إلى أن تسود بقاع المعمورة وقال بأن المسلمون ـ بحكم العقيدةـ سباقين إلى اقتناء الكتب و إنشاء المكتبات التي تنوعت أغراضها و انتشرت المكتبات العامة المفتوحة للناس كافة على اختلاف ميولهم الثقافية كما انتشرت المساجد و الربط و الخانقاوات و المكتبات الملحقة بالمستشفيات و البيمارستانات.
عقب ذلك تطرق إلى تعريف المكتبة العامة حيث قال بأنه المؤسسة الثقافية التعليمية التي تحفظ التراث الإنساني و الحضاري و تعمل على تنظيمه بالشكل الذي يحقق الإفادة منه بأيسر الطرائق و أسرعها و تقديمه إلى المستفيدين على اختلاف مستوياتهم العلمية والثقافية.
وقال القحطاني بأنه لا بد من توفر عدد من الشروط في المكتبات وهي أن تخدم جميع المواطنين من دون تمييز و تقدم خدماتها مجاناً وكذلك تنشأ وفقاً لقانون خاص و كذلك تستخدم نظام الرفوف المفتوحة لإتاحة الفرص للقارئ لتعرف المطبوعات و الحصول على المعلومات و أخيراً تعير مقتنياتها للاطلاع الخارجي لتعم فائدتها الجميع.
و تطرق في ورقته إلى أن من أغراض المكتبة عدد من الأمور منها غرض تعليمي و ثقافي و نفعي و كذلك تعزيز الروابط الاجتماعية بين المواطنين و حفظ تراث المجتمع، و قال الدكتور راشد القحطاني في ورقته بأن هناك أسباب تكمن في عدم توفر تشريعات منها الرقابة بمختلف أشكالها و انتشار ظاهره السرقات الأدبية "القرصنة" و الاعتداء على حقوق المؤلف و الناشر و انتشار شبكات المعلومات و النشر الإلكتروني و مشكلة العلاقة بين الناشر و المؤلف.
وأوصى الدكتور راشد القحطاني في نهاية ورقته بإعادة النظر في تشريعات ولوائح العمل في مكتباتنا العامة وغيرها من مؤسسات المعلومات و صياغتها من جديد لتواكب المستجدات في مجتمع المعرفة الوطني و الإقليمي و العالمي و بخاصة تشريعات و قوانين ولوائح تقنية المعلومات و الفضاء الإلكتروني المفتوح الذي نعيشه اليوم.
عقب ذلك فتح باب الأسئلة و المداخلات والاجابة عليها
فيما أوضح في الجلسة الثانية الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز الشدي في ورقة قدمها في الجلسة الثانية من ملتقى المثقفين السعوديين والتي حملت عنوان العلاقات والاتفاقات الدولية أنه لم يعد بإمكان أي دولة أو أي مجتمع أن ينطوي على نفسه ويعتزل بقية أفرد المجتمع الدولي ، مشيرا على ضرورة أن المساهمة في الحراك الإقليمي والدولي في مجالاته المتعددة وفي مقدمتها المجال الثقافي الذي يمكن من خلاله بناء مجتمع دولي متوافق متكامل.
وأشار إلى أن بلد كالمملكة العربية السعودية وثقافة كالثقافة العربية والإسلامية يصبح المساهمة في الحراك الثقافي الدولي أمرا مهما وواجبا ، منوها لأن المملكة بمكانتها الدينية والسياسية والاقتصادية وبمخزونها الثقافي المهم تحمل المملكة مسئولية عظيمة لتعزيز مكانة الثقافة السعودية بشكل خاص والثقافة العربية والإسلامية بشكل عام .
وأضاف لتحقيق هذه المهمة العظيمة لا بد من وضع تصور عملي في إطار إستراتجية وزارة الثقافة والإعلام يتضمن الأدوات البشرية والإدارية والمالية اللازمة لتحقيق مثل هذه الطموحات.
وطالب الشدي بوضع تصور وخطة عمل واضحة ضمن إستراتيجية المملكة الثقافية تهدف إلى تعزيز مساهمة القطاع الثقافي السعودي بكل مجالاته وفنونه في الحراك الثقافي الدولي والإقليمي، مشيرا إلى ضرورة استثمار عضوية المملكة في المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بالثقافة.
كما طالب بإدارة عامة للاتفاقيات الثقافية الدولية ، وإدارة عامة للمنظمات الثقافية الدولية والإقليمية وإدارة عامة للمؤتمرات والنشاطات الثقافية الدولية والإقليمية، وكذلك إدارة عاملة للمعلومات الثقافية الدولية وإدارة عامة للتنسيق والمتابعة.
فيما أكد الدكتور أبو بكر باقادر في ورقة العمل التي قدمها في الجلسة الثانية التي كانت بعنوان ( العلاقات والاتفاقيات الدولية ) بأن تجسيد الثقافة بمعنى ( مالهويه الوطنيه ) فهي تعكس بشكل عام أسهام الناس في نواحي عديدة مع تفاعلهم مع محيطهم وبيئتهم وهي تشكل تقاليدهم وعاداتهم وأعرافهم وقيمهم التي توارثوها عن أسلافهم وهي تقدم الوجه الإنساني والواقعي لحياة مجتمعهم العادية والمعنوية وتحمل في ثنايا كل ذلك الرموز والمعاني التي يمكن أن تفسر سلوكيات وتصرفات بل وربما ذهنيان أفراد ذلك المجتمع ، فمن ثمة تقدم صورة صادقه بحد كبر عن ( روح ) وحقيقة المجتمع وتشكل عند من يتعاملون معه هوته العامة
وأضاف : تعد الثقافة وسيلة فعاله للتواصل بين المجتمعات والأمم ، مما يجعل البعض يرى أنها تشكل قوة ناعمة في العلاقات الدولية فعن طريق حسن تقديم المجتمع لثقافته وإبداعاته ، يمكن أن يؤسس لصورة ايجابيه لهويته ومكانته بين الأمم لذا أولت الدولة اهتماما ملحوظا في إبراز انجازاتها واهتماماتها الابداعيه في الفنون وجوانب الحياة المختلفة لتحقيق تلك الغاية ، وأصبحت وظيفة المحافظة وحماية الهوية الثقافية واحد من أهم وظائف الدولة الحديثة وأصبحت عند البعض احد ابرز وسائل المقاومة والدفاع عن الذات القومية كما هو الحال في الصراع العربي الاسرائلي
وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية تتمتع بإرث ثقافي عظيم في مهد الإسلام الذي انطلقت منه الحضارة العالمية والتي لا يزال شعاعها ينير للبشرية حياتها ، كما تتميز المملكة بتنوع ثقافي يعود إلى اتساع رقتها الجغرافية وتاريخا الثقافي والاجتماعي والسياسي التي مكن أقاليمها ومناطقها المختلفة من احتضان أنواعا مختلفة من الممارسات والإبداعات الثقافية ، ورغم ذلك فهناك صور نمطيه سلبيه تحول نوعا ما دون إبراز وتقديم هذا الثراء والتنوع على نطاق واسع ، ولقد سعت وزارة الثقافة والإعلام بالتعاون والتنسيق مع كافة الوزارات والفعاليات في المملكة لتقديم صورة صادقة عن مدى عنى وعمق ثقافة المملكة كما قامت الوزارة بتقديم باقة من البرامج والإسهامات من شأنها أن تشكل مساحة وأرضيه لهذا التقديم والتعريف ومن هذه الجهود : إقامة أسابيع ثقافيه في الخارج والتي تشمل عناية المملكة بدورها في الإسلامي الفريد في خدمة الحرمين الشريفين وإبراز الآثار التاريخية وتقديم معارض عن بعض جوانب الحياة البيئية في المملكة وتقديم معارض تعكس الحراك والنشاط الإبداعي الأدبي والفني التشكيلي والخط العربي وثقافة الطفل والمسرحية من الجهود إيجاد وفود مؤسسات المجتمع المدني وتعزيز التأكيد على جهود المرأة السعودية الثقافية والمشاركة في معرض الكتب الدولية والتعاون الإقليمي والدولي في مجال الثقافة وإعداد مذكرات التعاون والتبادل الثقافي مع دول العالم والمشاركة والحضور في الفعاليات الثقافية الدولية.
وقدم وكيل وزارة الخارجية للشؤون الاقتصادية والثقافية الدكتور يوسف بن طراد السعدون ورقة عمل بعنوان " تجربة المملكة العربية السعودية " من خلال ندوة الاتفاقيات الثنائية وآفاق تعزيز التعاون الثقافي الدولي استهلها بذكر أهمية المملكة العربية السعودية في العالم أجمع؛ يعود ذلك لموقعها الجغرافي الاستراتيجي ومكانتها في قلوب شعوب العالم لوجود الحرمين الشريفين بها.
وعرج الدكتور السعدون على الإطار التنظيمي للشؤون الثقافية والاتفاقيات الدولية التي أصدرت إعلان مبادئها اليونيسكو في عيدها العشرين لتأسيسها. موضحاً أن سياسة المملكة في التعاون الثقافي الثنائي أو المتعدد تهدف إلى تعميم المهارات والثقافات ودعم أواصر الصداقة وتعزيز العلاقات السلمية بين الشعوب وتمكين كل فرد من التمتع بفنون جميع البشر والمساهمة في إثراء الحياة الثقافية.
ثم ذكر بعد ذلك نماذج للاتفاقيات الثقافية الدولية: كالاتفاقيات الإطارية العامة للتعاون الثنائي وهي اتفاقية تعمل كمظلة تنطلق منها الاتفاقيات الأخرى, و الاتفاقيات الثنائية التي أبرمتها دارة الملك عبدالعزيز ولها تسع مذكرات تعاون ومن أهم أعمالها أنها تزود الباحثين بالمعلومات والنشرات العلمية وتقييم ندوات لتبادل خبرات الصيانة والترميم بما يتعلق بالوثائق مشيراً الى ثالث نوع من الاتفاقيات وهي التي تبرمها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وهي ما تشبع حاجتنا لأنها جزئية وذات برامج محددة وواضحة ويمكن تقييمها ومتابعتها بسهولة كاتفاقية المتحف البريطاني بخصوص إقامة معرض الحج.
وأوصى وكيل وزارة الخارجية للشؤون الاقتصادية والثقافية في ختام ورقته المقدمة بأن تعزز المملكة من حضورها المستمر في المشهد الدولي
ونجاح أي مسا راو عمل يكون بمدى وضوح رؤيته وسياق إستراتيجيته التي تنصها المؤسسة المسؤؤلة عن التعاون الدولي حيث أن العبرة في العمل الثقافي الدولي ليس بالكم بل بالكيف وماهية المخرجات لدينا, مشيراً إلى أهمية وجود جهاز متخصص لمتابعة الاتفاقيات الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام وضرورة العمل على بلورة برامج تعاون تفصيلية شاملة ومتكاملة في المجال الثقافي توفر لها الموارد اللازمة وتقرن بجداول زمنية واضحة وكذلك ضرورة التركيز بشكل أكبر خلال المرحلة القادمة على الجزئيات وليس الكل من خلال إبرام اتفاقيات ومذكرات تفاهم لتنفيذ برامج متخصصة تتناول جزئية محددة في الشأن الثقافي والتوجه العلمي لإبراز صورتنا الحضارية المشرقة للآخرين من خلال إبرام اتفاقيات مع جامعات عريقة ومؤسسات فكرية متخصصة ننمي من خلالها طلابنا المحليين والمبتعثين .
بعد ذلك فتح المجال لمداخلات الحضور والإجابة عليها .
وستتواصل يوم غداً فعاليات ملتقى المثقفين في خمس جلسات عمل ثلاث صباحية وجلستين مسائية يقدم فيها العديد من أوراق العمل من المتخصصين في الشأن الثقافي لمناقشة القضايا الثقافية والاجتماعية يشارك فيها العديد من الأدباء والمثقفين من مختلف إرجاء الوطن .
وقال بن معمر تشكل المكتبات و مراكز المعلومات ركناً أساسياً من أركان مجتمع المعلومات و المكتبات العامة بصفه خاصة هي الواجهة الأولى لخدمة الإنسان والمجتمع تثقيفاً و تربيتاً و تعليماً و ترفيهاً و نشراً حيث تؤدي دورها المنشود لاكتساب الأفراد و المجمعات الإنسانية المعرفة التي تمكنهم من تنمية أنفسهم ثم مجتمعهم و تحويله إلى مجتمع معرفة.
و أضاف الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في كلمته بقوله و تعتبر المكتبات العامة سجلاً لذاكرة الشعوب و هي سجل حافل لكل ما يدونها أبنائها من أنتاجات فكرية تبقى علامة بارزة و مضيئة في حضارات الأمم و ثقافاتها الإنسانية المتنوعة و تعد في الوقت نفسه مقياساً لتقدم المجتمعات بقدر ما تحوي على مؤلفات و كتابات تعنى بها هذه الشعوب و تحرص على العناية بها للاستعانة بها في الرجوع إليها في طلب الكثير من الأمور و المعلومات.
وكانت هذه الرؤية حاضرة لخادم الحرمين الشريفين عندما أمر بإنشاء مكتبة الملك عبد العزيز العامة و رعى افتتاحها و رعى فعالياتها و مازال أيده الله تواصلاً مع جهوده الخيرة و رؤاه المستقبلية في استثمار خيرات الوطن في إنسانه، و تأكيده المستمر ـ حفظه الله ـ على أن لا خيار سواء الأستثمار في الثروة البشرية لتبقى و تدوم لترتقي بنا إلى المكانة التي نحن أحق بأن نتبوئها و ذلك ببناء مجتمعاً لأقتصاد معرفي ينتج و ينافس عالمياً.
وأشار بن معمر في كلمته بقوله " أتذكر وبكل فخر وأعتزاز كيف كانت البداية المشجعة لما وصلنا إليه من أنجاز، فبعد أفتتاح مكتبة الملك عبد العزيز العامة برعايته الكريمة ـ حفظه الله ـ واجهتنا مشكلات كبيرة شأننا شأن المكتبات الأخرى لعل أبرزها هي كيفية أستقطاب المرتادين و المرتادات و عملنا على أيجاد السبل الكفيلة لأجتذابهم و أيقنا منذ البداية بأن حيازة تقنيات هذا العصر الجديد ستمكننا من أحتلال مكانة مناسبة في منظومة المؤسسات الثقافية العلمية المحلية و الدولية، كما تمكنا من التعامل و التعاون للألتقاء مع مؤسسات ثقافية و العلمية في المملكة والعالم حتى يتسنى لأطفالنا و شبابنا و لكل باحث عن علم أو معرفة من أن يستفيد كل ما تتيحه المكتبة من معلومات و خدمات وكانت برامجنا و خدماتنا محفزة في هذا الخصوص، حيث تجاوزت مكتبة الملك عبد العزيز العامة مرحلة التشييد و الأعداد إلى مرحلة المشاركة في أنتاج المعلومات و حرصنا على أن يكون تكوينها الشامل يخاطب كل أوجه المعرفة من مراكز البحوث و قاعات الندوات إلى آلاف الكتب القيمة و المخطوطات الأثرية و قواعد البيانات الألكترونية حيث تقتني ما يقارب المليون و النصف مليون مادة معلوماتية و كذلك تضاعف عدد مرتاديه لمنشآتها في فروعها التسعة في مدينة الرياض و كذلك الدار البيضاء و قريباً إن شاء الله في الصين، كما نفذت مكتبة الملك عبد العزيز حسب التوجيهات الكريمة بأن تكون بيئة متميزة في الخبرات الإنسانية متمكنة من أحدث أساليب الأدارة و العلمية ما يؤهلها لأن تتعامل مع أكبر المؤسسات الثقافية و العلمية في العالم وذلك من خلال تقديم المشاريع الثقافية طويلة الأجل مثل جائزة خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز للترجمة و موسوعة المملكة العربية السعودية و الفهرس العربي الموحد و المشروع الوطني بتجديد الصلة بالكتاب و نادي كتاب الطفل.
ومضى يقول أما بخصوص المكتبات العامة و خاصة في المملكة العربية السعودية فأود أن أطرح بعض التساؤلات المهمة التي آمل أن تجد صدى مستقبلاً في فعالياتها و برامجه المنتظرة، مع التحول الذي يشهده العالم المتقدم و أنتقالهم من المجتمع الصناعي إلى المجتمع المعلوماتي لماذا ظلت المكتبات بشتى أنواعها عاجزة عن توفير عن كل ما ينشر من أختصاصات الباحثين و الإلمام بمستجدات بحوثهم العلمية أستفادة المكتبات و مراكز المعلومات من التطور العملي و التقني السريع و نتج عنه ظهور مسميات جديدة للمكتبة مثل المكتبة الإلكترونية و المكتبة الأفتراضية و المكتبة بدون جدران وما نصيب مكتباتنا من هذا التسميات الجديدة و كيف تتمكن المكتبات من التغلب على التحديات في التواصل مع القراء و الباحثين و من لهم الصراع التقليدي بين هذه الأرفف المغلقة و المفتوحة في ظل ثورة المعلوماتية التي بدأت تهدد الأرصدة الورقية و المطبوعة نظراً لما توفره من سرعة الحصول على المعلومات بأقل التكاليف ما الدور المتوقع للمكتبات لتقدم المجتمعات و مجتمعنا الذي نعيش فيه ماذا قدمت مكتباتنا في هذه الثورة المعلوماتية التي طالت أداء أمناء المكتبات ليحتفظ بدوره المهني و مكانته الخدمية ليكون حلقة وصل بين المستفيدين و المعلومات و ماذا قدمت من برامج تأهيل و تدريب لتغير مهام ووظائف أمناء المكتبات الإلكترونية من أداء الوظائف التقليدية إلى مهام أستشاري معلومات و مدير معلومات و موجه أبحاث ووسيط معلومات للقيام بعملية معالجة المعلومات و تفسيرها و ترجمتها و تحليلها و أتقانها لمهارات الأتصال للاجابة على أسئلة المسفيدين و كذلك الأرتباط بالبنوك و شبكات المعلومات و ممارسة المسفيدين على نظم الشبكات المتطورة و تسهيل مهام الباحثين.
و قال آمل أن نجد أجابات شافية ووافية لمثل هذه التساؤلات خاصةً بعد ما خلت المكتبات في العالم بأسره تتغير و أصبح لها دور حيوي في هذا العصر الإلكترونية و رسالتها في أختيار و تخزين و تنظيم و نشر المعلومات أصبحت ذات أهمية كبيرة ما يدعوا مكتباتنا و مؤسساتنا المعلوماتية إلى تقديم خريطة الطريق لتنفيذ هذه الرسالة أو المهمة التي يجب أن تتغير بصورة فاعلة أذا أريد لها مواصلة الحياة و تحقيقاً لتواصل هذه الجلسة للمكتبات العامة و أبرازاً لدور مؤسسات المعلومات في نشر الوعي المعلوماتي و صولاً إلى مجتمع المعرفة و التطلع إلى المستقبل إلى عالم المكتبات الرقمية المتخصصة التي يتطلب تظافر الجهود الإدارية و الفنية و أستخدام التخطيط الإستراتيجي لتحقيق سمة التميز و الأبداع نأمل أن تحضى هذه المؤسسات الأهتمام الكافي من حيث أنشاء المباني الحديثة و تزويده بأحدث التقنيات في مجال المعلومات لتكون حواضن للمعرفة و تتمكن من أدار دورها المنشود في التنمية الثقافية.
عقب ذلك ألقى الدكتور هشام بن عبد الله العباس ورقته والتي كانت بعنوان "دور الخدمات السيارة في تعزيز التواصل الثقافي بين الأمم في الألفية الثالثة" أثار فيها تساؤلا كبيرا حول قدرة المكتبات في العالم العربي الاستفادة من التقنيات التي تطورت في الفترة الأخيرة، لتحقق التواصل الثقافي المطلوب، مؤكدا أن "التواصل الثقافي بات من الروافد الأساسية للتواصل بين الناس"، ومشيرا إلى "المكتبات المتنقلة باتت نقطة تحول في التواصل العلمي والثقافي بين المجتمعات خصوصا النائية منها".
وامتدح الدكتور العباس المكتبات المتنقلة، مشيرا إلى أنها "صيغة متقدمة، ونمط متطور لإيصال خدمات المعلومات إلى المناطق النائية والتي كانت محرومة من خدمات المكتبات العامة"، رابطا بين هذه المكتبات ونظيراتها في التراث العربي بقوله: "ذكرت كتب التاريخ أن الصاحب بن عباد كان يصطحب معه أثناء سفره من الكتب ما حمولته 10 جمال، وقيل أنه اذا ارتحل اصطحب معه 40 بعيرا محملا بالكتب".
وأكد العباس أن البداية الحقيقية للمكتبات المتنقلة بصورتها الحديثة ظهرت في القرن الماضي، إذ شهدت انجلترا في العام 1858 انطلاق أول مكتبة متنقلة في العالم، وكانت عبارة عن عربة يجرها حصانان، لتصل في أمريكا وحدها إلى أكثر من 9آلاف مكتبة متنقلة في عام 1998، أما في السعودية فإن الشركة أرامكو أطلقت أول مكتبة متنقلة عام 1982 بمبادرة منها.
عقب ذلك ألقت الدكتورة فاتن سعيد بامفلح ورقتها و التي كانت بعنوان"خدمات المعلومات في المكتبات العامة السعودية" انتقدت فيها خدمات المعلومات المقدمة في المكتبات العامة التابعة لوزارة الثقافة والإعلام السعودية حيث قالت ان هناك خدمات رئيسة يقتصر تقديمها على نسبة من المكتبات دون غيرها على الرغم من أهميتها وعلى سيبل المثال : الخدمات المرجعية التي تقدم في 78% من المكتبات فقط وخدمات الارشاد والتوجية التي تقدم في 64% من المكتبات فقط ، اضافة الى خدمة الاستتساخ ( التصوير) التي تقدم في 78% من المكتبات فقط ، ،وخدمات الاحاطة الجارية التي يقتصر تقديمها على 75% من المكتبات
واشارت انه ينبغي ان تتوافر هذه الخدمات في جميع المكتبات دون استثناء ، فلا يمكن لمكتبة عامة تقدم خدماتها لمختلف فئات المجتمع على اختلاف مستوياته الاجتماعية والتعليمية والعمرية ، الا تقدم ارشاد توجيه تعرف المستفيدين بالمكتبة وكيفية الاستفادة من خدماتها ومصادر خدمة مرجعية للمستفيدين ترد من خلالها على استفسارتهم سواء التي تتطلب الحصول على معلومة محددة ام الاحاله الى مصادر معلومات معينة ترد على استفسارتهم امة عن طريق تزويدهم بقائمة ببليوجرافية بمصادر المعلومات التي تلبي احتياجتهم من المعلومات ولا يمكن تصور مكتبة عامة من دون خدمة تصوير تتيح للمستفيدين استنساخ المواد التي يحتاجون اليها وفقا للحدود التي تسمح بها قوانين حماية حقوق المؤلف .
كما ذكرت بامفلح ان نسبة كبيرة من المكتبات العامة تعيش في معزل عن التطورات الحديثة في التقنية وتوظيفها لتقديم خدمات المعلومات للمستفيدين حيث ان خدمات قواعد البيانات الالكترونية لا تتوافر سوى في 35% من المكتبات ، اما خدمة الانترنت فغير متاحة سوى في 57% من المكتبات مضيفة ان هذا الامر غير منطقي وغير مقبول في العصر الذي تسعى فيه الدولة نحو مجتمع المعلومات وتقليص حجم الفجوة المعلوماتية سواء على المستوى الوطني بين الافراد او على المستوى الخارجي بين الدول واضافت ان منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو في عام 1949مايعرف ببيان المبادئ للمكتبات العامة وذكرت ملامح تطبيقها في المكتبات العامة السعودية والذي منه ان تقدم المكتبات العامة خدماتها على اساس تكافو الفرص للجميع للانتفاع بها بصرف النظر عن السن والجنس والدين وبدراسة الوضع القائم في المكتبات العامة السعودية يتضح ان هذا لايتحقق في المكتبات العامة السعودية
واوصت بامفلح في ورقة عملها لتقديم خدمات المعلومات بفعالية ونجاح على عدة عناصر تتكامل مع بعضها البعض منها مصادر معلومات جيدة ومتنوعة تتفق مع احتياجات المستفيدين ، وتنظيم المعلومات بحيث الوصول إليها ، و أخصائيو معلومات أكفاء ومؤهلون للعمل على تنظيم المعلومات وإتاحتها للمستفيدين ، و بيئة ملائمة لتقديم الخدمات تتمثل في المبنى والقاعات وواجهات المستخدم للنظم الالكترونية ، و ميزانية كافية لتعزيز وتقديم الخدمات والحرص على تطوير مباني المكتبات وتقديم خدمات معلومات لكافة فئات المجتمع والاهتمام بتوفير تقنيات المعلومات وشبكة الانترنت وتحقيق التعاون بين المكتبات العامة وغيرها من المكتبات.
عقب ذلك ألقى الدكتور راشد بن سعد القحطاني ورقته والتي كانت تحت عنوان "تشريعات المكتبات العامة في المملكة العربية السعودية: دراسة نظرية" في البداية قدم نبذة عن ارتباط الكتاب الإسلامي في مراحل مختلفة بالمكتبات بوصفها وسيلة لحفظه و إتاحته و انتشاره بين الناس وهو ما أهل الحضارة الإسلامية إلى أن تسود بقاع المعمورة وقال بأن المسلمون ـ بحكم العقيدةـ سباقين إلى اقتناء الكتب و إنشاء المكتبات التي تنوعت أغراضها و انتشرت المكتبات العامة المفتوحة للناس كافة على اختلاف ميولهم الثقافية كما انتشرت المساجد و الربط و الخانقاوات و المكتبات الملحقة بالمستشفيات و البيمارستانات.
عقب ذلك تطرق إلى تعريف المكتبة العامة حيث قال بأنه المؤسسة الثقافية التعليمية التي تحفظ التراث الإنساني و الحضاري و تعمل على تنظيمه بالشكل الذي يحقق الإفادة منه بأيسر الطرائق و أسرعها و تقديمه إلى المستفيدين على اختلاف مستوياتهم العلمية والثقافية.
وقال القحطاني بأنه لا بد من توفر عدد من الشروط في المكتبات وهي أن تخدم جميع المواطنين من دون تمييز و تقدم خدماتها مجاناً وكذلك تنشأ وفقاً لقانون خاص و كذلك تستخدم نظام الرفوف المفتوحة لإتاحة الفرص للقارئ لتعرف المطبوعات و الحصول على المعلومات و أخيراً تعير مقتنياتها للاطلاع الخارجي لتعم فائدتها الجميع.
و تطرق في ورقته إلى أن من أغراض المكتبة عدد من الأمور منها غرض تعليمي و ثقافي و نفعي و كذلك تعزيز الروابط الاجتماعية بين المواطنين و حفظ تراث المجتمع، و قال الدكتور راشد القحطاني في ورقته بأن هناك أسباب تكمن في عدم توفر تشريعات منها الرقابة بمختلف أشكالها و انتشار ظاهره السرقات الأدبية "القرصنة" و الاعتداء على حقوق المؤلف و الناشر و انتشار شبكات المعلومات و النشر الإلكتروني و مشكلة العلاقة بين الناشر و المؤلف.
وأوصى الدكتور راشد القحطاني في نهاية ورقته بإعادة النظر في تشريعات ولوائح العمل في مكتباتنا العامة وغيرها من مؤسسات المعلومات و صياغتها من جديد لتواكب المستجدات في مجتمع المعرفة الوطني و الإقليمي و العالمي و بخاصة تشريعات و قوانين ولوائح تقنية المعلومات و الفضاء الإلكتروني المفتوح الذي نعيشه اليوم.
عقب ذلك فتح باب الأسئلة و المداخلات والاجابة عليها
فيما أوضح في الجلسة الثانية الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز الشدي في ورقة قدمها في الجلسة الثانية من ملتقى المثقفين السعوديين والتي حملت عنوان العلاقات والاتفاقات الدولية أنه لم يعد بإمكان أي دولة أو أي مجتمع أن ينطوي على نفسه ويعتزل بقية أفرد المجتمع الدولي ، مشيرا على ضرورة أن المساهمة في الحراك الإقليمي والدولي في مجالاته المتعددة وفي مقدمتها المجال الثقافي الذي يمكن من خلاله بناء مجتمع دولي متوافق متكامل.
وأشار إلى أن بلد كالمملكة العربية السعودية وثقافة كالثقافة العربية والإسلامية يصبح المساهمة في الحراك الثقافي الدولي أمرا مهما وواجبا ، منوها لأن المملكة بمكانتها الدينية والسياسية والاقتصادية وبمخزونها الثقافي المهم تحمل المملكة مسئولية عظيمة لتعزيز مكانة الثقافة السعودية بشكل خاص والثقافة العربية والإسلامية بشكل عام .
وأضاف لتحقيق هذه المهمة العظيمة لا بد من وضع تصور عملي في إطار إستراتجية وزارة الثقافة والإعلام يتضمن الأدوات البشرية والإدارية والمالية اللازمة لتحقيق مثل هذه الطموحات.
وطالب الشدي بوضع تصور وخطة عمل واضحة ضمن إستراتيجية المملكة الثقافية تهدف إلى تعزيز مساهمة القطاع الثقافي السعودي بكل مجالاته وفنونه في الحراك الثقافي الدولي والإقليمي، مشيرا إلى ضرورة استثمار عضوية المملكة في المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بالثقافة.
كما طالب بإدارة عامة للاتفاقيات الثقافية الدولية ، وإدارة عامة للمنظمات الثقافية الدولية والإقليمية وإدارة عامة للمؤتمرات والنشاطات الثقافية الدولية والإقليمية، وكذلك إدارة عاملة للمعلومات الثقافية الدولية وإدارة عامة للتنسيق والمتابعة.
فيما أكد الدكتور أبو بكر باقادر في ورقة العمل التي قدمها في الجلسة الثانية التي كانت بعنوان ( العلاقات والاتفاقيات الدولية ) بأن تجسيد الثقافة بمعنى ( مالهويه الوطنيه ) فهي تعكس بشكل عام أسهام الناس في نواحي عديدة مع تفاعلهم مع محيطهم وبيئتهم وهي تشكل تقاليدهم وعاداتهم وأعرافهم وقيمهم التي توارثوها عن أسلافهم وهي تقدم الوجه الإنساني والواقعي لحياة مجتمعهم العادية والمعنوية وتحمل في ثنايا كل ذلك الرموز والمعاني التي يمكن أن تفسر سلوكيات وتصرفات بل وربما ذهنيان أفراد ذلك المجتمع ، فمن ثمة تقدم صورة صادقه بحد كبر عن ( روح ) وحقيقة المجتمع وتشكل عند من يتعاملون معه هوته العامة
وأضاف : تعد الثقافة وسيلة فعاله للتواصل بين المجتمعات والأمم ، مما يجعل البعض يرى أنها تشكل قوة ناعمة في العلاقات الدولية فعن طريق حسن تقديم المجتمع لثقافته وإبداعاته ، يمكن أن يؤسس لصورة ايجابيه لهويته ومكانته بين الأمم لذا أولت الدولة اهتماما ملحوظا في إبراز انجازاتها واهتماماتها الابداعيه في الفنون وجوانب الحياة المختلفة لتحقيق تلك الغاية ، وأصبحت وظيفة المحافظة وحماية الهوية الثقافية واحد من أهم وظائف الدولة الحديثة وأصبحت عند البعض احد ابرز وسائل المقاومة والدفاع عن الذات القومية كما هو الحال في الصراع العربي الاسرائلي
وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية تتمتع بإرث ثقافي عظيم في مهد الإسلام الذي انطلقت منه الحضارة العالمية والتي لا يزال شعاعها ينير للبشرية حياتها ، كما تتميز المملكة بتنوع ثقافي يعود إلى اتساع رقتها الجغرافية وتاريخا الثقافي والاجتماعي والسياسي التي مكن أقاليمها ومناطقها المختلفة من احتضان أنواعا مختلفة من الممارسات والإبداعات الثقافية ، ورغم ذلك فهناك صور نمطيه سلبيه تحول نوعا ما دون إبراز وتقديم هذا الثراء والتنوع على نطاق واسع ، ولقد سعت وزارة الثقافة والإعلام بالتعاون والتنسيق مع كافة الوزارات والفعاليات في المملكة لتقديم صورة صادقة عن مدى عنى وعمق ثقافة المملكة كما قامت الوزارة بتقديم باقة من البرامج والإسهامات من شأنها أن تشكل مساحة وأرضيه لهذا التقديم والتعريف ومن هذه الجهود : إقامة أسابيع ثقافيه في الخارج والتي تشمل عناية المملكة بدورها في الإسلامي الفريد في خدمة الحرمين الشريفين وإبراز الآثار التاريخية وتقديم معارض عن بعض جوانب الحياة البيئية في المملكة وتقديم معارض تعكس الحراك والنشاط الإبداعي الأدبي والفني التشكيلي والخط العربي وثقافة الطفل والمسرحية من الجهود إيجاد وفود مؤسسات المجتمع المدني وتعزيز التأكيد على جهود المرأة السعودية الثقافية والمشاركة في معرض الكتب الدولية والتعاون الإقليمي والدولي في مجال الثقافة وإعداد مذكرات التعاون والتبادل الثقافي مع دول العالم والمشاركة والحضور في الفعاليات الثقافية الدولية.
وقدم وكيل وزارة الخارجية للشؤون الاقتصادية والثقافية الدكتور يوسف بن طراد السعدون ورقة عمل بعنوان " تجربة المملكة العربية السعودية " من خلال ندوة الاتفاقيات الثنائية وآفاق تعزيز التعاون الثقافي الدولي استهلها بذكر أهمية المملكة العربية السعودية في العالم أجمع؛ يعود ذلك لموقعها الجغرافي الاستراتيجي ومكانتها في قلوب شعوب العالم لوجود الحرمين الشريفين بها.
وعرج الدكتور السعدون على الإطار التنظيمي للشؤون الثقافية والاتفاقيات الدولية التي أصدرت إعلان مبادئها اليونيسكو في عيدها العشرين لتأسيسها. موضحاً أن سياسة المملكة في التعاون الثقافي الثنائي أو المتعدد تهدف إلى تعميم المهارات والثقافات ودعم أواصر الصداقة وتعزيز العلاقات السلمية بين الشعوب وتمكين كل فرد من التمتع بفنون جميع البشر والمساهمة في إثراء الحياة الثقافية.
ثم ذكر بعد ذلك نماذج للاتفاقيات الثقافية الدولية: كالاتفاقيات الإطارية العامة للتعاون الثنائي وهي اتفاقية تعمل كمظلة تنطلق منها الاتفاقيات الأخرى, و الاتفاقيات الثنائية التي أبرمتها دارة الملك عبدالعزيز ولها تسع مذكرات تعاون ومن أهم أعمالها أنها تزود الباحثين بالمعلومات والنشرات العلمية وتقييم ندوات لتبادل خبرات الصيانة والترميم بما يتعلق بالوثائق مشيراً الى ثالث نوع من الاتفاقيات وهي التي تبرمها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وهي ما تشبع حاجتنا لأنها جزئية وذات برامج محددة وواضحة ويمكن تقييمها ومتابعتها بسهولة كاتفاقية المتحف البريطاني بخصوص إقامة معرض الحج.
وأوصى وكيل وزارة الخارجية للشؤون الاقتصادية والثقافية في ختام ورقته المقدمة بأن تعزز المملكة من حضورها المستمر في المشهد الدولي
ونجاح أي مسا راو عمل يكون بمدى وضوح رؤيته وسياق إستراتيجيته التي تنصها المؤسسة المسؤؤلة عن التعاون الدولي حيث أن العبرة في العمل الثقافي الدولي ليس بالكم بل بالكيف وماهية المخرجات لدينا, مشيراً إلى أهمية وجود جهاز متخصص لمتابعة الاتفاقيات الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام وضرورة العمل على بلورة برامج تعاون تفصيلية شاملة ومتكاملة في المجال الثقافي توفر لها الموارد اللازمة وتقرن بجداول زمنية واضحة وكذلك ضرورة التركيز بشكل أكبر خلال المرحلة القادمة على الجزئيات وليس الكل من خلال إبرام اتفاقيات ومذكرات تفاهم لتنفيذ برامج متخصصة تتناول جزئية محددة في الشأن الثقافي والتوجه العلمي لإبراز صورتنا الحضارية المشرقة للآخرين من خلال إبرام اتفاقيات مع جامعات عريقة ومؤسسات فكرية متخصصة ننمي من خلالها طلابنا المحليين والمبتعثين .
بعد ذلك فتح المجال لمداخلات الحضور والإجابة عليها .
وستتواصل يوم غداً فعاليات ملتقى المثقفين في خمس جلسات عمل ثلاث صباحية وجلستين مسائية يقدم فيها العديد من أوراق العمل من المتخصصين في الشأن الثقافي لمناقشة القضايا الثقافية والاجتماعية يشارك فيها العديد من الأدباء والمثقفين من مختلف إرجاء الوطن .