• ×
الإثنين 27 شوال 1445
فهد العواد

السلطة الرابعة الى أين ؟

فهد العواد

 0  0  799
الصحافة هي البحث عن الحقيقة وصفت بمهنة المتاعب وصاحبة الجلالة ، وأطلق عليها السلطة الرابعة بعد السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ، ومع أنها سلطة رابعة يفترض مراقبتها لكل السلطات الثلاث التي قبلها في أنحاء الكرة الأرضية الى أنها لا تزال ترزح تحت رحمة الثلاث . ولا تحمل أي صفه من السلطة بل أما تابع غير مرغوب فيه ، أو ضعيف يحسن عليه .

في الدول المتقدمة تعدها رقيب عنيد يبذل الكثير من اجل تطوعيه واستمالته وكسب وده ، ولكن تصل به الحال في بعض البقاع من هذا الكون أن تعتبر أداة فقط للتلميع والتطبيل فقط وبما يطلب منها فقط .

العمل الصحفي متعب وخطر وشاق وحساس وخطير ، وأداة للإصلاح إذا صلح شانه بحيث يحسب لها المسئول المتسيب والمفسد ألف حساب قبل أن يقدم على عمل يمكن أن يذهب بمستقبله السياسي أدراج الرياح وربما في غياهب السجون في الدول الشرعية .

فليس دورها رقابي وفضائحي فقط كما يعتقد المخالفين ، بل تنويري توعوي تكرس الوحدة الوطنية وتسع لها بكل قوة من خلال تركيزها على المصالح المشتركة لكل طبقات وأطياف المجتمعات على اختلاف أعراقها وأجناسها وطوائفها وأديانها ونجحت نجاح باهر في الكثير من دول العالم التي تعاني مجتمعاتها من اختلافات شاسعة ومع هذا كان لها دور كبير في التركيز على المشتركات والمصالح المشتركة لمجتمعاتها وأفلحت في ذلك .

تتدرج المادة الصحيفة من مندوب الى مراسل الى محرر ومطبخ صحفي يدار من قبل صحفيين متمرسين في دسك تحرير يقومون بإعداد المادة وتحريرها حيث تمر بالصف والتدقيق والمراجعة والإخراج ومن ثم إجازتها من مدراء تحرير لهم باع طويل قبل أن تذهب الى المطبعة وتطبع النسخ التجريبية التي تعد مراقبه ما قبل الطباعة النهاية والتوزيع .

كل هذا يتطلب وجود بيئة عمل نقيه وحصانة قانونية ومميزات مغريه وجهات رقابية تكفل توافر كل سبل الراحة والإمكانيات للعاملين بهذا القطاع حتى يقوم بالدور المطلوب منه وان يكون فعلاً سلطة رابعة وليس تابعة .

العديد من وسائل الإعلام المقروءة لديها إمكانيات مهوله وخبرات تعد بعشرات السنين ولكن ، لم يزل المحتوى أقل من ما يجب وما يحفظ ماء الوجه لهذه المهنة .

مع دخول الإعلام الجديد وانتشار المواقع الالكترونية ، والصحافة الالكترونية ميدان المنافسة ، وتجاوز المرخص منها حاجز السبع مائة واقتراب غير المرخص منها لحاجز ألفين ، يعد ذلك ثورة بكل المقاييس وله دور كبير في فك الاحتكار السابق رغم قله الإمكانيات ، والمنافسة غير المتكافئة في الموارد فهناك متخصصين قائمة وسائلهم على مجهودات فردية بينما من لا يمت للمهنة بصله تجده يصول ويجول في هذا الفضاء الفسيح بكل حرية وإمكانيات عالية لو توفرت للآخرين لأصبح لدينا نماذج رائعة يشار إليها بالبنان ، وقادة دفة هذا الإعلام الجديد الى مستويات أفضل وفضاء أرحب واستقطب الخرجين من الجنسين في هذا الميدان الحيوي .