• ×
السبت 11 شوال 1445
فهد العواد

العناصر الدلالية لشعار يوم التأسيس

فهد العواد

 0  0  3.1K
يمثل يوم التأسيس، الذي يوافق هذا العام يوم غدٍ الأربعاء (22 فبراير 2023) ، مناسبة وطنية عزيزة توضح مدى رسوخ وثبات منهج الحكم ونظام الدولة السعودية لحوالي ثلاثة قرون منذ التأسيس إلى هذا العهد الزاهر .

فمنذ تأسيس الدولة السعودية الأولى في عهد الإمام محمد بن سعود وهي تقوم على مبادئ الإسلام الصحيحة، والحكم الرشيد، والتنمية المستمرة للبلاد، وتعزيز مكانتها محليًا وإقليميًا وعالميًا، وكانت خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن أولوية قصوى لأئمة الدولة السعودية وتوارثها ملوك المملكة وصولًا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود رعاه الله -.

وتضمن شعار يوم التأسيس، خمسة عناصر جوهرية ، هي : العلم السعودي، والنخلة، والصقر، والخيل العربية، والسوق، لتعكس في مضمونها تراثاً وطنياً حياً وأنماطاً مستمرة، رُسمت بنمط الخط التاريخي الذي دونت به إحدى المخطوطات التاريخية التي تؤرخ أحداث الدولة السعودية الأولى .

حيث يرمز (العلم السعودي) للوحدة والانتماء والوطنية، والعلم الحالي امتداد لعلم الدولة السعودية الأولى منذ أن رُفع قبل ثلاثة قرون في عهـد المؤسـس الإمام محمـد بـن سـعود رحمه الله -، ولونه أخضر تتوسطه كلمة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وجـزؤه القريـب مـن الحامـل أبيـض، واسـتمر حتـى الدولـة السـعودية الثانية وبداية الدولة السعودية الثالثة .

ومرت العناصر الدلالية للعلم بعدة مراحل، ففي عهـد الملـك عبدالعزيـز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود -رحمـه اللـه- اتخـذ علـم الدولـة السـعودية الأولى مـع إضافـة سـيف تحـت كلمـة (لا إله إلا الله)، واعتمـد شـكل العلم السـعودي وهـو علـم أخضـر مـع كتابـة كلمـة التوحيـد باللـون الأبيـض متوسـطة العلـم وفـي أسـفله السـيف المسـلول الـذي يرمـز للقـوة موازيـاً لكلمـة التوحيد.

أما (النخلة) فاقترنت بدلالة مكانية لشبه الجزيرة العربية، وأضحت جزءاً رئيساً من الهوية والثقافة والتراث السعودي، بعمق جذورها الضاربة في أرض الدولة السعودية، واكتسبت مكانة من عائد خيرات ثمارها غذائياً واقتصادياً، علاوة على منافعها المتعددة من سعفها وجريدها وجذوعها لاسيما في حياة الآباء والأجداد لصناعة المستلزمات الضرورية لمعيشتهم .

فيما يمثل (الخيل العربي) أصالة وإرثاً ارتبط بتاريخ الجزيرة العربية وعلى أرضها، كما أثبتت الاكتشافات الأثرية الحديثـة في المملكـة ، أن الخيول استؤنسـت لأول مـرة فـي تاريـخ العالـم قبل 9 آلاف عـام، في حين أن المؤرخين والشعراء خلدوا أسماءها وسلالاتها وفرسانها وأوصافها وأفعالها، ولم تنفك عن الذكر منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى حتى وقتنا الحاضر .

وتشير رمزية (الصقر) في تفاصيل الشعار إلى رياضــة الصيــد بالصقــور والهواية الأشهر فــي مجتمــع الجزيــرة العربيــة، وعرف لدى العرب أنـواع من الصقـور أكثرها شعبية "الحـر والشـاهين والوكري"، حيث أنها تأتـي مهاجـرة إلـى الجزيـرة العربيـة من أواسط آسيا إلى منطقة الخليج العربي ويتمركز وجودها في شمال شرق الجزيرة العربية وشرقها حتى أطراف الربع الخالي حيـث تصـاد فيهـا أو يؤتـى بهـا مسـتوردة مـن مواطنهـا الأصليـة، عدا "الوكـري وشـاهين الجبـل " المتوطنـة فـي الجزيـرة العربية .


ويبرز (السوق) كونه المورد الأساسي لأهل البلدة إلى جانب الزراعة والفلاحة، وكانت أسـواق الدولـة السـعودية الأولـى علـى شـكل دكاكيـن تصطـف فـي الشـوارع الواسـعة بجـوار القصـر والمسـجد، حيـث تتسـع للمتسـوقين وبضائعهـم.

وقديماً كانت الأسواق مجموعة دكاكين، تختلف في أوقات ممارسة نشاطها فمنها الأسبوعي، أو الشهري، أو السنوي، وأخرى تعقد مرة في بضع سنين.

وشهدت الدولة السـعودية الأولى فـي عهـد أئمتهـا أوج اتسـاعها الجغرافـي والسياسـي، وبلغـت أقصـى قوتهـا ومجدهـا، وتعـددت مصـادر الدخـل وثـروات سـكان مركـز الدولـة فـي الدرعيـة، وانعكـس ذلـك علـى الأسـواق التجاريـة، والقصـور السـكنية، والرقعـة الزراعيـة، وتوافـد ذوو الخبـرات والصناعـات مـن داخـل الدولـة وخارجهـا إلـى الدرعيـة، ونتـج عـن ذلـك تمتـع النـاس فـي الدرعيـة بحيـاة اقتصاديـة جيـدة .

ثلاثة قرون منذ التأسيس إلى هذا العهد الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين أيدهم الله - ، وهذا الثراء الطاهر يبشر بكل عهد بالتنمية والتقدم والازدهار ، والأمن والأمان وحفظ الرحمن دعوة استجاب الله لها بدعوة أبينا أبراهيم عليه السلام، كما جاء في محكم التنزيل على صفوة خلقه الأمين صلى الله عليه وسلم ( وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر ) .