• ×
الجمعة 17 شوال 1445

مختصون: تحسن أسعار النفط يؤكد صواب قرار «أوبك» عدم خفض الإنتاج

مختصون: تحسن أسعار النفط يؤكد صواب قرار «أوبك» عدم خفض الإنتاج
بواسطة fahadalawad 15-04-1436 01:29 مساءً 683 زيارات
ثقة ـ متابعات : شهدت أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية ارتفاعا ملموسا كما قفز سعر سلة خام "أوبك" تأثرا بتقلص الإنتاج الأمريكي الصخري وهو المتسبب سابقا في موجات الانخفاض، فيما توقع مختصون تعويض المنتجين والشركات بعض الخسائر السابقة.

ورأى المختصون أن تحسن أسعار الخام يؤكد صواب خطوة "أوبك" بعدم خفض إنتاج النفط خلال اجتماعها الأخير في فيينا.

وارتفع النفط الخام الأمريكي فوق 50 دولارا للبرميل أمس للمرة الأولى في ثلاثة أسابيع، وسجل خام برنت أعلى مستوى في شهر ضمن موجة من المكاسب لليوم الرابع على التوالي ضمن أطول سلسلة مكاسب يومية منذ آب (أغسطس) 2014 مع استمرار إضراب جزء من المصافي الأمريكية، التي تنتج نحو 10 في المائة من الوقود في البلاد.

وتداول النفط الخام الأمريكي حول مستوى 50.25 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 49.79 دولار وسجل أعلى مستوى 50.44 دولار الأعلى منذ 15 كانون الثاني كانون الثاني (يناير) الماضي وأدنى مستوى 49.69 دولار.

وتداول خام برنت حول 55.75 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 54.88 دولار وسجل أعلى مستوى 55.75 دولار الأعلى منذ 5 كانون الثاني (يناير) وأدنى مستوى 54.84 دولار.

وارتفع خام تكساس بنسبة 4.4 في المائة بنهاية تعاملات أمس الأول في ثالث مكسب يومي على التوالي وصعد خام برنت بنسبة 4.6 في المائة في ظل انخفاض أعمال الحفر والتنقيب عن النفط الصخري في الولايات المتحدة مع دخول إضراب المصافي يومه الثاني على التوالي.

وارتفع النفط الخام ليمدد مكاسبه الآجلة مكاسبها أمس، بعد صعوده بنسبة 11 في المائة حيث أغلق المستثمرون مراهناتهم على انخفاض الأسعار بعد أن أظهرت البيانات أن عدد حفارات النفط في الولايات المتحدة تراجع إلى أدنى مستوياته في 30 عاما الأسبوع الماضي.

في بورصة نيويورك التجارية، ارتفع النفط الخام تسليم آذار (مارس) بنسبة 2.57 في المائة، أو ما يعادل 1.31 ليصل إلى أعلى مستوى في الجلسة بمقدار 50.88 دولار للبرميل، وهو أعلى سعر له منذ 15 كانون الثاني (يناير) قبل تداوله بسعر 50.64 دولار للبرميل خلال التداولات الأوروبية الصباحية محققا ارتفاع بنسبة 1.07 يعادل 2.16 في المائة.

وارتفعت العقود الآجلة لنفط غرب تكساس الوسيط بنسبة 13 في المائة في الجلسات الثلاث أمس وسط مؤشرات على المنتجين في أمريكا سيقومون بخفض الإنتاج بسبب تراجع الأسعار.

وتراجعت أسعار النفط في الولايات المتحدة بنسبة 5.96 سنتا أو ما يعادل 10.17 في المائة في كانون الثاني (يناير) وهو التراجع الشهري السابع على التوالي.

وفي مكان آخر، في بورصة العقود الآجلة في لندن ارتفع نفط برنت تسليم آذار (مارس) بنسبة 1.49 سنتا تعادل 2.72 في المائة، ليتداول عند 56.24 دولار للبرميل، بعد ارتفاعه بمقدار 1.73 سنتا تعادل 3.06 في المائة، ليتداول عند 56.48 دولار للبرميل وهو أعلى سعر منذ الخامس من كانون الثاني (يناير).

وقال لـ"الاقتصادية" رجل الأعمال أحمد الصادي إن اتجاه أسعار النفط إلى الارتفاع بعد فترة من تقلص الخسائر والتماسك النسبي يؤكد أن السوق تتجه إلى التعافي وإن التوقعات بعودة الأسعار إلى الارتفاع أصبحت قريبة من التحقق.

وأشار الصادي إلى أن تقلص إنتاج النفط الصخري المساهم الرئيسي في تحسن الأسعار بعد أن كانت زيادة المساهم الرئيسي أيضا في انخفاض الأسعار في الشهور الماضية.

وأوضح أن أنباء الإضراب في المصافي الأمريكية التي كان من المتوقع أن تحد من الطلب على النفط الخام لم تنجح في جذب الأسعار إلى الانخفاض بينما كان تراجع إنتاج الصخري أقوى تأثيرا.

وأشار إلى أن الإضرابات رغم أهميتها لم تظهر تأثيرها في السوق حتى الآن رغم أنها إضرابات موسعة دعا إليها اتحاد العاملين في الصلب بالولايات المتحدة وتشمل تسع مصاف أمريكية من أجل التوصل إلى اتفاق جديد يشمل العمال في 63 مصفاة، تمثل ثلثي طاقة المصافي الأمريكية.

من جهته قال لـ"الاقتصادية" المختص النفطي رالف فلتمان في مؤسسة "أكسبرو" الأمريكية إن التحسن السعري قادم بقوة خلال الشهور المقبلة بعد أن وصل سعر النفط الخام إلى أقصى مستويات الانخفاض وتسبب في تجميد استثمارات نفطية كثيرة خاصة في الولايات المتحدة.

وأضاف أن الشهور الماضية كانت قاسية على ميزانيات الدول المنتجة وكبريات شركات النفط الدولية موضحا فعلى سبيل المثال أعلنت شركة بريتش بتروليوم تحقيق خسارة تقدر بنحو 4.4 مليار دولار في الربع الأخير من 2014 بسبب تراجع أسعار النفط.

وانخفضت قيمة مخزون بريتش بتروليوم عقب تراجع سعر خام برنت، السعر القياسى لنفط بحر الشمال، بنحو 50 في المائة عن العام الماضي.

وتوقع المختص النفطي استمرار تحسن الأسعار تدريجيا خلال الشهور المقبلة وتقلص المعروض النفطي بعد انسحاب كثيرين من منتجي الصخري.

من جانبه قال لـ "الاقتصادية" مختص الطاقة كريستيان شنبور إن اتجاه الأسعار إلى الارتفاع رغم زيادة إنتاج "أوبك" بقليل عن 30 مليون برميل يوميا وفقا لإحصائيات شهر كانون الثاني (يناير) الماضي يؤكد أن قرار "أوبك" في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي كان صائبا بتثبيت على سقف الإنتاج.

وزيادة إنتاج "أوبك" في كانون الثاني (يناير) تعود إلى زيادة إنتاج العراق ولم يؤد ذلك إلى انخفاض الأسعار بل ساهم تقليص الإنتاج الأمريكي على الفور في العودة لارتفاع الأسعار والمرشح أن يستمر في الأيام والأشهر المقبلة.

وذكر شنبور أن العراق ستواصل زيادة إنتاجها للتغلب على الصعوبات الاقتصادية التي تواجهه وهو ما أكده وزير النفط العراقي عادل عبدالمهدي أن بلاده ماضية في طريق رفع الطاقات الإنتاجية والتصديرية للنفط الخام لتعويض الانخفاض في أسعار النفط الخام في السوق العالمية.

من جهته، قال لـ "الاقتصادية" راشد أبانمي رئيس مركز السياسات البترولية والتوقعات الاستراتيجية إن السوق بعد تشبعها بالمعروض النفطي كانت بحاجة إلى تأخر وقتا حتى يتوازن العرض مع الطلب.

وأضاف "في الوقت الحالي المعروض أكثر من الطلب ولا يوجد تعادل بينهما ففي حال ارتفع الطلب وتوازن مع العرض ستنزل الأسعار إلى حدود معينة وإذا قل العرض ترتفع الأسعار إلى أن يتوازن العرض مع الطلب".

وأشار صعوبة تحديد الكميات الفائضة من النفط حيث إن الإنتاج العالمي للتصدير يبلغ 90 مليون برميل يوميا، 30 مليونا منها لدول "أوبك" وإذا ارتفع الإنتاج أو قل الطلب بسبب انخفاض النمو الاقتصادي يصبح هناك نوع من تعديل الأسعار.

وأضاف أبانمي أن الطلب يخضع لأمور عديدة على رأسها النمو الاقتصادي، كما أن العرض لأسباب ترجع إلى استقرار الدول وقدرتها على الإنتاج والتصدير.

و حول تأثير إضرابات عمال المصافي النفطية في أمريكا قال "إذا أوقفت المصافي استيراد النفط الخام بسبب الإقراض سيكون هناك فائض في الأسواق العالمية ما يعني زيادة في المعروض والضغط على الأسعار".

وذكر أن الإضرابات قد تؤثر في مخزون المشتقات البترولية الذي سيتناقص وسترتفع بالتالي أسعار المشتقات البترولية داخل أمريكا.

من جهته، قال الدكتور فاروق الخطيب أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبد العزيز إن أسعار النفط ستعاود الصعود شيئا فشيئا، معتبرا أن ما يحدث من متغيرات في الأسواق العالمية لن يستمر وقال "سوق النفط كأي سوق تتذبذب وتتطلب قليلا من الصبر".

وأضاف أن تراجع الاقتصاد الصيني وغيره من العوامل التي خفضت الأسعار تأثير قصير المدى في حين ينبغي التركيز على العوامل التي يكون تأثيرها طويل المدى.

واعتبر دخول منتجات جديدة إلى السوق مثل الغاز الصخري "ليس له نفس طويل ولن يستمر في المنافسة لأن الأغلبية تستخدم البترول العادي ولن يغير لاستعمال منتج آخر".

وقفز سعر سلة خام "أوبك" لأول مرة منذ عدة شهور وسجلت السلة 48.19 دولار للبرميل يوم أمس الأول مقابل 44.83 دولار للبرميل في اليوم السابق.

وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول إن سعر السلة التي تضم 12 خاما للدول الأعضاء سجل ارتفاعا بنحو أربعة دولارات بعد تماسك سعري استمر منذ منتصف كانون الثاني (يناير) الماضي حول 43 دولارا للبرميل.

وتتجه أسعار السلة إلى التعافي وتصحيح ذاتها بعد شهور طويلة من الانخفاضات الحادة منذ حزيران (يونيو) الماضي رغم الأنباء عن زيادة إنتاج "أوبك" عن سقف الإنتاج وهو 30 مليون برميل يوميا، إلا أن تراجع إنتاج الصخري ساهم في رفع الأسعار.