• ×
الإثنين 27 شوال 1445
طلال الرشيد رحمه الله

" فاصلة بيضاء "

طلال الرشيد رحمه الله

 0  0  1.2K
العدد 131
مجلة فواصل سبتمبر 2003م

...............................................
" بسم الله الرحمن الرحيم
يايبه رحت وتكرتني أفكر فيك كثير
وأنا يايبه صرت أدعيلك دايماً يارب تدخله الجنة .
أوعدك يايبه أني أهتم بالصلاة في المسجد زي ما علمتني ، وبعد أهتم بدارستي ، وأهتم بأهلي كلهم .
وأنا يايبه ما أنساك أبداً أنا أحبك يايبه كثير ، وسامحني يايبه إذا زعلتك كثير .
يارب أغفر لأبوي وارحمه ودخله الجنة .
يايبه أنا كل يوم أشتاقلك كثير وأشوف صورتك .
ولدك حبيبك : عبدالعزيز طلال الرشيد "

...............................................
ويقابلها نص معبر مطبوع للوالد العزيز رحمه الله واسكنه فسيح جناته نصه
" عبدالعزيز
لي ولد له صورةٍ في قلبي تملا البراويز
حر شجاع نادرٍ ماهو لزيز
أغليه وأحبه كثير وأنا بعد عنده عزيز
على رضى أمه وأبوه وجدته دايم يحيز
أفتخر به بالعلم واللعب دايمٍ ما ينغلب
ولأنه بقلبي عزيز
سميته باسم الاخو
باسم الأبو
وباسم جدي والفخر عبدالعزيز
طلال الرشيد "
انتهى النصين
................................................

وهذه الرسالة هي واجهه غلاف لمحلق يضم 27 نصاً شعري لكبار الشعراء في الساحة الشعبية من أنحاء الوطن ترجموا حبهم واعترافهم لهذا العلم الرمز الذي أثراء الساحة الأدبية بهذا الإصدار البكر " فواصل " التي تعد بحق فاصله في مسيرة الساحة الشعبية السعودية على وجه الخصوص والخليجية بشكل عام إذا تعتبر مرحله لما بعدها من الإصدارات ومن البث الفضائي ، رحمه الله ووفق محبيه لبره .

وهنا ابد معكم في العلة من كتابة هذا المقال بداً من عنوانه والمسجل باسم هذا الرمز والعلم والأمير الشاعر الذي عرفت هذه الفاصلة البيضاء بخط يده وفكره ولتزمت به إلى ابد الآبدين ، لأنها لا تزهو إلا باسمه ، ولا يخفى على حاذق المساحة الكبيرة التي تركها بعد رحيله في الساحة الأدبية والشعرية وعلى محبيه في مختلف سائر الوطن العربي .

الأسبوع الماضي وبعد العودة من العمرة حظيت بشرف زيارته لي بالمنام في يوم من أيام رمضان وكان بشوش الوجه متهلل الخاطر مهاب في حياته وفي مماته رحمه الله ، فهو كريم وفي شهر كريم ، وعند رب غفور رحيم ، ولم أجد انسب من ذكره إلا بفاصلته البيضاء ، التي لا يليق إلا اسمه عليها .

والكريم يبقى كريم حياً ، أو حيا في القلوب ، فهو لم يحرجنا ولم يسألنا عن الساحة الشعبية ، ولا عن القبيلة ، وعن الوضع الاجتماعي والسياسي ، ولا عن صلة الرحم ، ولا حتى عن فواصل التي جعلها يومياً من الأيام احد أبنائه إلى جانب نواف وعبدالعزيز لثقته بهم وباها بأنهم على نهجه ، فهو كريم عند كريماً أكرم .

ومن حسن الحظ انه خلال بحثي الشهر الماضي في أوراقي وجدت من بينها عددين لمجلة فواصل مختلفين محتفظ بهم واحد عام 2003م وهو العدد الخاص الذي صدر بعد رحيله رحمه الله بفاصله مقلوبة وبعنوان " وداعاً طلال " والأخر ملحق خاص في ذكرى رحيله عام 2004م وبفاصله حمراء معدوله وعنوانها بيتين من الشعر ..

اليوم ذكرى الفراق .. ومرت أول سنه = اليوم .. لي عام .. متغرب .. وحيد .. حزين
اليوم أنا ضيف جرحي .. جيت ابا طمنه = إني جمعت الدموع .. وجبت أمانة أمين

وكأنه بهذه الزيارة يقول ما دام عدت من العمرة اذكرنا بالخير في هذا الشهر الفضيل ، والله يعلم أن المادة متوفرة والضيف عزيز والمصاب جلل ، ودعينا لأمواتنا واموات المسلمين اجمعين وهو من أمواتنا وسبق وان قلت فيه ..

الا يا الله يا رب السماء يا الغافر التواب = تصبرنا على فقدا عزيز القوم يا باقي
رحل من لا بتي حراً قليل من لمثله جاب = طلال اللي على كل المراجل فوقها راقي
يقولون العرب من جاب تبقى سيرته ما خاب = وانا اطلب من رفيع الشان يحسن فيه الاوفاقي
اعزي كل شمر فيك مع نواف والأقراب = وحفظك سيرة عطرة هي أفضل عندي أوراقي

أول فاصلة بيضا كتابها طلال الرشيد اشتهرت بها مجلته فواصل نصف الشهرية في 1 مايو 1994م وأخر فاصلة بيضاء بتاريخ 1 ديسمبر 2003م على مدى 10 سنوات طرق فيها مواضيع لم تطرق من قبله وأعطى الساحة الشعبية زخم ودافعاً غير مسبوق ، فهو القائل فيها " الورقة أنثى .. لأن القلم ذكر , وإلا فلماذا تكون الكلمات أطفالاً ؟! فنحن نتعلم الكتابة وكأننا نشارك في حب اثنين " .

وحققت مجلة فواصل نجاحاً بهراً لم تعرفه الساحة قبلها لطرحها المتميز وشخصية رئيس تحريها الشاعر والمحبوب من جميع طبقات المجتمع حتى انعكس هذا النجاح على الساحة الأدبية والشعر الشعبي بشكل عام وأعطى فرصة لصدور مجلات وإصدارات جديدة خدمة المجتمع العربي والخليج بشكل خاص وجمع عبق الماضي وعنفوان الشباب ووسامة الفارس ونجابة الأمير .

وليس هنا لكي اعدد ما أثره الأدبية والاجتماعية والإنسانية ولكن لذكره في هذه الأيام المباركة والدعاء له بالمغفرة ، وتكرر كتابة أول فاصلة في مجلة فواصل كتبت بعد رحله رحمه الله ونصها..

اللهم إني أسلك باسمك الطاهر الطيب المبارك الأحب إليك الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت وإذا استرحمت به رحمت وإذا استفرجت به فرجت ، اللهم إني أدعوك الله وأدعوك الرحمن وأدعوك البر الرحيم وأدعوك بأسمائك الحسنى كلها ما علمت منها وما لم أعلم أن تغفر لطلال العبدالعزيز الرشيد وترحمه .

فرحم الله ابا نواف رحمة واسعة وأثابه على ما قدم من الأعمال الصالحة وجعل الله قبره روضة من رياض الجنة انه سميع مجيب .
............
( فهد العواد )