• ×
الجمعة 17 شوال 1445

قوات الاسد تهاجم المعارضة السورية في عدة جبهات

قوات الاسد تهاجم المعارضة السورية في عدة جبهات
بواسطة fahadalawad 22-03-1433 07:16 مساءً 647 زيارات
ثقة : عمان ( رويترز )  قال نشطون ان قوات الحكومة السورية هاجمت يوم الثلاثاء معارضي الرئيس السوري بشار الاسد في عدة جبهات مما دفع السكان الى الفرار من بلدة قريبة من العاصمة بينما واصلت القوات قصفها لاحياء مدينة حمص في وسط البلاد لليوم العاشر على التوالي.
ويعيش سكان حمص ثالث أكبر مدينة سورية والتي يقطنها مليون نسمة أزمة انسانية مع تقلص امدادات الطعام والوقود واغلاق المحال التجارية ابوابها مع تواصل قصف المدينة الذي جعل السكان محاصرين داخل منازلهم.
ومع تجاهل الاسد فيما يبدو للادانة الدولية للتكتيكات التي اتبعها لقمع الانتفاضة ضد حكمه المستمر منذ 11 عاما دفعت دول عربية بقيادة السعودية لاصدار قرار جديد في الامم المتحدة يؤيد خطة السلام العربية.
وجاء تصاعد الجهود الدبلوماسية بعد ان اتهمت نافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان الاسد بشن "هجوم دون تمييز" على المدنيين لانهاء الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية وقالت ان فشل مجلس الامن في ادانته جرأه.
وقالت بيلاي في خطاب امام الجمعية العامة للامم المتحدة التي تضم 193 دولة ان استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في الرابع من فبراير شباط ضد مشروع قرار يندد بالحكومة السورية ويدعم خطة للجامعة العربية تطالب الاسد بالتنحي شجع دمشق على تكثيف هجماتها على المدنيين.
وقالت بيلاي أمام الجمعية العامة للامم المتحدة "فشل مجلس الامن في الاتفاق على تحرك جماعي صارم زاد الحكومة السورية جرأة على ما يبدو لشن هجوم شامل في محاولة لسحق المعارضة باستخدام قوة هائلة."
وأضافت "لقد روعني بشكل خاص الهجوم المتواصل على حمص...وفقا لروايات جديرة بالثقة قصف الجيش السوري ضواحي كثيفة السكان في حمص فيما يبدو انه هجوم دون تمييز على مناطق مدنية" مشيرة الى أن القوات الحكومية تستخدم الدبابات وقذائف المورتر والمدفعية في الهجوم.
ويحاول الاسد الذي تدعمه روسيا وايران وحكمت اسرته التي تنتمي الى الاقلية العلوية سوريا طوال 42 عاما سحق المظاهرات ووقف الهجمات التي يشنها منشقون في شتى انحاء البلاد.
ويصف معارضيه بانهم ارهابيون يدعمهم اعداء البلاد في صراع قوى اقليمي ويقول انه سيطبق الاصلاحات بشروطه هو.
واندلع الصراع مجددا صباح يوم الثلاثاء في بلدة رنكوس قرب العاصمة دمشق التي طالها قصف القوات الحكومية. وقال النشط ابن كلمون في اتصال من خلال سكايب من بيروت ان خطوط الهاتف قطعت وان عددا كبيرا من السكان فروا.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان انه في مدينة حمص الغربية التي تقع في قلب الانتفاضة ضد الاسد المستمرة منذ 11 شهرا تعرض حي بابا عمرو لقصف عنيف في الفجر كان الاشد منذ خمسة ايام.
وقال النشط حسين نادر انه من المستحيل النزول الى الشارع لتفقد الاضرار.
وأضاف خلال اتصال من هاتف يعمل بالاقمار الصناعية "انهم يضربون نفس الموقع عدة مرات متتالية مما يجعل الخروج مستحيلا. القصف كان عنيفا في الصباح والان يسقط صاروخ كل نحو ربع ساعة تقريبا.
"السكان محاصرون. معنا رجل أصيب بحروق بالغة انه يموت ويحتاج الى مستشفى."
وذكر ان الرجل كان يستقل شاحنة كانت تلتقط المصابين في بابا عمرو خلال الليل حين اصيبت الشاحنة بصاروخ.
وظهر محمد المحمد وهو طبيب في مستشفى مؤقت في بابا عمرو في فيديو والى جواره شاب جريح قال انه اصيب في جنبه بنيران القنص.
وقال محمد "استقرت الطلقة في المعدة. هذه حالة حرجة تحتاج نقلها الى مستشفى مناسب. نناشد أصحاب الضمير التدخل لوقف مذبحة بشار الاسد وعصابته."
وذكر نشطون ان اسعار الطعام والوقود قفزت الى ثلاثة امثال وان العصابات تنهب المنازل.
وقال النشط محمد الحمصي ان الموقف يزداد سوءا. وقال من داخل المدينة "المتاريس التي يقيمها الجيش تتزايد حول أحياء المعارضة. هناك نمط منهجي للقصف الان. يزداد شدة في الصباح ثم يهدأ قليلا في المساء ثم يستأنف في الليل."
وقال النشط نادر بالهاتف من حمص "القذائف تسقط دون تمييز. تقريبا كل من يسكنون حي بابا عمرو انتقلوا الى الدور الارضي. من الطبيعي ان تجد ست عائلات تعيش معا في الادوار المنخفضة."
كما وردت تقارير عن تعرض بلدة الرستن الى القصف في الساعات الاولى من صباح يوم الثلاثاء.
وتضطر وسائل الاعلام الاجنبية الى الاعتماد على روايات النشطين عن الاحداث لان الحكومة السورية تقيد دخول الصحفيين وان كانت تقارير منظمات محايدة مثل اللجنة الدولية للصليب الاحمر وهيومن رايتس ووتش تؤكد الصورة العامة عن تفشي العنف.
وقال دبلوماسيون بالامم المتحدة ان مسودة قرار يمكن ان تطرح للتصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة الاربعاء او الخميس.
ويشبه مشروع القرار الذي صاغته السعودية واطلعت عليه رويترز مشروع القرار الذي استخدمت روسيا والصين الفيتو ضده بمجلس الامن. ومشروع القرار "يؤيد تماما" خطة الجامعة العربية ويدعو لتعيين مبعوث مشترك للامم المتحدة والجامعة العربية. ولا يوجد حق النقض (الفيتو) في الجمعية العامة لكن قراراتها ليست ملزمة قانونا.
وقال المندوب القطري ناصر عبد العزيز الناصر الذي يرأس حاليا الجمعية العامة لتلفزيون الجزيرة ان الموقف على الارض في سوريا لا يحتمل. وصرح بأن هناك فكرة عن مشروع قرار عربي يوزع على الدول الاعضاء في الجمعية العامة يوم الثلاثاء او يوم الاربعاء ويطرح للتصويت هذا الاسبوع.
واتهم مندوب سوريا لدى الامم المتحدة بشار الجعفري المندوب القطري بالتحيز السياسي ضد سوريا ونفى مزاعم بيلاي ضد دمشق.
وقوبل اقتراح الجامعة العربية بزيادة الدعم للمعارضة وارسال قوات حفظ سلام اجنبية بردود دولية حذرة حتى في الوقت الذي قصفت فيه القوات السورية احياء تسيطر عليها المعارضة في حمص وهاجمت مدنا أخرى.
والولايات المتحدة وأوروبا عازفتان عن الانجرار عسكريا الى الصراع السوري خشية أن ينطوي هذا على مخاطر أكبر وتعقيدات أكثر من الدعم الجوي الذي قاده حلف شمال الاطلسي الذي ساعد المعارضة على الاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي العام الماضي نظرا لوضع سوريا المحوري في قلب منطقة الشرق الاوسط.
وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية ان هناك ضرورة لمزيد من الوقت لبحث المقترحات.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان الرئيس الامريكي باراك أوباما وكاميرون اتفقا خلال اتصال هاتفي امس الاثنين على الحاجة الى "وحدة دولية... وتحرك اخر في الامم المتحدة وتحالف واسع وقوي بين مجموعة أصدقاء سوريا الجديدة."
وحثت بيلاي مجلس الامن على احالة عمليات القمع السورية الى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي مثلما فعل مع ليبيا العام الماضي. لكن دبلوماسيين في المجلس يقولون ان روسيا والصين تعارضان الفكرة.
وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين انه ما كان ينبغي على الاطلاق انعقاد جلسة الجمعية العامة بشان سوريا. وأكد مجددا موقف موسكو بأن اللوم يقع على كل من المعارضة والحكومة السورية في الازمة وهي وجهة نظر ترفضها بشدة الحكومات الغربية وحكومات دول الخليج العربية.
ومن جانبها دعمت وزارة الخارجية الصينية يوم الاثنين جهود الوساطة التي تبذلها جامعة الدول العربية في سوريا لكنها لم تظهر تأييدا واضحا لدعوتها لارسال قوات حفظ سلام لوقف الحملة العنيفة التي تشنها الحكومة السورية على جماعات المعارضة.
وأصدرت جامعة الدول العربية يوم الاحد قرارا طلبت فيه من الامم المتحدة التفويض بايفاد بعثة حفظ سلام من الامم المتحدة والدول العربية الى سوريا.
وتزيد هذه الدعوة من الضغوط الدبلوماسية على روسيا والصين اللتين انتقدهما الغرب بشدة لعرقلتهما استصدار قرار من مجلس الامن الدولي يدعو الرئيس السوري الى التخلي عن سلطاته.
ومن المرجح ان يطغى الشأن السوري على المحادثات التي يجريها نائب الرئيس الصيني شي جين بينغ في البيت الابيض يوم الثلاثاء. وقالت وزارة الخارجية الصينية ان الدبلوماسي الصيني البارز داي بنجوو ووزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ناقشا الازمة السورية وزيارة شي وذلك خلال مكالمة هاتفية.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية ان بلادها تدعم أحدث خطة تقدمت بها جامعة الدول العربية بشأن سوريا لكنها ترى أن هناك تحديات أمام الحصول على موافقة الامم المتحدة على ارسال قوات حفظ سلام لوقف العنف الذي تمارسه الحكومة السورية ضد الاحتجاجات.
وقالت كلينتون أمس الاثنين انها ستعمل على تشديد العقوبات الدولية على حكومة الرئيس السوري بشار الاسد وستسعى الى سبل لتوصيل المساعدات الانسانية وسط ما وصفته بأنه تصعيد "بائس" للعنف من قبل القوات الحكومية.
لكن الوزيرة الامريكية قالت ان الاقتراح العربي بارسال قوات حفظ سلام سيكون من الصعب اقراره بالنظر الى تأييد الصين وروسيا لدمشق.
وأخذ الصراع السوري وهو الاطول بين انتفاضات الربيع العربي طابع الصراعات الجيوسياسية التي تعيد الى الاذهان الحرب الباردة.
ويقول محللون ان الصراع قد يمتد الى الشرق الاوسط اذا لم يحسم .