• ×
الجمعة 24 شوال 1445
فهد العواد

جنادرية الفكر والثقافة والتراث !

فهد العواد

 0  0  1.1K
الثقافة هي ظاهرة ديناميكية تحيط بنا في كل وقت وحين ، وتتكون من خلال تفاعلاتنا مع الآخرين ، وتتشكل من خلال السلوك والقواعد والأعراف التي توجه السلوك وتقيده ، وهناك من يعرف الثقافة على أنها نمط من الافتراضات الأساسية المشترك تعلمته مجموعة اثنا حلها لمشاكلها الخاصة بالتأقلم الخارجي والتكامل الداخلي ونجح لأن يجري تعليمه للآخرين على أنه الطريقة الصحيحة للفهم والادارك والتفكير والشعور فيما يتعلق بتلك المشكلات ، الجنادرية تجتمع فيهل كل هذه التجارب والمعارف والخبرات من كافة أرجاء الوطن وتقدم هذا للجميع بأسم ثقافة الوطن ، لخدمة مجتمعنا الكبير .
الثقافة والقيادة وجهان لعملة واحدة حيث أن القادة يشكلون الثقافة قبل المجموعات والمنظمات وهذا ما يتضح في نموذج المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي يعد من بنات أفكار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - النقية الطاهرة التي أنتجت لنا هذه التظاهرة التي قربت بيت الفروقات بين مختلف ثقافات الشعب الواحد الى أن أصبح لدينا ثقافة لكل الوطن والوطن العربي ، حيث بفكره ايده الله وبعد نظره حول الحرس الوطني من مؤسسة عسكرية قوتها السلاح الى مؤسسة حضارية قوتها الفكر والثقافة والحضارة ، لتحيي الإنسان بحياة كريمة بسلاح من صنعها وجهد رجاله المخلصين ، ليصبح محط أنظار العالم ، وتظاهرة ينتظرها أصحاب الفكر ليقدموا فيها أنبل وأرقى الرؤى والأفكار .
الحرس الوطني أنتج سلاح للوطن من أفكار قائدة وقائد كل الوطن متعه الله بالصحة والعافية ليصدر ، لكل الوطن العربي والإسلامي والعالمي ، وهذه ما قاله رواد الجنادرية من أهل الفكر المشاركين في المهرجان الوطني للتراث والثقافة طيلة السنوات الماضية ، وذلك من خلال طرحه للقضايا العربية والإسلامية والعالمية بأسلوب علمي بحثي وعقد الندوات والمؤتمرات لمناقشتها من قبل المختصين لإيجاد الحلول المناسبة لها سواء العاجلة او الأجاله .
وذلك من منطلق اسلامي عربي سعودي قائم على موروث الأمة ومجدها التليد الذي يزخر بالدرر التي يعد أحيائها وبث الروح فيها هو من أولا اهتمامات ومنجزات فارس من فرسانها القلائل الذين أنجبتهم هذه الأمة ويحمل هذا الهم لكونه من دررها النفيسة .
فالهجن والخيل والتراث في مختلف مقتنياته وانتاجاتها واداواتها ليس هذا فقط ما في الجنادرية ، بل احدث الابتكارات والمعارف والإنتاج الفكري والندوات والمؤتمرات والشعر والنثر والقصة القصير والمسرح والتأليف وورش العمل وحلقات التدريب والبرامج التوعوية والتثقيفية ، وتكريم الرواد في الثقافة والفكر والتأليف ومختلف العلوم ، ولكل شرائح المجتمع وفئاته المتعددة .
فالجنادرية هي الماضي والحاضر والمستقبل ، فإذا كانت الثقافة تتألف من افتراضات أساسية مشتركة فأننا لا زلنا بحاجة الى تحديد تساؤلات عن الافتراضات وحول ماذا تدور ؟ فالثقافة تتغلغل في كل شي وتشمل كل شي ، ومشتركاتنا مصيرية ، فانا من الجيل الذي ترعرع مع نمو هذه النبتة المباركة ، أطال الله عمر باذرها ، طيلة عمرها في السنوات الماضي والمديد في الأعوام القادمة أن شاء الله ، كأحد رجال هذا الصرح الشامخ ومن ثم إعلامي تستهوليه الجنادرية ويعشقها ويغطي فعالياتها في اغلب دوراتها الماضية ، فكل المشاركين في الجنادرية يغبطوننا ، على عبدالله بن عبدالعزيز ، والثروة ، والمهرجان الوطني للتراث والثقافة ، والنسيج الاجتماعي المتجانس في مختلف اطيافه ، لمعرفتهم لما للثقافة والفكر من دور كبير في حياة الشعوب .
فهل ثمنا نحن يالمغبوطين من ابناء الوطن وبمختلف ميولنا واهتماماتنا هذه النعم وأدركنا أن ملكنا هو صاحب فكرة المهرجان وصاحب فكرة الحوار الوطني وفكرة حوار أتباع الأديان على المستوى العالمي ، ووطننا واحد وديننا واحد وعرقنا واحد ، وثروتنا تضاعفت ثلاث أضعاف ولله الحمد ، ولا زال لدينا أنيميا حادة في الثقة ، وننكر الاخر ، ونصر على انتقى ما نحب التحدث فيه ونتجاهل ما لا نرقب الخوض فيه ، رقم صفاوة عقيدتنا واتفاقنا جميعاً على ثوابتها ، ونحن نرى ما يموج بها العالم من حولنا ؟ .
اترك الإجابة لهذا التساؤل لعل أن نجد إجابة له في جنادرية 27 التي نتمنى للمنظمين والقائمين عليها التوفيق وان تكلل جهودهم بالتوفيق وحسن التنظيم كما عودونا كل عام .
ولا يفوتني هنا أن اشكر مركز البحوث بمعهد الإدارة العامة على إصداره " الثقافة التنظيمية والقيادة " لمؤلفه ادجار شاين الذي اقتبسنا لكم منه مقدمة هذه المقالة وعلى الود نلتقي .