• ×
الأحد 26 شوال 1445
ثقة

طاب عهدك وأنجزت وعدك !

ثقة

 0  0  845

تحل اليوم السادس والعشرين من جمادى الآخره الذكر التاسعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز " حفظه الله " وهي مناسبة تجسد أصدق معاني الوفاء من شعب المملكة لقائد هذا البلد المعطاء في مناسبة يتجدد فيها الولاء والود والمحبة لملك الإنسانية ووالد الجميع .

إن المشاعر الصادقة تجاه خادم الحرمين الشريفين أكبر من أن تعبر عنها الكلمات ، وأسمى من أن تختزل في عبارات ، وهي محبة نابعة من القلوب لملك القلوب .

إننا إذ نحتفي بذكرى البيعة المباركة فإننا نستذكر منجزات تنموية ضخمة وعظيمة في جميع المجالات وفق إستراتيجيات وخطط تنموية نفذت وتنفذ منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـــ يرحمه الله ــ مروراً بفترات حكم أبنائه البررة حتى العهد المبارك لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ــ حفظه الله ــ وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد يحفظهما الله .

لقد حققت المملكة العربية السعودية بفضل الله تعالى ثم بفضل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين خلال الأعوام التسعة الماضية نجاحات كبيرة في مختلف المجالات ولعل من أبرزها السعي الحثيث لبناء دولة المؤسسات من خلال تحديث الأنظمة القائمة و إصدار الأنظمة الجديدة التي تضمن أمن واستقرار المملكة سياسياً واقتصادياً وأمنياً .

وتتجلى هذه الإنجازات بوضوح في مجالات الاقتصاد حيث تخلصت المملكة من أعباء الديون التي تراكمت نتيجة لأسباب أمنية واقتصادية يعلمها الجميع مرت بها منطقة الشرق الأوسط ، كما تمثلت النجاحات الاقتصادية في ميزانيات الخير ذات الفوائض المالية المذهلة بكل المقاييس ، والمدن الاقتصادية العملاقة في مختلف أرجاء المملكة وشبكات السكك الحديدية التي تربط أنحاء المملكة والتي هي قيد التنفيذ حالياً ، والاكتشافات النفطية التي رفعت احتياط المملكة من هذه السلعة الإستراتيجية.

لقد أصبحت المملكة في عهده المبارك أحد أهم ركائز الأمن الاقتصادي العالمي كونها المنتج الرئيس لمصادر الطاقة في هذا العصر من خلال البنية المتكاملة لصناعة النفط بما يضمن استقرار الإمدادات النفطية بأسعار عادلة للمنتج والمستهلك ، وأصبحت المملكة كذلك عضواً في نادي الدول العشرين الأكبر اقتصاداً في العالم .

ورغم الأزمات الاقتصادية التي شهدها العالم مؤخراً فإن اقتصاد المملكة الذي يعد الأضخم في المنطقة قد امتص هذه الصدمات والهزات الاقتصادية بما تهيأ للمملكة من مصادر نفطية هائلة تمت إدارتها بحنكة واقتدار بل تجاوز الأمر مرحلة امتصاص الصدمة إلى النمو بمعدلات متسارعة ومستقرة حتى إن المملكة أصبحت وجهة للاستثمارات العالمية بما يحقق المزيد من الثقة في المستقبل الاقتصادي للمملكة ويسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني .

وعند الحديث عن الإنجازات التنموية في عهد خادم الحرمين الشريفين فلابد من الوقوف طويلاً عند الاستثمار في المجال الأهم وهو مجال التنمية البشرية وأهم مجالاته التعليم الذي أولاه خادم الحرمين الشريفين جل اهتمامه وعنايته حيث تمثل ذلك ببرنامجه ــ حفظه الله ــ للابتعاث الخارجي الذي فاق عدد من استفاد منه من أبناء المملكة ال(150) ألف مبتعث ومبتعثة وهو برنامج عظيم في نتائجه وثماره المرتقبة وما سيحدثه من طفرة نوعية إيجابية في المجتمع السعودي ــ بمشيئة الله تعالى ــ كما يتجلى هذا الاهتمام في زيادة عدد الجامعات حتى وصل إلى (28 ) جامعة حكومية متكاملة وفق أحدث المواصفات العالمية ، ودعمها بالكفاءات العلمية والإمكانيات المادية لتؤدي رسالتها على أكمل وجه .

وتعد جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ( كاوست) نقطة انطلاق لريادة المملكة في العلوم الحديثة على المستوى العربي والإقليمي .

وعند الحديث عن الإنجازات الداخلية لخادم الحرمين الشريفين يكون لزاماً علينا الإشارة إلى التطوير المتسارع والمذهل لمرفق القضاء والاهتمام بحقوق الإنسان وتعميق ونشر ثقافة الحوار داخليّاً وخارجيّاً من خلال مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ، ومركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فينا ، ومكافحة الفساد الذي توج بإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ، ونظام هيئة البيعة وغيرها من الأنظمة .

كما أن من أبرز ما تحقق في عهده المبارك هو الاهتمام بقضايا المرأة السعودية ودعمها وتحقيق طموحاتها في خدمة مجتمعها ، ولعل أبرز مظاهر هذا الدعم جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن التي تعد الجامعة النسائية الأضخم في العالم بما توافر لها من إمكانيات مادية وعلمية هائلة ، وكذلك عضوية المرأة في مجلس الشورى وتعيينها في العديد من المراكز القيادية .

ومن الجوانب المشرقة في عهده الزاهر ــ يحفظه الله ــ استمرار سياسية المملكة في مناصرة القضايا العادلة في العالم ودعم المنكوبين والمستضعفين دون من أو أذى حيث تعد المملكة العربية السعودية الدولة المانحة الأولى على المستوى العربي . إضافة إلى ما حققته المملكة من ريادة في العديد من المجالات الطبية على الصعيد الدولي ومن أبرزها ( فصل التوائم السيامية ) .

ولا يفوتني هنا التنويه بجانب مهم من الجوانب المشرقة لسياسة خادم الحرمين الشريفين ــ حفظه الله ــ وهو دعمه لتحقيق الأمن بمفهومه الشامل عربياً ودولياً من خلال بيت الخبرة الأمنية العربية ( جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ) التي هي غرس وفكرة أمير الأمن العربي الراحل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ التي تستضيفها المملكة وتدعمها حتى أضحت موئل خبراء الأمن من العالم أجمع بما تهيأ لها من دعم لا محدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد ومتابعة وإشراف دائم من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب ورئيس المجلس الأعلى للجامعة يحفظهم الله .

إنني حين أذكر هذه الشذرات واللمحات المضيئة لما تحقق في عهد خادم الحرمين الشريفين فإنه لابد من التذكير بأن ما حققته المملكة من نهضة وتطور في جميع المجالات كان بفضل الله تعالى ثم لما أنعم به على بلادنا من قيادة رشيدة في قامة مولاي خادم الحرمين الشريفين الذي جعل إنسان هذه البلاد محط اهتمامه ورعايته ساعياً دونما كلل للقيام بواجب الأمانة الملقاة على عاتقه بتوفير سبل العيش الكريم والرفاهية لمواطنيه .

ما خاب فيك دعاؤُنا ورجاؤُنا * واللهُ يَعْلم ما نقول ويَشْهَد .

إن شعب المملكة إذ يحتفي بذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين فإنه يحتفي بقائد أجمعت القلوب على محبته ، وملك سخر النعم التي أسبغها الله على هذه البلاد المباركة لخدمة شعبه ، وزعيم ينحدر عنه السيل ولا يرقى إليه الطير نبلاً وحكمةً ونفاذ بصيرة وولي أمر جُبل على الخير، وحكم بالخير ، ونشر الخير ، وغدا رمزاً لوطن هو قبلة المؤمنين ، ومحط أنظار العالمين ، رايته كلمة التوحيد وأبناؤه سلالة الفاتحين طاب أرضاً وقيادةً وشعباً .

أسأل الله تعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد وأن يمتعنا بطول بقائه ملكاً حبيباً إلى قلوب شعبه ، يذكر المجد أينما ذكر وهو يعتز حين يقترنُ . وأن يحفظ بلادنا التي نفاخر بها العالم ونباهي بها الدنيا ليس كمثلها بلد ، رمزاً للعطاء وموئلاً للأمن والسلم والرخاء .

د. جمعان رشيد بن رقوش
رئيس جامــعة نايــف العــربية للعلــوم الأمنية