ثمانية عقود ونيفاً من السنون في النماء والعطاء والتطور .
تحتفل المملكة العربية السعودية في الأول من الميزان الموافق 23 سبتمبر " أيلول " من كل عام بذكرى توحيد ها وتأسيسها على يد جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله .
ففي مثل هذا اليوم من عام 1351هـ / 1932م سجل التاريخ مولد المملكة العربية السعودية بعد ملحمة البطولة التي قادها المؤسس - طيب الله ثراه - على مدى اثنين وثلاثين عاماً ، حيث صدر في 17 جمادى الأولى 1351هـ مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية .
أربع وثمانون عاماً حافلة بالإنجازات على هذه الأرض الطيبة والتي وضع لبناتها الأولى الملك المؤسس وواصل أبناؤه البررة من بعده استكمال البنيان ومواصلة المسيرة , في تقدم هذا الكيان الكبير الذي استطاع الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - بعد توفيق الله من توحيده تحت راية لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وبتطبيق تعاليم الشريعة الإسلامية السمحة ، وهي مناسبة خالدة ووقفة عظيمة تعي فيها الأجيال قصة أمانة قيادة ووفاء شعب نستلهم منها القصص البطولية التي سطرها مؤسس هذه البلاد ومن معه من الأبطال من الآباء والأجداد .
انتهج الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - في تعامله مع مواطنيه سياسة قائمة على الشورى والتناصح مع الرعية واغتنام الفرص لتبادل الرأي , مسترشدا بما جاء به الدين الإسلامي الحنيف ، وسار على هذا النهج القويم أبناؤه الملوك من بعده حيث كان له الأثر الكبير فيما تعيشه المملكة وأهلها من تلاحم وتطور كبير قائم على تعاضد الدولة والمواطنين .
وتجسيداً لهذا النهج كانت لقاءات الملك المؤسس مستمرة ومتواصلة مع المواطنين يقدم لهم النصح ويسدي لهم التوجيه ، ورغم أنه كان يعمل أكثر مما يقول إلا أنه ترك لنا كلمات خالدة سجلت حكمته ورجاحة فكرة .
عندما تحتفي المملكة العربية السعودية بهذه الذكرى العطره والمشرفة فهي تستذكر العزيمة الصادقة والإرادة القوية في تطوير هذا الكيان ونقل البلاد نقلة حضارية خلال العقود الماضية سمات تجسدت في عهود قادة هذا الوطن منذ الملك المؤسس ـ رحمه الله ـ وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ لتواصل المملكة مسيرتها في تحقيق الإنجازات وترسيخ أسس البناء والتطور والازدهار .
وتعيش المملكة منذ بدايات التأسيس إلى يومنا هذا قفزات نوعية ، وتشهد تسارعاً كبيراً في عجلة التنمية وإطلاق مشروعات ، وتسعى دائماً لتحسين معيشة المواطن .
فيجب أن ننظر بعين الفخر والاعتزاز الى ما وصلنا إليه الان ، ونستلهم الدروس من الماضي فعجلة التنمية دائرة ، وأن كانت الانجازات اقل من المأمول فلنجعل اليوم الوطني يومياً لمراجعة النفس وبوصلة للعزيمة الصادقة في مواكبة التطور العالمي الذي يجب أن يكون مكاننا في مقدمته بما حبنا الله من نعم تستحق الشكر بالعمل الصادق المخلص لخدمة الدين ثم المليك والوطن .
ونبارك لخادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة بهذه المناسبة السعيدة وللشعب السعودي الوفي أدام الله على الوطن وأهله الأمن والأمان ورضا الرحمان .
وتأتي الذكرى الرابعة والثمانين وحجاج بيت الله الحرام يتوافدون على المشاعر المقدسه ، فنسأل الله العلي القدير أن يحفظ وطننا من كل سوء وان يبلغ حجاج بيته مقصدهم وان يتموا نسكهم بكل يسر وسهوله ، وأن يعودوا الى أوطانهم سالمين غانمين مغفوراً لهم ، وكل عام والوطن وأهله بخير .