الأدوية التقليدية تستخدم على نطاق واسع لكنها لا توفر دائماً راحة كافية
تعرف على أحدث الحلول لعلاج الألم العصبي

ثقة: اندبندنت عربية
آلام الأعصاب، التي تعرف بـNeuropathic Pain، تعد من أصعب التحديات الطبية، فهي حالة مزمنة قد تنتج من إصابة مباشرة في الأعصاب، أو بسبب أمراض مزمنة، مثل السكري والتصلب المتعدد، أو حتى بعد الجراحات.
ويعرف الأطباء هذا الألم بأنه الذي ينتج من مصدر عصبي يظهر نتيجة لإصابة في أحد أعضاء الجهاز العصبي، بما في ذلك الدماغ أو الحبل الشوكي أو الأعصاب المحيطية، وقد يكون الألم العصبي ألماً قصير الأمد لفترة قصيرة ومحدودة، أو طويل المدى ويسبب آلاماً مزمنة ومتواصلة.
كما يسبب خللاً في معالجة الإشارات العصبية نفسها، لذلك يشعر المريض بألم حاد أو حارق أو وخز مستمر حتى في غياب أي محفز خارجي.
هذا وتستخدم الأدوية التقليدية مثل مضادات الاكتئاب أو مضادات الصرع على نطاق واسع، لكنها لا توفر دائماً راحة كافية، وغالباً ما ترتبط بآثار جانبية مثل الدوخة أو التعب أو مشكلات في الجهاز الهضمي. هذا الواقع دفع الباحثين إلى تطوير طرق بديلة تعتمد على التكنولوجيا والطب التكاملي، لتقديم حلول أكثر أماناً وفاعلية.
التحفيز الكهربائي للعصب عبر الجلد
تعتبر أجهزة التحفيز الكهربائي للعصب عبر الجلد من أبرز الابتكارات الطبية غير الدوائية، فهذا الجهاز يعمد إلى إرسال نبضات كهربائية خفيفة توضع على الجلد في المناطق المؤلمة. هذه النبضات تعطل انتقال الإشارات العصبية للألم إلى الدماغ، كما تحفز الجسم لإفراز مواد طبيعية مسكنة مثل "الإندورفين".
دراسة شاملة نشرت في قاعدةCochrane Reviews عام 2015، وهي واحدة من أبرز الهيئات الدولية التي تعد مراجعات منهجية للأبحاث الطبية، أوضحت أن المرضى الذين استخدموا هذا الجهاز لعلاج الألم المزمن بما في ذلك الألم العصبي، شعروا بتحسن ملاحظ في نوعية حياتهم وانخفاض واضح في شدة الألم مقارنة بالمرضى الذين لم يستخدموه.
ميزة أخرى لهذه الطريقة هي إمكان استخدامها في المنزل، مما يمنح المريض استقلالية أكبر ويقلل من الاعتماد على الأطباء أو المستشفيات.
الواقع الافتراضي كمسكن عصبي
قد يفاجئكم أن الواقع الافتراضي لم يعد مقتصراً على الألعاب والترفيه، بل تحول إلى أداة علاجية، إذ يتيح للمريض الانغماس في بيئة افتراضية غامرة، كالمشي على شاطئ أو استكشاف غابة، مما يغير إدراك الدماغ للألم.
فقد أظهرت دراسة تحليلية في Pain Practice أن العلاج بالواقع الافتراضي ساعد في تقليل الألم، بنسبة تصل إلى 40 في المئة لدى مرضى يعانون اعتلال الأعصاب الطرفية.
كما أن التقنية تقلل من القلق والاكتئاب المصاحبين للألم المزمن، مما يجعلها علاجاً مزدوج التأثير.
العلاج بالتركيز الذهني والتأمل
الألم العصبي لا يقتصر على الجانب الجسدي فقط، بل يتداخل بقوة مع الجانب النفسي، وهنا يبرز التأمل والتركيز الذهني كحل فعال من خلال إعادة تدريب الدماغ على كيفية استقبال إشارات الألم.
وأثبتت دراسة نشرت فيJournal of Neuroscience أن التأمل يقلل من نشاط القشرة الحسية المرتبطة بالألم، ويزيد من إفراز الإندورفين.
واللافت، وفق المختصين، أن هذه النتائج ظهرت بعد ثمانية أسابيع فقط من الممارسة، مما يجعلها طريقة عملية قابلة للتطبيق.
كما أن تمارين التنفس العميق المرتبطة بالتأمل تقلل من توتر العضلات وتحسن النوم، وهما عاملان رئيسان في تقليل حدة الألم العصبي.
الليزر منخفض الشدة
العلاج بالليزر منخفض الشدة يعتبر ابتكاراً بيولوجياً مهماً، إذ يوجه ضوء ليزري منخفض القوة إلى الأعصاب المتضررة، فينشط الميتوكوندريا ويزيد من إنتاج الطاقة الخلوية، مما يسهم في خفض الالتهاب وتحفيز إصلاح الأعصاب، وبما أن هذه الطريقة غير مؤلمة ولا تسبب آثاراً جانبية، فقد أصبحت خياراً مفضلاً لدى بعض مراكز العلاج الطبيعي.
الوخز بالإبر
على رغم جذوره القديمة، إلا أن الوخز بالإبر أثبت نفسه علمياً كأداة فعالة لعلاج آلام الأعصاب. من خلال إدخال إبر رفيعة في نقاط محددة بالجسم، يحفز الجهاز العصبي لإفراز الناقلات العصبية المسكنة مثل السيروتونين. وقد أظهرت دراسات طبية أن الوخز بالإبر له تأثيرات إيجابية طويلة الأمد، بخاصة عند مرضى الاعتلال العصبي الناتج من العلاج الكيماوي أو السكري.
العلاج بالموسيقى والتحفيز السمعي
من الابتكارات الحديثة، ثبت أن استخدام الموسيقى العلاجية أو التحفيز السمعي يساعدان في تهدئة الجهاز العصبي وتقليل إدراك الألم.
دراسة أجريت في جامعة أكسفورد وجدت أن الاستماع للموسيقى المهدئة أدى إلى خفض شدة الألم المزمن بنسبة 20 في المئة تقريباً، كما حسن الحالة المزاجية للمرضى.
العلاج الحركي وإعادة التأهيل
إحدى الطرق المبتكرة الأخرى هي العلاج الحركي الوظيفي، الذي يجمع بين التمارين الخفيفة والتدريب الحركي العصبي، وتكمن نقطة قوة هذا العلاج في أن الحركة المنتظمة تساعد في إعادة تنظيم الروابط العصبية وتحسين تواصل الأعصاب والعضلات.
تمارين اليوغا والتمدد على سبيل المثال أثبتت فعاليتها في تحسين التوازن، وخفض الألم المزمن لدى مرضى الاعتلال العصبي السكري.
يبقى أن آلام الأعصاب المزمنة تمثل تحدياً طبياً معقداً، لكن الابتكارات الحديثة فتحت آفاقاً جديدة للعلاج بعيداً من الأدوية، والميزة الأبرز لهذه الطرق أنها تمنح المريض دوراً فاعلاً في السيطرة على ألمه وتحسين جودة حياته، بدلاً من الاعتماد الكامل على العقاقير. ومع استمرار الأبحاث، من المتوقع أن تصبح هذه التقنيات جزءاً أساسياً من بروتوكولات علاج الألم العصبي عالمياً.
آلام الأعصاب، التي تعرف بـNeuropathic Pain، تعد من أصعب التحديات الطبية، فهي حالة مزمنة قد تنتج من إصابة مباشرة في الأعصاب، أو بسبب أمراض مزمنة، مثل السكري والتصلب المتعدد، أو حتى بعد الجراحات.
ويعرف الأطباء هذا الألم بأنه الذي ينتج من مصدر عصبي يظهر نتيجة لإصابة في أحد أعضاء الجهاز العصبي، بما في ذلك الدماغ أو الحبل الشوكي أو الأعصاب المحيطية، وقد يكون الألم العصبي ألماً قصير الأمد لفترة قصيرة ومحدودة، أو طويل المدى ويسبب آلاماً مزمنة ومتواصلة.
كما يسبب خللاً في معالجة الإشارات العصبية نفسها، لذلك يشعر المريض بألم حاد أو حارق أو وخز مستمر حتى في غياب أي محفز خارجي.
هذا وتستخدم الأدوية التقليدية مثل مضادات الاكتئاب أو مضادات الصرع على نطاق واسع، لكنها لا توفر دائماً راحة كافية، وغالباً ما ترتبط بآثار جانبية مثل الدوخة أو التعب أو مشكلات في الجهاز الهضمي. هذا الواقع دفع الباحثين إلى تطوير طرق بديلة تعتمد على التكنولوجيا والطب التكاملي، لتقديم حلول أكثر أماناً وفاعلية.
التحفيز الكهربائي للعصب عبر الجلد
تعتبر أجهزة التحفيز الكهربائي للعصب عبر الجلد من أبرز الابتكارات الطبية غير الدوائية، فهذا الجهاز يعمد إلى إرسال نبضات كهربائية خفيفة توضع على الجلد في المناطق المؤلمة. هذه النبضات تعطل انتقال الإشارات العصبية للألم إلى الدماغ، كما تحفز الجسم لإفراز مواد طبيعية مسكنة مثل "الإندورفين".
دراسة شاملة نشرت في قاعدةCochrane Reviews عام 2015، وهي واحدة من أبرز الهيئات الدولية التي تعد مراجعات منهجية للأبحاث الطبية، أوضحت أن المرضى الذين استخدموا هذا الجهاز لعلاج الألم المزمن بما في ذلك الألم العصبي، شعروا بتحسن ملاحظ في نوعية حياتهم وانخفاض واضح في شدة الألم مقارنة بالمرضى الذين لم يستخدموه.
ميزة أخرى لهذه الطريقة هي إمكان استخدامها في المنزل، مما يمنح المريض استقلالية أكبر ويقلل من الاعتماد على الأطباء أو المستشفيات.
الواقع الافتراضي كمسكن عصبي
قد يفاجئكم أن الواقع الافتراضي لم يعد مقتصراً على الألعاب والترفيه، بل تحول إلى أداة علاجية، إذ يتيح للمريض الانغماس في بيئة افتراضية غامرة، كالمشي على شاطئ أو استكشاف غابة، مما يغير إدراك الدماغ للألم.
فقد أظهرت دراسة تحليلية في Pain Practice أن العلاج بالواقع الافتراضي ساعد في تقليل الألم، بنسبة تصل إلى 40 في المئة لدى مرضى يعانون اعتلال الأعصاب الطرفية.
كما أن التقنية تقلل من القلق والاكتئاب المصاحبين للألم المزمن، مما يجعلها علاجاً مزدوج التأثير.
العلاج بالتركيز الذهني والتأمل
الألم العصبي لا يقتصر على الجانب الجسدي فقط، بل يتداخل بقوة مع الجانب النفسي، وهنا يبرز التأمل والتركيز الذهني كحل فعال من خلال إعادة تدريب الدماغ على كيفية استقبال إشارات الألم.
وأثبتت دراسة نشرت فيJournal of Neuroscience أن التأمل يقلل من نشاط القشرة الحسية المرتبطة بالألم، ويزيد من إفراز الإندورفين.
واللافت، وفق المختصين، أن هذه النتائج ظهرت بعد ثمانية أسابيع فقط من الممارسة، مما يجعلها طريقة عملية قابلة للتطبيق.
كما أن تمارين التنفس العميق المرتبطة بالتأمل تقلل من توتر العضلات وتحسن النوم، وهما عاملان رئيسان في تقليل حدة الألم العصبي.
الليزر منخفض الشدة
العلاج بالليزر منخفض الشدة يعتبر ابتكاراً بيولوجياً مهماً، إذ يوجه ضوء ليزري منخفض القوة إلى الأعصاب المتضررة، فينشط الميتوكوندريا ويزيد من إنتاج الطاقة الخلوية، مما يسهم في خفض الالتهاب وتحفيز إصلاح الأعصاب، وبما أن هذه الطريقة غير مؤلمة ولا تسبب آثاراً جانبية، فقد أصبحت خياراً مفضلاً لدى بعض مراكز العلاج الطبيعي.
الوخز بالإبر
على رغم جذوره القديمة، إلا أن الوخز بالإبر أثبت نفسه علمياً كأداة فعالة لعلاج آلام الأعصاب. من خلال إدخال إبر رفيعة في نقاط محددة بالجسم، يحفز الجهاز العصبي لإفراز الناقلات العصبية المسكنة مثل السيروتونين. وقد أظهرت دراسات طبية أن الوخز بالإبر له تأثيرات إيجابية طويلة الأمد، بخاصة عند مرضى الاعتلال العصبي الناتج من العلاج الكيماوي أو السكري.
العلاج بالموسيقى والتحفيز السمعي
من الابتكارات الحديثة، ثبت أن استخدام الموسيقى العلاجية أو التحفيز السمعي يساعدان في تهدئة الجهاز العصبي وتقليل إدراك الألم.
دراسة أجريت في جامعة أكسفورد وجدت أن الاستماع للموسيقى المهدئة أدى إلى خفض شدة الألم المزمن بنسبة 20 في المئة تقريباً، كما حسن الحالة المزاجية للمرضى.
العلاج الحركي وإعادة التأهيل
إحدى الطرق المبتكرة الأخرى هي العلاج الحركي الوظيفي، الذي يجمع بين التمارين الخفيفة والتدريب الحركي العصبي، وتكمن نقطة قوة هذا العلاج في أن الحركة المنتظمة تساعد في إعادة تنظيم الروابط العصبية وتحسين تواصل الأعصاب والعضلات.
تمارين اليوغا والتمدد على سبيل المثال أثبتت فعاليتها في تحسين التوازن، وخفض الألم المزمن لدى مرضى الاعتلال العصبي السكري.
يبقى أن آلام الأعصاب المزمنة تمثل تحدياً طبياً معقداً، لكن الابتكارات الحديثة فتحت آفاقاً جديدة للعلاج بعيداً من الأدوية، والميزة الأبرز لهذه الطرق أنها تمنح المريض دوراً فاعلاً في السيطرة على ألمه وتحسين جودة حياته، بدلاً من الاعتماد الكامل على العقاقير. ومع استمرار الأبحاث، من المتوقع أن تصبح هذه التقنيات جزءاً أساسياً من بروتوكولات علاج الألم العصبي عالمياً.