• ×
الجمعة 24 شوال 1445
فهد العواد

مريح جداً !

فهد العواد

 0  0  875
كلن يحرص الساعة الثامنه على ان يكون اول الموقعين من اجل ان يجلس عليه فهو مريح وناعم وسهل المراس ، ويرتفع وينزل بسهولة بمجرد ان تمد يدك الى اسفله مباشرة .

اصبح ساعة ضبط للعمل في كل وردية تجد له محبين وعشاق يحرصون على اختياره من بين اقرانه ، فسبحان الله فيه بركه رغم تعاقب اصحاب الاوزان الثقيلة عليه فلا يزال يتمتع بصحة جيدة .

بصراحة لو اعرف من اختاره وأتى به الى هنا لحبيت رأسه لأنه فعلاً عرف يختار من يبيض الوجه ويتحمل المتاعب ولا يمل من الدوران .

جاء بعده كثيرين وسرعان ما نقلوا غير مأسوف عليهم إلا هو فقد اصبح واحداً من العاملين الذين يشار لهم بالبنان وكلن يحبه .

اذكر ان احدهم يحثنا وقت الصلاة ان نصلى في الصف الاول ونسمع له ولكن الشيء الذي لم نعرفه إلا بعد حين انه كان يأمرنا للصلاة ليختلي به .

اول ما يؤذن المؤذن نذهب نتوضاء ونحرص على ان نكون في الصف الاولى كما كان يأمرنا ولكن الملاحظ انه اخر من يدخل المسجد وقبل الركوع الاول يلحق بالصف الاخير لكي يكون اخر الداخلين وأول الخارجين وفي الصف الايسر ليكون قريب من الباب وعندما ننصرف ونعود نجده ولولا حركت اصابع يديه في التسبيح والتشهد لتصورنا انه نحت فرعوني ، في صالة عرض للآثار أما اصحاب البشرة السمراء فكأنهم قطعة كاكاو منحوتة عندما يستمتعون بالجلوس عليه .

فهو وثير وعندما يحب قصيري القامة تحسس كل جوانبه بأجسامهم رغم كبر حجمه عليهم ، وبمجرد أن يلمسوا البلاط بروس اصابعهم يتحرك وكأنه على كهرباء أن لم يتدارك الجالس عليه نفسه ربما لم يقف إلا بالصالة الاخر .

ثبت علمياً انه من العوامل المساعدة على انجاز العمل والتفنن فيه خاصة اذا كان انتاج فكري ، لان راحة الموظف ، اثنا جلوسه في العمل لها دور كبير في انتاجه أو تعرضه لا سامح الله لبعض امراض العصر الحديث .

ولكن الايام وتعاقب الايدي يكون لها اثر على الصابرين المحتسبين امثاله ، وخاصة العابثين والذين لا يحرصون على نظافة ايدهم دائماً فتلون نوعاً ما ، وظهر له صوت رقم عمله كل هذه السنين بصمت وما زال يقول للعمر بقيه رغم دخوله نادي العام الثاني عشر وهو يصول ويجول في هذه الصالة الذي اصبح بالفعل من فرسانها .