• ×
الإثنين 27 شوال 1445
فهد العواد

رئيس التحرير في قبضة الهيئة !

فهد العواد

 0  0  846
الجنادرية أصبحت الآن عشق للصغير قبل الكبير ، ولا تكفي لها زيارة واحدة لكي تحيط بكنوزها الثرية ، الإنسان مسير غير مخير ، في هذا الأسبوع أصر الأولاد على أن يذهبوا إلى الجنادرية للمرة الثانية ، وحضرنا للقرية في اليوم الثاني هذا الأسبوع بعد صلاة العشاء .

ذهبنا على عجل واثنا سيرنا إلى البوابة الغربية ، وقبل الوصول أليها ونحن نمشي في اتجاهها وبين السيارات ، قابلنا شاب صغير عمره تقريباً اكبر من اكبر أبنائي بحوالي سنتين .

ابتسم في وجيهنا ابتسامه تنم عن حياء وخجل ، وطلب مرافقتنا إلى داخل القرية لان رجال الأمن منعوه من الدخول لحضوره وحده وليس مع عائلة ، وكان لبسه الزى السعودي الثوب والغتره والعقال ، قلت له ليه ما تجيب أخوانك واهلك وتدخل معهم هذا غير ممنوع ، قال انا جاي من الوادي وأهلي هناك وانا حبيت أتفرج على قرية الجنادرية مثل هالناس ، فقلت تفضل معنا وعساهم يتجملون معنا ويدخلونك .

خليته يمسك يد احد الأولاد ويمشي قدامنا ، ولكن رجال الأمن والهيئة لم يمهلوه ولم يتركونا نعدي بل مسكوا الضيف وكأنه جاي فعلاً ليهدد أمن القرية واستدعوني وأعطوني نصائح ودش ساخن عن هذا العمل وكأننا متفقين على هذا التجاوز الأمني .

وهذا عملهم وفعلاً صغرت أمام نفسي في هذا الموقف الذي لا يستحق أكثر من ذلك ، وليس له تفسير إلا حسن الضن بالآخرين وان هذا الشاب كما قلت لهم اعتبرته مثل أحد أبنائي وضيف علينا من خارج المدينة صدق أم كذب بذلك ، وانا أعرف الجنادرية جيداً فرجال المهرجان متواجدين في كل شبر من القرية ورجال الهيئة كذلك ولا يستطيع أحد أن يخل بأمن المتواجدين بمثل هذه الصورة .

نحن رجال أمن لهذا الوطن مثلهم ولا نرضى بإزعاج أحد على ترابه ، ولنا هويتنا التي يجب أن تحترم ولا ينظر لنا على أننا متسيبين ، أو نسعى لإزعاج الآخرين .

أحد رجال الأمن قال لو تحرش بعائلتك أنت أول من يجي يشتكي ، ولكن نظرتي كأب لم تعتقني من هذا الموقف ، فأبنائنا ليس وقحين ولا قليلي تربيه ، فهم في هذا السن محصولهم الديني والثقافي والاجتماعي كبير .

والقرية يحرسها أكثر من خمس الاف رجل بالإضافة إلى المئات من رجال الحسبة والجهات المنظمة الأخر ، وهذه الأشياء والسلوكيات موجودة في كل مجتمع ولكن لدينا " من أمن العقوبة ساء الأدب " فلماذا هذا الإهمال منا كمنظمين ومشرعين في مثل هذه الإمكان المحددة والمغلقة والسهلة المراقبة والتحكم ، لماذا لا نضع النقاط على الحروف ونجعل مثل المهرجان مناسبة وفرصة ثمينة للإصلاح الاجتماعي .

المكان عام ليس فيه خلوه ورجال الدين ورجال الأمن في كل مكان ، إلى متى ونحن نصر على نزع الثقة من أبنائنا وبناتنا ونسيء الضن بهم وهم تحت أيدينا وأما م أبصارنا ، لماذا ، لا نزرع فيهم الثقة واحترام الأخر في مثل هذه ، ووسائل المراقبة أكثر حداثة ، وأكثر عوننا لنا لتقويم سلوك من نعتقد إن لديه اعوجاجا في السلوك .

أعتقد أنه كان من الأفضل أخذ أسمه ورقم جواله ورقم هويته وتركه ليشاهد تاريخ إباءه وأجداده لربما تغيرت نظرته للحياة وصلح حاله واستقام سلوكه إذا كنا حريصين على إصلاح المجتمع فهو فرد من هذا المجتمع .

سوء الضن والعزل لم تعد مجديه الآن ، لا للبنات ولا الأولاد إذا لم نزرع فيهم الثقة واحترام الآخرين فسوف يجدون وسائل للخروج على الرقابة الاجتماعية .

وفي نفس الوقت لو عرف من تسول له نفسه في إزعاج الآخرين أنه سوف يسكن في القرية بعد خروج الناس منها وينظف شوارعها ، وربما لعدة أيام وفي زي رجال النظافة لأصبح الأمر مختلف .

ليس تبريراً لموقفي ولا دفعاً عن نفسي ، ولكن أملاً بأن يؤخذ مثل هذه الأفكار بمحمل الجد في هذا المهرجان والمهرجانات المماثلة ، لكي نريح ونستريح وأن نكون ايجابيين في حل الكثير من قضايانا التي تحتاج إلى حلول اجتماعية ، نحصد ثمرها في أبنائنا وبناتنا وأن الله رقيب فوق كل رقيب ، ولا نجلس نتفرج على مشاكل حلها لا يحتاج إلى منظرين وفلاسفة بل إلى جراءه ونية صالحة وحس وطني وأنساني عميق .

أتمنى أن أجد من يشاركني الرأي ، وسأل الله العلي القدير أن يصلح النية والذرية ، والعزم على قول الحق ، ورفض الباطل ، وعلى الود والمحبة نلتقي .