العراك الصوتي
هو ذلك السلوك المذموم ، والفعل المنبوذ ؛ الذي تراه في مقرات الأعمال ، ومواقع التجمعات ، وأماكن الاجتماعات ، خصوصاً في الأسواق والطرقات ، يقذف أحدهم سباً مرجرج ، ثم شتماً يتدحرج ، فيرد خصمه بأقذع الألفاظ ، وأسوأ العبارات ، ليزداد الصراع ، ويكثر السباب ، ويكبر العدوان ، فلا يردعهما عن السوء رادع ، ولا يمنعهما من الجور مانع .
وهو اللسان أول أداة يستخدمها الفرد للتعدي على أخيه الإنسان ، فعندما يشعر بالإحباط ، أو يغضب ويثور ، أو عندما يريد الانتقام ، فإنه يستخدم اللسان بطريقة همجية فجة ، فشرُّ الناس من يهوى السبابا ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم ، أو على مناخرهم ؛ إلا حصائد ألسنتهم .
إن صاحب اللغة المنحطة ، واللهجة السوقية ؛ يظن أن لجاجته وبذاءته تعزز من صورته الشخصية ، وترفع من قيمته اللحظية ، ومكانته الموقفية ، بينما هي صفة منفرة مقززة ، مزعجة ومؤلمة ، تفسد وتضيع ، تخرب وتهدم، فكم واحدٍ جاءت نكبته في كلامه ، وكم واحدٍ غره لسانه وهانه .
سلوك العنف اللفظي يعطينا دلالة على حجم الاختلال النفسي، ومستوى القصور العقلي ، والعجز الذهني ، حيث يعتقد صاحبه أن لديه بيان ومقام ، وفي لسانه حق وصواب ، وأن غريمه هو المخطئ المعيب ، السيء اللئيم ، بينما هو ذاته معلول بالشراسة المتأزمة ، والأنانية المتأصلة ، والصنيعة الفاسدة ، التي زرعتها التربية الفاشلة .
ولعل مما ينفع مع صانع الاستفزاز الصوتي ، والمضايقة اللفظية ؛ هو التعامل معه بطريقة المحاسبة ، وأسلوب المحاكمة ، فقد كنا بالأمس نعاقب كل من يصدر منه كلمة سيئة مسيئة بالغرامة والمختوم ، وذلك بعد أن يعقد بسببها جلسة صلح ، ومجلس مصالحة ، ليكون حكم المصلحين ملزم بالتنفيذ ، وواجب النفاذ .
فحفاظاً على سلامتنا وسلامة غيرنا ؛ علينا بالصمت والحلم أمام السباب ، والعمل على كظم الغضب ، والسيطرة على الانفعال ، بأن نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، وأن نطفئ نار الغضب بالماء ، ومن كان قائماً فعليه بالجلوس ، ومن كان جالساً فعليه بالاضطجاع .
وللحماية من العراك اللفظي، والصراع الصوتي ؛ هناك الكلام الهادف ، وهناك الحوار الهادئ ، وهناك نقاش له حكمة، ومعه فطانة ، وفي كتابنا الحكيم : (وقولوا للناس حُسناً ) ، فيا زين من جوّد لسانه وصانه ، ويا سعادة من جمل حواره ، وطيب نقاشه ، ويا نجاة من ارتقى في مقاله ، واعتلى في طرحه وفي كلامه .
د . عبدالله سافر الغامدي ـ جده
هو ذلك السلوك المذموم ، والفعل المنبوذ ؛ الذي تراه في مقرات الأعمال ، ومواقع التجمعات ، وأماكن الاجتماعات ، خصوصاً في الأسواق والطرقات ، يقذف أحدهم سباً مرجرج ، ثم شتماً يتدحرج ، فيرد خصمه بأقذع الألفاظ ، وأسوأ العبارات ، ليزداد الصراع ، ويكثر السباب ، ويكبر العدوان ، فلا يردعهما عن السوء رادع ، ولا يمنعهما من الجور مانع .
وهو اللسان أول أداة يستخدمها الفرد للتعدي على أخيه الإنسان ، فعندما يشعر بالإحباط ، أو يغضب ويثور ، أو عندما يريد الانتقام ، فإنه يستخدم اللسان بطريقة همجية فجة ، فشرُّ الناس من يهوى السبابا ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم ، أو على مناخرهم ؛ إلا حصائد ألسنتهم .
إن صاحب اللغة المنحطة ، واللهجة السوقية ؛ يظن أن لجاجته وبذاءته تعزز من صورته الشخصية ، وترفع من قيمته اللحظية ، ومكانته الموقفية ، بينما هي صفة منفرة مقززة ، مزعجة ومؤلمة ، تفسد وتضيع ، تخرب وتهدم، فكم واحدٍ جاءت نكبته في كلامه ، وكم واحدٍ غره لسانه وهانه .
سلوك العنف اللفظي يعطينا دلالة على حجم الاختلال النفسي، ومستوى القصور العقلي ، والعجز الذهني ، حيث يعتقد صاحبه أن لديه بيان ومقام ، وفي لسانه حق وصواب ، وأن غريمه هو المخطئ المعيب ، السيء اللئيم ، بينما هو ذاته معلول بالشراسة المتأزمة ، والأنانية المتأصلة ، والصنيعة الفاسدة ، التي زرعتها التربية الفاشلة .
ولعل مما ينفع مع صانع الاستفزاز الصوتي ، والمضايقة اللفظية ؛ هو التعامل معه بطريقة المحاسبة ، وأسلوب المحاكمة ، فقد كنا بالأمس نعاقب كل من يصدر منه كلمة سيئة مسيئة بالغرامة والمختوم ، وذلك بعد أن يعقد بسببها جلسة صلح ، ومجلس مصالحة ، ليكون حكم المصلحين ملزم بالتنفيذ ، وواجب النفاذ .
فحفاظاً على سلامتنا وسلامة غيرنا ؛ علينا بالصمت والحلم أمام السباب ، والعمل على كظم الغضب ، والسيطرة على الانفعال ، بأن نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، وأن نطفئ نار الغضب بالماء ، ومن كان قائماً فعليه بالجلوس ، ومن كان جالساً فعليه بالاضطجاع .
وللحماية من العراك اللفظي، والصراع الصوتي ؛ هناك الكلام الهادف ، وهناك الحوار الهادئ ، وهناك نقاش له حكمة، ومعه فطانة ، وفي كتابنا الحكيم : (وقولوا للناس حُسناً ) ، فيا زين من جوّد لسانه وصانه ، ويا سعادة من جمل حواره ، وطيب نقاشه ، ويا نجاة من ارتقى في مقاله ، واعتلى في طرحه وفي كلامه .
د . عبدالله سافر الغامدي ـ جده