• ×
الإثنين 27 شوال 1445
فهد العواد

معرض الكتاب ما له ، وما عليه ؟

فهد العواد

 0  0  786
يعد معرض الرياض الدولي للكتاب الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وتنطلق فعالياته الثلاثاء المقبل ، ويستمر حتى الثالث من شهر جمادى الأولى ، في أرض المعارض بالرياض ، أكبر ثاني تظاهرة ثقافية على مستوى المملكة بعد المهرجان الوطني للتراث والثقافة .

ويشارك بالمعرض هذا العام أكثر من " 957 " دار نشر وتوكيل وهيئات ومؤسسات حكومية وأهلية وخيرية من حوالي " 30 " دولة عربية وأجنبية ، ويحظى بأكثر من مليوني زائر سنوياً من المهتمين بشراء الكتب والمشاركة في البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض ، وهذا حسب إحصاءات وزارة الثقافة التي ربما تكون غير دقيقة وربما تجاوز عدد الزوار الخمسة ملايين زائر من وجهة نظر شخصية .

يشتمل المعرض على أكثر من مليون عنوان كتاب منها الكتروني ، وأكثر من 250 ألف عنوان للكتب الورقية المشاركة ، شملت مختلف المجالات الثقافية والعلمية والفكرية والاقتصادية.

وتضم الفعاليات الثقافية المشاركة تكريم عدد من الرائدات من النساء السعوديات في ثمانية مجالات قدموا خلالها خدمات جليلة للمجتمع السعودي ، وتكريم روّاد الإعلام السعوديين المتوفين ، وتسليم جائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب لعشرة فائزين بها حيث تعد من الجوائز المشجعة في الإنتاج الفكري .

ودرجت الوزارة على تسمية ممرات المعرض سنوياً باسم رائد من الرواد في مختلف المجالات الفكرية وأقرت هذا العام تسمية 32 ممرا بأسماء روّاد الإعلاميين السعوديين المتوفين ، حيث أقرت تسمية الممر الرئيسي للمعرض باسم صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - ، وذلك وفاء من وزارة الثقافة والإعلام لهؤلاء الإعلاميين ، نظير ما قدموه من خدمات مشرفة للإعلام السعودي خلال مسيرتهم الإعلامية.

كما سيتم خلال حفل افتتاح المعرض تدشين كتاب " العلم والتعليم في عهد خادم الحرمين الشريفين" الذي ألفه مجموعة من أساتذة كلية التربية في جامعة أم القرى .
ويستضيف المعرض سنوياً ضيف شرف للمعرض ويستضيف هذا العام " المملكة المغربية الشقيقة " حيث يقدم عدداً من المثقفين المغاربة موروثهم الثقافي والفكري في ندوات وورش عمل في الرياض وجدة .

ويتميز معرض الكتاب هذا العام عن الأعوام السابقة بتدشين قناة تلفزيونية خاصة بالمعرض تبدأ نشاطها لأول مرة هذا العام , وتقوم بالبث المباشر داخل المعرض سواء للنشاطات الثقافية المصاحبة أو زيارات كبار المسئولين وتعرض أفلامًا وثائقيةً عن المثقفين السعوديين الأوائل والرواد ، وأخبار المعرض المتنوعة بالإضافة إلى إضافة " 105 " أجنحة جديدة تغطي مساحة استيعابية كبيرة ، إضافة إلى الخدمات الذاتية للاستعلام والبحث والطباعة ضمن خدمات البار كود في المعرض .

كما يوجد اهتمام بارز من المعرض بثقافة الطفل من خلال تخصيص جناح كامل لجميع ما يهم الطفل وأسرته من إنتاج فكري ، بالإضافة ورش العمل متنوعة للتدريب والتجارب وبعض المهارات والمحاضرات التعليمية والتثقيفية التي صُممت بعناية لتكون جاذبة لحضور الطفل مع أسرته إلى المعرض وتفيدهم جميعاً.

وصممت اللجنة الثقافية لمعرض الرياض الدولي للكتاب البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض ، تحت هوية المعرض الثقافية ( الحوار ... ثقافة وسلوك ) بما يتواءم مع متطلبات الثقافة الآنية التي تفرضها متغيرات الحياة بجميع أشكالها والتي وجدت أن المنطلق الرئيس فيها هو الحوار ، حيث تستمر الفعاليات تسعة أيام تبدأ من اليوم الثاني لحفل الافتتاح وتنتهي في اليوم قبل الأخير لاختتام المعرض .

ويفتتح معرض الكتاب الدولي أبوابه للجمهور اعتباراً من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الحادية عشر مساءاً طيلة فترة العرض ، عدا يوم الجمعة حيث سيكون من الساعة الرابعة عصراً إلى الساعة العاشرة مساءاً ، بينما خصص يوم الثلاثاء 23 / 4 / 1434هـ لضيوف حفل الافتتاح فقط ، ويفتح المعرض أبوابه للجمهور اعتبارا من يوم الأربعاء 24 / 4 / 1434هـ حتى يوم الجمعة 3 / 5 / 1434هـ.

أما زيارة المدارس فستكون من الساعة 10 صباحاً إلى 12 ظهراً للطلاب وذلك أيام السبت 27 / 4 / 1434هـ، والاثنين 29 / 4 / 1434هـ ، والأربعاء 1/5/1434هـ , في حين ستكون زيارات الطالبات أيام الأحد 28 / 4 / 1434هـ، والثلاثاء 30 / 4 / 1434هـ .

يحرص مسئولي وزارة الثقافة والإعلام أن يظهر المعرض في كل عام بشكل مميز ويرضي جميع الأطراف المحبة للأدب والثقافة والعلم ونتمنى لهم التوفيق في ذلك .

ما يتمناه زوار المعرض من كل فئات المجتمع البعد عن الشحن النفسي الذي يفسد وجه هذه التظاهرة الثقافية في الخارج وفي الداخل ، فالعالم اصبح الان مفتوح على مصارعيه من خلال وسائل الاتصال الحديثة ، ومن المعيب أن نظهر أمام العالم بوجه لا يليق بناء ونحن أهل الثقافة والمنطق .

كما يجب أن يراعي المنظمين ، أهمية تسهيل الدخول والوصول إلى المعرض من كل الاتجاهات ، حيث أن حصر الدخول من البوابة الجنوبية مع الإعداد الكبيرة أمر فيه تضييق على زوار المعرض مع توفر رجال الأمن وأجهزه الفحص .

مواقف سيارات الزوار غير كافية ويجب في المستقبل توفير مواقف في كل اتجاهات المعرض لهذه التظاهرة ومثيلاته في المتقبل ، واعتقد أن الوزارة في الأعوام القادمة يجب أن تراعي الأعداد المتزايدة من الزوار حيث أن إقامة المعرض بهذا المكان يحتاج إلى مراجعة .

نتمنى لهذه التظاهرة الثقافية النجاح وأن تعكس الوجه المشرق لكل وجه مشرق على هذا التراب الطاهر وأن تتسع عقولنا وصدورنا لكل مقومات النجاح التي ينشدها والدنا وقائدنا لنكون ، بحجم هذا الحدث الفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي .

فـــهـــد الــــعــــواد
مشرف القسم الثقافي بوكالة الأنباء السعودية
ورئيس تحرير صحيفة ثقة الالكترونية
fahadalawad@hotmail.com