هل تعرفون معنى الاغتراب الحقيقي ؟
معنى الاغتراب الحقيقي بشكل مختصر .. وهو بأن تعيش في وطنك عاملا مغتربا , وبعيدا عن أمك وأبيك , وعن بقية إخوانك وأخواتك , وزوجتك وأولادك , وأيضا عن كل أصحابك وأصدقائك , لتكتفي فقط بالبعض من زملائك في وقت عملك , والذين قد بقوا على حالهم مثلما هم ولم يتغيروا أبدا , وكوننا مازلنا نعمل ونعمل أيضا معهم ليل نهار وعلى نظام الورديات اليومية , وفي أيام الإسبوع والشهر وعلى طول السنة وحتى في شهر رمضان المبارك وفي عيد الفطر المبارك , وأيضا في شهر ذي الحجة مازلنا نعمل معا ومختتمين بعيده الأضحى المبارك , لتنتهي علينا السنة وتأتي مكانها سنة جديدة , وبالرغم من أنها سنوات متحركة تأتي ثم تذهب , إلا أننا مازلنا ساكنين وفي نفس أماكننا , وعلى ما نحن عليه لنعمل و نعمل و نعمل .
فالاغتراب الحقيقي ليس في الوطن ( لأننا بل مازلنا نعيش فيه وننعم بخيره ورفاهيته وبأمنه وأمانه ) , ولكن في أماكن أعمالنا , وببعدنا عن كل قريب وأنيس وونيس , وخاصة إن كنا في أماكن قد تقطع فيما بيننا وبينهم مسافات طويلة وبعيدة لتبعد كل البعد عنهم , بالإضافة إلى ضغوطات العمل وكثافته اليومية , وخاصة إن كان العمل بنظام الورديات , والذي بسببه لم ولن يستطيع العامل التفرغ لنفسه , وذلك من أجل التمتع ولو بأقل راحة ممكنه أو من أجل تخصيص وقت ليستمتع به مع عائلته أو أسرته أو حتى أصحابه وأصدقائه , وغيرها الكثير والكثير من الأسباب الأخرى , والتي قد تؤدي في نهاية الأمر إلى تكون فراغ عاطفي وتواصلي قد ينتج عنه الإحساس بالملل ومن ثم التبلد والتعود على هذا الواقع المرير , والذي مازلنا نحسسه وندركه بشكل يومي , و لم يكن إلا بسبب بعدنا عنهم لفترات طويلة وأيضا لظروف العمل الغير منقطعة , وكلها أسباب كانت قد أدت وفيما بعد إلى تكون وظهور لما يسمى لدينا الآن بالاغتراب التام , والذي سيلاحظه المغترب على نفسه أولا و بشكل واضح ودقيق ومن ثم على الغير , وعليه ومن خلال ذلك .. فيكون قد وصل هو وبالأصح إلى معنى الاغتراب الحقيقي .
سامي أبودش
كاتب سعودي
https://www.facebook.com/sami.a.abodash
معنى الاغتراب الحقيقي بشكل مختصر .. وهو بأن تعيش في وطنك عاملا مغتربا , وبعيدا عن أمك وأبيك , وعن بقية إخوانك وأخواتك , وزوجتك وأولادك , وأيضا عن كل أصحابك وأصدقائك , لتكتفي فقط بالبعض من زملائك في وقت عملك , والذين قد بقوا على حالهم مثلما هم ولم يتغيروا أبدا , وكوننا مازلنا نعمل ونعمل أيضا معهم ليل نهار وعلى نظام الورديات اليومية , وفي أيام الإسبوع والشهر وعلى طول السنة وحتى في شهر رمضان المبارك وفي عيد الفطر المبارك , وأيضا في شهر ذي الحجة مازلنا نعمل معا ومختتمين بعيده الأضحى المبارك , لتنتهي علينا السنة وتأتي مكانها سنة جديدة , وبالرغم من أنها سنوات متحركة تأتي ثم تذهب , إلا أننا مازلنا ساكنين وفي نفس أماكننا , وعلى ما نحن عليه لنعمل و نعمل و نعمل .
فالاغتراب الحقيقي ليس في الوطن ( لأننا بل مازلنا نعيش فيه وننعم بخيره ورفاهيته وبأمنه وأمانه ) , ولكن في أماكن أعمالنا , وببعدنا عن كل قريب وأنيس وونيس , وخاصة إن كنا في أماكن قد تقطع فيما بيننا وبينهم مسافات طويلة وبعيدة لتبعد كل البعد عنهم , بالإضافة إلى ضغوطات العمل وكثافته اليومية , وخاصة إن كان العمل بنظام الورديات , والذي بسببه لم ولن يستطيع العامل التفرغ لنفسه , وذلك من أجل التمتع ولو بأقل راحة ممكنه أو من أجل تخصيص وقت ليستمتع به مع عائلته أو أسرته أو حتى أصحابه وأصدقائه , وغيرها الكثير والكثير من الأسباب الأخرى , والتي قد تؤدي في نهاية الأمر إلى تكون فراغ عاطفي وتواصلي قد ينتج عنه الإحساس بالملل ومن ثم التبلد والتعود على هذا الواقع المرير , والذي مازلنا نحسسه وندركه بشكل يومي , و لم يكن إلا بسبب بعدنا عنهم لفترات طويلة وأيضا لظروف العمل الغير منقطعة , وكلها أسباب كانت قد أدت وفيما بعد إلى تكون وظهور لما يسمى لدينا الآن بالاغتراب التام , والذي سيلاحظه المغترب على نفسه أولا و بشكل واضح ودقيق ومن ثم على الغير , وعليه ومن خلال ذلك .. فيكون قد وصل هو وبالأصح إلى معنى الاغتراب الحقيقي .
سامي أبودش
كاتب سعودي
https://www.facebook.com/sami.a.abodash