• ×
الإثنين 27 شوال 1445
فهد العواد

هل نستخدم المقاطعة !

فهد العواد

 0  0  782
المقاطعة سلاح فعال ذو حدين ، تستخدمها الدول والمجتمعات ، لاتخاذ موقف معين اتجاه الجهة المقاطعة سواء مؤسسة أو منظمة أو هيئة أو نظام سياسي في أي مكان من العالم .

ويمكن أن تقوم بها دولة أو مجموعة دول أو أمنظمة أممية ضد أي مؤسسة أو دولة أو منظمة ، ولها أسس ومنطق ، إذا لم تحتكم إليه ربما تفقد الهدف التي قامت من اجلها وربما تأتي نتائجها عكسية وتسبب أضرار اجتماعية كبيرة وخسائر على الفرد والمجتمع .

ربما تكون سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية وربما بهم جميعاً ، وقد استخدمت كثيراً في المجتمعات المتحضرة وأدت إلى نتائج جيدة وهي سلاح مدني متحضر فعال عندما يمس الأمر كرامة أو مصلحة شعب أو أمة .

حق فردي مشروع عندما تجتمع الإرادة ويتسق السلوك الفردي إلى جماعي تكون نتائجه أقوى وتوصل رسالة صارمة ، تجعل المقاطع يراجع نفسه ويضرب ألف حساب لها في المستقبل ، ونتائجها عندما تكون مدروسة قوية وفعالة ، وهذا ما حصل عندما انتصر المسلمين في مختلف دول العالم لحبيبهم وهاديهم محمد صلى الله عليه وسلم .

قاطعنا جبنه بوك وغيرها من المنتجات الدنمركية وبحثنا عن البديل ولم نتراجع ، لأننا اتخذنا بديل وطني وهذا ردنا كمجتمع مسلم مدني على من أساء لنا ولديننا وقدوتنا وهادينا عليه أفضل الصلاة والتسليم ، فالدول مقيدة باتفاقيات ونحن بحل منها إذا مست كرامتنا وأصبحنا نرى كل يوم هذه المنتجات أمام أعيننا وفي أسواقنا وبأسعار في متناول الجميع ولكن هذا قرارنا الفردي والاجتماعي .

هذا الدرس الذي لقنت به الدنمرك من المسلمين ، جعلها تعتذر من اجل استعادة مستهلكي تلك المنتجات وتقدم الكثير والكثير لتحسين صورتها أمام العالم الإسلامي ولكن دون فائدة ، ويمكن أن يلقن به أي منتج يمس كرامتنا سواء وطني أو أجنبي ، لو أصبح لدينا أرادة اجتماعية صلبة خاصة مع تطور وسائل التواصل الجماهيرية التي يمكنها أن توصل الرسالة إلى ملايين المستهلكين في وقت قصير .

نحن مجتمع عاطفي ، وتلعب فيه العلاقات الفردية دور كبير ، إذا ما أشركت المؤسسات العلمية ذات الاهتمام الاجتماعي مثل الجامعات وغيرها من هيئات الرقابة والحماية المدنية في ذلك ووضع منهج علمي فعال فسوف يكون لدينا ضبط اجتماعي فعال ضد أي تلاعب .

تسطيح المواطن أمام القوة الاقتصادية الكبيرة للكثير من الشركات والمؤسسات المالية الضاربة بالقوة ، والتي تتعامل مع المستهلك والمستفيد من خدماتها وكأنها جهات أمنية ، لا تحاسب ولا تعتذر ، فهذه حتى الأجهزة الأمنية تنازلت عن هذه الخصائص وتعترف بالخطأ والخطأ وارد في كل الأحوال ، وليس عيباً أن تعتذر عندما يحدث خطاء في الخدمة التي نقدمها سواء جاء ذلك من فرد أو من التقنية إذا كنا نأخذ على ذلك مقابل .

القائمين على تلك الجهات ومستخدمي التقنية هم بشر ومن هذا المجتمع وهذه قوة له لا علية ، هذا لنواكب التقنية والحضارة بما يناسبها من فكر وتعامل وليس جمود مادي بحت يصر على حماية مصلحته على مصلحة المستفيد .

نعلم أن ما ينفقه رأس المال في كسب ثقة المتعاملين معه يعد بالمليارات ، ولكن ربما خطأ بسيط من التقنية أو الفرد ، يذهب كل ذلك في الوقت الحالي ، فيجب علي تلك المؤسسات مراجعة حساباتها واعتماد المصداقية والصدق في التعامل من المبادئ التي يجب التركيز عليها والأخذ بها .

وعلى الود والمحبة نلتقي .