• ×
الجمعة 17 شوال 1445

الفيصل: احذروا الهيمنة الغربية واتقوا الله في لغتكم

الفيصل: احذروا الهيمنة الغربية واتقوا الله في لغتكم
بواسطة fahadalawad 12-01-1434 02:34 صباحاً 448 زيارات
ثقة ج متابعات: "اتقوا الله في لغتكم"، بهذه العبارة اختتم رئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل، كلمة ألقاها أمس موجها خطابه لمن وصفهم بـ"المتهاونين" في اللغة والهوية، مطالبا بتكامل وتوحيد الجهود العربية بدلا من التنافس والتسابق في سبيل الحفاظ على الهوية العربية.
جاء ذلك خلال حضوره حفل الإعلان عن مشروع "لننهض بلغتنا" على هامش النسخة الحادية عشرة من مؤتمر الفكر العربي بدبي، الذي تتبناه مؤسسة الفكر العربي، وحذر الأمير خالد من تأثيرات "الهيمنة الغربية"، والتي وصفها بـ"القاسية"، والتي يتعرض لها شبابنا، مشيرا إلى ما يلاحظ من مظاهر هذا الخطر، وقال "أكثر ما نلحظه في صفوف شبابنا وتداولاتهم اللسانية والحوارية على شبكات الإنترنت وسائر المواقع والهواتف الجوالة، فهم يستخدمون لغة يقال إنها عربية، وهي ليست كذلك في شيء، إنها بالأحرى لغة لاتينية تستبدل الأرقام فيها محل الكلمات، وبعض التعابير العربية تُستبدل بتعابير أجنبية خالصة، تنتشر مع الأسف كالنار في الهشيم على ألسنة شبابنا وشاباتنا. ونحن اليوم بتنا نترحّم على العامية، فعلى الأقل هي تنتمي إلى العربية وذلك أمام ما يحصل من إلغاء للغتنا العربية".
وقال الفيصل "إذا كنّا في الماضي نُحمّل الاستعمار ومشروعاته وزر إهمال هذه اللغة ومحاربتها، وكنا نتصدّى للأمر بكيفيات شتى" وزاد بقوله "أبرز أشكال الهيمنة التي تتعرض لها الهوية العربية، هيمنة اللغة الإنجليزية".
وعبر الفيصل عن أسفه لما آل إليه استخدام اللغة العربية من ضمور، قائلا "اليوم نترحم على اللهجة العامية، فهي على الأقل عربية، واليوم نحن بصدد إلغاء اللغة العربية، والحرف العربي"، وأضاف "لعلنا نبدي اهتماما لما نشاهده في التلفزيون، وخصوصا لقاءات وندوات المثقفين، والمفكرين، ونرى كيف يستخدم مصطلحات أجنبية، للتعبير عن ثقافته وينسى أنه عربي"، وتابع بقوله "إذا أراد أحد المثقفين، أو أحد المفكرين أن يعبر عن نفسه بعبارات مؤثرة، فإنه يستخدم اللغة الإنجليزية، ليدلل على ثقافته.
وشخص الفيصل ما تتعرض له اللغة العربية، بالمرحلة العصيبة والخطيرة التي تكاد تقضي على هويتنا العربية، وأشار إلى مشروع شراكة النهضة الذي طرح في مراكش قبل أعوام، وقال "باختصار نحن نمر بمرحلة عصيبة خطيرة ولا بدّ من تضافر سائر الجهود للوقوف أمام هذا التيار الجارف الذي يكاد يقضي على لغتنا التي هي في المحصّلة هويتنا العربية".
وأضاف "نحن في مؤسّسة الفكر العربي كنّا قد اقترحنا في أحد مؤتمراتنا السابقة في مدينة مراكش المغربية، مشروعاً يتعلّق بالنهضة الثقافية العربية وشراكة كل المعنيين بها، ولا نزال ننادي حتى اليوم، ومن خلال هذه المناسبة، بهذه الشراكة التي تخصّ لغتنا العربية وكيفية النهوض بها، خصوصاً بين سائر المؤسّسات والهيئات الفكرية والثقافية والتعليمية العربية. وعليه لا بد من عمل مشترك في ما بينها جميعاً يقوم على التكامل وليس التنافس، لأنّنا في النتيجة نودّ رؤية عملية جامعة هدفها إنقاذ اللغة العربية. ولعلنا في هذه الشراكة إنما ندافع عن اللغة والهوية أو الحضارة العربية".
ودعا الفيصل إلى التكامل وتضافر الجهود، وقال "لا بد من التكامل بدل التنافس، لا نريد أن نتسابق على نفس الموضوع، ويجب أن نوحد جهودنا في سبيل إنقاذ اللغة، لعل دفاعنا يكون أقوى على اللغة والهوية".
وأكد أن مؤسسة الفكر العربي تقدم مشاريع تهم الإنسان العربي في كل مكان، وقال "يقال إن اللغة هي الهوية، وقيل في الماضي من لغته العربية هو العربي"، لافتاً إلى أننا اليوم بصدد هذه الهوية، متمنياً أن تسفر الجهود المبذولة عن إنقاذ هذه الهوية واللغة حتى لا تكون من اللغات التي انقرضت"، مضيفاً بأن لغتنا علاوة على أنها لغة الضاد، فهي لغة القرآن الكريم، ويجب على كل مسلم وعربي أن يحافظ عليها".
ورأى الفيصل أن الهيمنة الغربية تشكل خطراً أعظم على الهوية العربية، لافتاً إلى أن العربية كانت هي المهيمنة في السابق، وكانت لغتنا هي الناقل للحضارة، أما اليوم فنحن نتعرّض لهيمنة سياسية وثقافية غربية شاملة، ومن أخطر مظاهر هذه الهيمنة هي هيمنة اللغة الإنجليزية على ألسنتنا ومنطوقنا اللغوي اليومي العام.
وفي ختام كلمته، قدم شكره وتقديره لحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على ما يوليه من اهتمام مسؤول ورعاية حريصة مخلصة، تجلّت في المؤسّسات والمشروعات الخاصة التي أسّسها ورعاها لتخدم لغة الضاد وتعليمها، وحرص الأجيال العربية على التضلّع منها منذ الطفولة إلى مختلف مراحل إنساننا العربي العمرية، وقدم شكره إلى من تم الاتصال بهم والتعامل معهم، إضافة إلى مجامع اللغة العربية ووزارات الثقافة العربية وبعض وزارات التعليم في الوطن العربي".
من جهتها، دعت وزيرة الثقافة البحرينية الشيخة مي آل خليفة إلى ضرورة قيام الجهود المتكاملة للتصدّي لكلّ ما يهون من شأن اللغة العربية في حاضرها ومستقبلها. وأضافت "أود تذكير وزراء ثقافتنا العرب بأن مهمتهم هي الحفاظ على اللغة العربية تماماً كما هي مهمة وزراء الدفاع التي تتلخّص بحفظ أمن البلاد".
وكان الحفل شهد حضور وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بدولة الإمارات العربية المتحدة عبدالرحمن محمد العويس، ووزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام ووزير الثقافة الدكتور سميح المعايطة، ووزيرة الثقافة البحرينية ورئيسة الدورة الحالية لوزراء الثقافة العرب الشيخة مي آل خليفة، ونائب رئيس المجلس التنفيذي لليونسكو الدكتور زياد الدريس، ورؤساء المجامع اللغوية العربية، ورؤساء تحرير الصحف العربية، وحشد كبير من المفكرين والباحثين واللغويين والإعلاميين العرب.