• ×
الإثنين 9 رجب 1447

كيف تؤثر طاقة الأم العاطفية على سلوك الطفل؟

كيف تؤثر طاقة الأم العاطفية على سلوك الطفل؟
بواسطة مراد منذ 3 ساعة 6 زيارات
 ثقة: وكالات

تتعدد الدراسات التي تؤكد أن حالة الأم العاطفية والطاقة النفسية تؤثر بشكل مباشر على نمو الطفل وسلوكه.

فالطفل منذ ولادته حساس جدًا للتغيرات في البيئة المحيطة، وخاصة الحالة النفسية لأمه.

ما يظهر من أبحاث علمية وتجارب عملية هو أن الأم ليست مجرد موفر للاحتياجات الجسدية، بل مركز عاطفي ينعكس تأثيره على شخصية الطفل وسلوكه الاجتماعي.

أظهرت دراسات عديدة، مثل أبحاث جامعة هارفارد، أن الأطفال الذين تتعرض أمهاتهم لمستويات عالية من التوتر أو القلق المزمن يظهرون سلوكيات انفعالية أعلى، صعوبة في التركيز، وميولًا أكبر للتوتر عند مواجهة المواقف الجديدة.

بينما الأمهات اللواتي يتسمن بالهدوء النفسي والثقة بالنفس يعكس أطفالهن سلوكيات إيجابية مثل التعاون، القدرة على التعبير عن المشاعر، والقدرة على حل المشكلات بشكل متوازن.

الارتباط العاطفي المبكر
تؤكد الأبحاث أن الارتباط العاطفي القوي في السنوات الأولى، المبني على توازن الأم بين الحنان والحدود، يخلق شعورًا بالأمان النفسي لدى الطفل ويقلل من سلوكيات القلق والانطوائية.

التأثير غير اللفظي للطاقة الأمومية
الإشارات غير اللفظية مثل نبرة الصوت، تعابير الوجه، ولغة الجسد لها أثر كبير على الطفل، إذ يتعلم الطفل من الأم أكثر مما يسمعها، وتنعكس مشاعرها على مزاجه واستجاباته اليومية.

ماذا تقول التجربة العملية؟
الوعي الذاتي للأم يحمي الطفل، فالأمهات يلاحظن أن حالتهن النفسية اليومية مباشرة تنعكس على مزاج الأطفال: يوم متوتر يجعل الطفل سريع الانفعال، ويوم هادئ يزيد من التعاون والهدوء.

كما أن التجربة العملية تشير إلى أن الأمهات اللواتي يمارسن التأمل أو تمارين التنفس أو يحافظن على روتين هادئ لأنفسهن، يلاحظن تغيّرًا إيجابيًا في سلوك الأطفال خلال الأنشطة اليومية.

وتعتبر الأم كموديل للتعامل مع المشاعر، فالأطفال يتعلمون من الأم كيفية التعامل مع الغضب، الحزن، أو الفرح. فتجربة الحياة اليومية تظهر أن الأم التي تتحكم بمشاعرها دون كبتها، تعزز لدى الطفل مهارات التنفيس والتعبير عن مشاعره بشكل صحي.

نصائح عملية للأمهات لتعزيز الطاقة الإيجابية
ممارسة الوعي الذاتي: لاحظي مشاعرك قبل التفاعل مع الطفل، واسألي نفسك: هل أنا هادئة بما يكفي لأتفاعل بوعي؟
إدارة التوتر: خصصي وقتًا للراحة أو التأمل أو النشاطات التي ترفع طاقتك النفسية.
التحكم بلغة الجسد ونبرة الصوت: حتى لو كنت متوترة، استخدمي تعابير هادئة ولغة إيجابية.
الروتين الثابت: الأطفال يشعرون بالأمان عندما يكون هناك روتين ثابت، ويقل القلق عندما تكون الأم متزنة.
الحدود والحنان معًا: المزج بين الحب والحدود الواضحة يخلق شعورًا بالأمان ويعزز السلوكيات الإيجابية.

خلاصة العلاقة بين طاقة الأم وسلوك الطفل
الأبحاث والتجربة العملية تتفق على أن الطاقة النفسية والعاطفية للأم هي عامل رئيسي في تشكيل سلوك الطفل.

فالأم الهادئة والواثقة، حتى لو كانت تواجه ضغوطًا، تعكس على طفلها الثقة بالنفس، الاستقرار العاطفي، والقدرة على التعامل مع التحديات اليومية. أما الإجهاد المستمر أو الطاقة السلبية، فينعكس على الطفل بالقلق، الانفعال، أو الانطواء.


باختصار، الأم ليست مجرد مرشد جسدي، بل مركز طاقة يترجم تأثيره على الطفل بشكل مباشر. الوعي الذاتي، تنظيم المشاعر، والحفاظ على الطاقة الإيجابية هي خطوات أساسية لحماية الطفل وتعزيز سلوكه الصحي والناضج.