• ×
الأحد 26 شوال 1445
سامي أبودش

زمن القروش !

سامي أبودش

 0  0  715
زمن القروش !

قد يلاحظ البعض منا بأن كلمة : ( القرش أو القروش ) مكونة من كلمة واحدة , وهي تتفق من حيث الكتابة والنطق بها ، ولكنها قد تختلف في مضمونها ومعناها , وكذلك في جمعها وشكلها ومقصدها أيضا ، فالقرش مكون من كلمة واحدة , ولكن في معناه قد يطلق به لأمرين هامين ، فاﻷمر اﻷول : ويقصد به على القرش أو الهلل , والذي يتم بموجبه التعامل به في البيع والشراء , وبسببه قد يكون الشخص إما غنيا أو فقيرا , وهو يندرح تحت إسم ( المال ) .

اﻷمر الثاني : أن القرش يقصد به كذلك على معنى آخر , وهذا ما نعرفه ويعرفه الجميع أيضا , ومن حيث تميزه بالقوة والشراسة وحب الدم والتعدي على الغير , وخاصة لمن يحاول لمجرد التفكير فقط , أو أن يتجرأ أو حتى يتدخل أو يدخل في حياته الخاصة , أو بالأصح في مملكته التي يعيش فيها ( الحياة البحرية ) , وحيث يندرج تحت إسم ( القوة ) , ومن خلال ما سبق ذكره .. إذ يتضح لنا بل ويتوجب علينا معرفة أنه : إذا اجتمع المال أو التقى مع القوة فستصبح الحياة مقتصرة فقط لمن سيبقى ليعيش فيها و لوحده ، أي للقوي وصاحب المال ( وحيث البقاء فيها للأفضل ، وحتما لمن معه قرش فسيسوى قرش ) .

بدوره لن ولن يقبل أو لأن يرضى بعدها بأن يعيش معه أو ليشاركه أحد لمن هو أقل منه مالا أو عنه قوة ، ﻷنها ستحفظ في عصرهم ، وباسم سيندرج تحت مسمى لهم اﻵ وهو : زمن القروش !, هذا الزمن الفاني والذي أجبرنا اليوم لأن نعيش ونتعايش معه , بل وعلمنا أيضا لأن نحترس منه , وأن نتعوذ من كل شروره وفتنه ومن كل مصائبه , زمن مازال يأكل فيه القوي الضعيف , ويعلوا ويغتني فيه الغني على حساب الفقير .

نسوا الله فأنساهم , ونسوا بأنها لم ولن تدوم لهم , ولن يأخذ أحد منهم زمن غيره , والفقير أو الضعيف فيها سيكبر حتما وسيقوى ويعلوا ويغتني , وكذلك الغني أو القوي فيها فسيكبر ويكبر إلى أن يهرم ليطيح وينكسر , ليتذوق بعدها الجوع والفقر ومرارة الألم , لتكون خاتمتنا جميعا بـأن : كل من عليها فان .

لهذا فهي لن تدوم لهم ولا حتى لغيرهم ولا لأي أحد غير الله عز وجل , ولأنه سبحانه وتعالى الغني والقوي العزيز فهو من شاء وقدر لهم لأن يرزقهم ويغنيهم ويمنحهم القوة , وهو أيضا سبحانه وتعالى القادر لأن ينزعها منهم وأن يفنيهم في لمح البصر , وسيبقى سبحانه وتعالى و لوحده الباقي والدائم , قال تعالى : ( كل من عليها فان , ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) , صدق الله العظيم .

سامي أبودش
كاتب مقالات .
https://www.facebook.com/sami.a.abodash