• ×
الإثنين 27 شوال 1445
ثقة

مصر والشام وحافظ إبراهيم !

ثقة

 0  0  1.5K

خطب شاعر النيل حافظ إبراهيم في النيل وأهله في حياته ومماته ضمن نص بعنوان " أيها القائمون بالأمر فينا " قريب جداً من الواقع المصري المعاش قائلاً ..

أيُّها القائِمونَ بِالأَمرِ فينا = هَل نَسَيتُم وَلاءَنا وَالوِدادا
خَفِّضوا جَيشَكُم وَناموا هَنيئا = وَاِبتَغوا صَيدَكُم وَجوبوا البِلادا
وَإِذا أَعوَزَتكُمُ ذاتُ طَوقٍ = بَينَ تِلكَ الرُبا فَصيدوا العِبادا
إِنَّما نَحنُ وَالحَمامُ سَواءٌ = لَم تُغادِر أَطواقُنا الأَجيادا
لا تَظُنّوا بِنا العُقوقَ وَلَكِن = أَرشِدونا إِذا ضَلِلنا الرَشادا
لا تُقيدوا مِن أُمَّةٍ بِقَتيلٍ = صادَتِ الشَمسُ نَفسَهُ حينَ صادا
جاءَ جُهّالُنا بِأَمرٍ وَجِئتُم = ضِعفَ ضِعفَيهِ قَسوَةً وَاِشتِدادا
أَحسِنوا القَتلَ إِن ضَنِنتُم بِعَفوٍ = أَقِصاصاً أَرَدتُمُ أَم كِيادا
أَحسِنوا القَتلَ إِن ضَنَنتُم بِعَفوٍ = أَنُفوساً أَصَبتُمُ أَم جَمادا
لَيتَ شِعري أَتِلكَ مَحكَمَةُ التَف = تيشِ عادَت أَم عَهدُ نيرونَ عادا
كَيفَ يَحلو مِنَ القَوِيِّ التَشَفّي = مِن ضَعيفٍ أَلقى إِلَيهِ القِيادا
إِنَّها مُثلَةٌ تَشُفُّ عَن الغَيظ = وَلَسنا لِغَيظِكُم أَندادا
أَكرِمونا بِأَرضِنا حَيثُ كُنتم = إِنَّما يُكرِمُ الجَوادُ الجَوادا

لم ينس حافظ إبراهيم الشام حتى بعد مماته وكيف أصبح وضع هذين القطرين العربيين من ثقل لأمة الضاد إلى ثقل عليها بالوجع والهم حيث قال ضمن رائعته ..
لمِصرَ أم لرُبُوعِ الشَّأمِ تَنْتَسِبُ = هُنا العُلا وهُناكَ المجدُ والحَسَبُ
رُكْنانِ للشَّرْقِ لا زالَتْ رُبُوعُهُما = قَلْبُ الهِلالِ عليها خافِقٌ يَجِبُ
خِدْرانِ للضّادِ لَم تُهْتَكْ سُتُورُهُما = ولا تَحَوَّلَ عن مَغْناهُما الأدَبُ
أمُّ اللُّغاتِ غَداة َ الفَخْرِ أَمُّهُما = وإنْ سَأَلْتَ عن الآباءِ فالعَرَبُ
أَيَرْغَبانِ عن الحُسْنَى وبَيْنَهُما = في رائِعاتِ المَعالي ذلك النَّسَبُ
ولا يَمُتّانِ بالقُربى وبينَهُما = تلكَ القَرابة ُ لَمْ يُقْطَعْ لها سَبَبُ؟
إذا ألَمَّتْ بوادي النِّيلِ نازِلَة ٌ= باتَتْ لها راسِياتُ الشّأمِ تَضطَرِبُ

شاعر النيل
حافظ إبراهيم
توفي 1932م

فهل هي نبوءة شاعر أم حقد حاقد .. لطف الله بشعبي هذين الوطنان العربيان النازفان .. ورحم الله حافظ إبراهيم رحمة واسعة .