• ×
الأحد 25 جمادى الأول 1447

منتخب فلسطين في بلباو لـ«فتح أعين العالم»

منتخب فلسطين في بلباو لـ«فتح أعين العالم»
بواسطة مراد منذ 15 ساعة 17 زيارات
 ثقة: وكالات

يخوض لاعبو المنتخب الفلسطيني لكرة القدم الذين أصبحوا رمزاً لرياضة أنهكها عامان من الحرب، السبت، لقاء ودياً مع منتخب إقليم الباسك الإسباني في بلباو، في أول مباراة لهم على أرض أوروبية بهدف «فتح أعين العالم»، و«إنهاء الحرب».

ببدلة تدريب سوداء وصفارة في فمه، يقود إيهاب أبو جزر، مدرب المنتخب الوطني الفلسطيني، الحصة التدريبية في مركز «ليساما»، مركز تدريبات وأكاديمية نادي أتلتيك بلباو، بسُلطة وثِقة.

وعلى أحد الملاعب التي وفرها النادي الباسكي مجاناً، يحاول أبو جزر إعداد لاعبيه بأفضل شكل للمباراة المقررة على أرضية ملعب «سان ماميس» أمام 50 ألف متفرج؛ جميعهم سيكونون مؤيدين للقضية الفلسطينية التي ينتشر التعاطف معها بقوة، في المنطقة التي شهدت قبل أسابيع احتجاجات عطَّلت إحدى مراحل طواف إسبانيا للدراجات.

يقول أبو جزر لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «من الصعب أن تدرب فريقاً بينما والدتك تعيش في خيمة مؤقتة. أنا من غزة. فقدنا ما يقرب من مائتي شهيد من عائلتي. منزلي دُمِّر بالكامل».

ويضيف: «عاطفياً ونفسياً الأمر شديد الصعوبة. ولكن تمثيل فلسطين هو أعظم شرف على الإطلاق».

على عكس مدربهم، فإن أغلب اللاعبين المختارين لم يسبق لهم أن زاروا غزة. يلعبون في قطر وتشيلي وآيسلندا والولايات المتحدة، ولكنهم آخر ما تبقى من كرة القدم الفلسطينية التي دمَّرها عامان من القصف الإسرائيلي الذي بدأ بعد هجوم «حماس» على إسرائيل يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

منذ ذلك الوقت، توقفت البطولات وتعطلت الأندية، وأصيب مئات الرياضيين أو قُتلوا، وبينهم أشهر لاعبي فلسطين، سليمان العبيد، البالغ 41 عاماً، والمُلقَّب بـ«بيليه فلسطين» الذي قُتل في أغسطس (آب) الماضي جنوب قطاع غزة، عندما استهدفت إسرائيل مدنيين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية، وفقاً لما أشار إليه الاتحاد الفلسطيني للعبة.

يقول المدرب وهو يعدل كوفيته حول عنقه: «نحن هنا في مهمة، لنقول للعالم إن الشعب الفلسطيني يستحق أن يعيش بكرامة».

ويتابع: «يجب وضع حد للاحتلال، وإنهاء هذه الحرب وهذا القتل. الموت لا يزال يضرب غزة، والمجاعة كذلك. ولا يوجد أي مأوى»، وذلك رغم الهدنة الهشة المعلنة في 10 أكتوبر الماضي.

ويستطرد أبو جزر: «نقترب من فصل الشتاء. الخيام لا تحمي من برد الشتاء ولا من حر الصيف. لذلك نقول للعالم كله: مارسوا أقصى قدر من الضغط على هذا الاحتلال؛ لأنه في فلسطين هناك شعب يستحق دولة وحياة كريمة».

يأمل أبو جزر -مثل لاعبيه- أن تُسهم هذه المباراة الخيرية، الأولى للمنتخب الفلسطيني في أوروبا والتي ستذهب عائداتها بالكامل إلى منظمة «أطباء بلا حدود»، في زيادة «الضغط» على المجتمع الدولي، من أجل سلام دائم والاعتراف بدولة فلسطين.

ويقول المدافع ياسر حامد، المولود في بلباو والمتدرج في صفوف أتلتيك بلباو، ويلعب حالياً في قطر: «هذا هو الأهم: إعطاء صوت للفلسطينيين الذين لا صوت لهم، وجمع الأموال لدعم الجمعيات الإنسانية. هذا المال سيساعد كثيراً في إعادة بناء المستشفيات وتأمين الأدوية وغيرها».

ويتحدث حامد الذي يتحدث الباسكية والإسبانية بطلاقة عن شعوره بأنه «محظوظ»؛ لأنه ما زال يعيش شغفه: «بينما يموت بعض الفلسطينيين من الجوع».

ويضيف: «هذا يجعلك تقدِّر كل طبق طعام، وكل التفاصيل الصغيرة التي لا يلاحظها الناس في يومياتهم. لدينا مسؤولية أن نمنح بعض الفرح لأهلنا الذين يعانون. يجب أن يتوقف كل هذا، وأن تكون فلسطين حرة أخيراً».

بدوره، يعتقد اللاعب أحمد القاق، المولود في الولايات المتحدة لوالدين فلسطينيين، أن المباراتين المقبلتين أمام منتخب الباسك، السبت، ثم أمام المنتخب الكاتالوني الثلاثاء في برشلونة، قد تساعدان في «فتح أعين العالم» على الوضع الإنساني في غزة.

ويقول الجناح الشاب البالغ 23 عاماً الذي يلعب في الدرجة الثانية في الولايات المتحدة: «نحن لسنا سياسيين، ولكن كلاعبين نعطي الناس شيئاً يتمسكون به. وسط كل ما يعيشونه، هذا يمنحهم بصيص أمل».

ويتابع: «في كل مرة نلعب فيها، أولئك الذين يتمكنون من مشاهدة المباراة، ينسون كل ما يحدث لمدة 90 دقيقة».

وعن احتمال خسارة فلسطين، كما حدث أمام ماليزيا أو الجزائر في أكتوبر، ردَّ قائلاً: «سنتجاوز ذلك. إنه في جيناتنا أن ننهض دائماً بعد كل سقوط».