• ×
الإثنين 27 شوال 1445
سامي أبودش

مضحكة الفاصلة والتسعة والتسعين !

سامي أبودش

 0  0  696
كثيرا مانلاحظ أو قد لاحظه الكثير من الناس خاصة في مجال الدعاية والإعلان , أو في عدة مجالات أخرى متنوعة كالتسويقية منها أو غيرها والتي تقوم بعمل خصومات حصرية على منتجاتها ( خصومات تسعيرية ) , وهو بكثرة كتابة وتردد هذا الرقم مع الفاصلة , ولنقل أي رقم ولو فرضنا هكذا مثلا : 1,999 ريال أو 99,99 ريال أو أو إلخ , فحينما يتم التدقيق لسعر المنتج الحقيقي قبل الخصم ومقارنته ببعد الخصم فسنجد بأن الخصم لم يكن سوى ريال واحد فقط , وهذا ومع الأسف ما قد أغرى الكثير من المستهلكين وخاصة ممن يحبون التسوق بشكل معتاد .

لقد حدثني أحد الأصدقاء بشكل هيستيري حينما قد قرأ عرضا مغريا وملفتا للنظر عن إعلان لأحد المنتجات في إحدى الصحف اليومية الورقية , عن عدة تخفيضات وخصومات في حالة الشراء بسعر الكاش طبعا , حيث كان الإعلان بالنسبة له ملفتا للنظر , وأيضا لجذب كل من سوف يقرأه أو سيلاحظه بقوة , حيث كان الملبغ التسويقي 99,999 ريال أي قبل المائة ألف ريال , فالكثير منا لم يفكر أو يلفت له نظر هذا السعر لما بعد الخصم أو قبله , ولو أن كل قارئ واعي ومفكر قد دقق في هذا الخصم فلكان قد وجد بأن الفرق لم يكن سوى ريال واحد مقارنة مع هذا المبلغ الكبير , وهو وبهذا يعتبر الخصم الذي قد قدروا عليه أصحاب هذا المنتج أو هذا الإعلان .

لقد أصبحت اليوم ومع الأسف ظاهرة الفاصلة و التسعة والتسعين متداولة في كل مكان , حيث يتم ترويجها كامضحكة علنيه على المستهلك , برغم من أنه لم ينتبه لذلك وحتى وإن إنتبه لهذه الظاهر فماهي حيلته ؟ سوى أنه سيقبل بذلك ويسلم أمره لله , إلا أن المسئولية الحقيقية أو من المفترض بأن تكون من قبل حماية المستهلك , أو وزارة التجارة , أو حتى الغرفة التجارية الصناعية , فكلها جميعا تعتبر جهات مسئولة عن كل هذه المضحكة العلنية , كما أنها مسئولة تماما عن كل ما يحدث ويعلن وينشر من قبل من يقفون خلف منتجاتهم المعلنة أو المعروضة من أجل الترويج لمنتجاتهم أو لسلعتهم , وذلك بهدف بيعها والتخلص منها بأكثر ربحية وبأقصى سرعة ممكنة , وعلى أن يكون شرطها الهام والأساسي بوضع خصمها المتكرر دائما , وأيضا كإشارة ودلالة لها على أنها قد خسرت أو أن فائدتها في هذا الخصم لم يكن سوى صفرا , وهي في الحقيقة لم تكن إلا مضحكة أو خداعا صادرا بطريقة حضرية وبأسلوب جذاب وملفت للجميع , وخاصة لكل ممن لم ينتبهوا لهذا الشي , علما بأنه وفي الواقع لم يكن الفرق الخفي سوى ماقيمته ريال واحد فقط .