• ×
الجمعة 11 ربيع الثاني 1447
محمد ابن محيا

تخصص علاقات دولية- مختص بالشأن الروسي
عضو الجمعية التاريخية السعودية
عضو المؤسسة العربية للعلوم الإنسانية والاجتماعية
عضو اتحاد المؤرخين العرب بالقاهرة

جذور الماضي وثمار الحاضر

محمد ابن محيا

 0  0  183
في الثالث والعشرون من شـهر سبتمبر مـن كـل عـام، يحتفي السعوديون في يومهم الوطني المجيد، وها نحن في يومنا الوطني الخامس والتسعين (عزنا بطبعنا) نجدد فيه مشاعـر الفخر والانتماء، ونستحضر فيه قصة توحيد وطنٍ عظيم، استطاع أن ينهض من قلب الصحراء، ويتحوّل إلى دولة موحدة مزدهرة، على يد الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - (الدولة السعودية الثالثة) الذي نجح في جمع شتات شعب هذه الجزيرة وتوحيدها تحت راية واحدة، قائمة على أسس العـدل والمساواة، واضعًا بذلك اللبنة الأولى لدولة حديثة قوية ظلت وستظل بحول من الله وقوته محط أنظار ووجه الأمم المتقدمة.

ولا يُـعد هـذا اليوم مجـرد مناسـبة وطـنية عـابرة، بل هـو رمـز للـوفاء والـولاء، تتجسد فيه معاني التضحية والإخلاص، وتنبض فيه قلوب المواطنين حبًا واعتزازًا بانتمائهم إلى وطنهم، ومن خلال هذا الاحتفاء نسترجع أمجاد الماضي المجيد، ونستلهم مـن تلك الملحمة البطولية الدروس والعبر التي تسـهم في بناء مستقبل أكـثر إشراقًا وازدهارًا.

لقـد رافق هذا التوحيد سلسلة من الإصلاحات الكبرى التي مست مختلف جوانب الحياة ، حيث حرص سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - من خلال إطلاق رؤية المملكة 2030م التي جعلت من الإنسان السعودي إحدى ركائزها الأساسية حيث إن بناء الأوطان لا يكتمل إلا ببناء الانسان وذلك عبر توفير بيئة عمل صحية وتعليمية وخيارات ترفيهية متنوعة، مروراً بالمحاور الثلاثة الرئيسية للرؤية من حيث بناء اقتصاد مزدهر جاذب للاستثمارات وتنمية الفرص الاقتصادية، كذلك تطوير قطاع التعليم ومناهجه التعليمية لإعداد جيل قادر على مواجهة التحديات المستقبلية، من خلال تدشين برامج هادفة ترتكز على مفاهيم العدالة والأخوة، والاحترام، والاعتزاز بهويتهم وثقافتهم وتراثهم الوطني إلى جانب رعاية الفن السعودي بمختلف ألوانه ، ودعم الإبداع الوطني من خلال دعم المواهب وتوفير منصات لدعم أعمالهم بغرض الوصول إلى بناء مجتمع حيوي نابض على مستوى عالي من الرفاهية والازدهار، محققتناً بذلك الوطن الطموح الذي يتسم بالكفاءة والمسؤولية لتحسين الأداء على كافة الأصعدة، لتشكل بذلك هوية المملكة الحديثة ونهجها الثابت.

وفي ظل هذا الحراك التنموي الشامل، يبقى اليوم الوطني مناسبة عزيزة ونافذة نطل منها على المستقبل نقيم فيها ما تحقق من إنجازات ونرسم فيها ملاح الغد نبراسها الإنسان السعودي بالدرجة الأولى كونه محور التنمية وركيزتها الأساسية، وكما أنه يوماً تتجسد فيه التقاء جذور التاريخ مع ثمار الحاضر، وكيف يمدّ الوطن يده للنشء الجديد ليقول لهم; المستقبل أمانة في أعناقكم، فكونوا على قدر هذه المسؤولية" .

محمد بن عايض بن محيا
تخصص علاقات دولية- مختص بالشأن الروسي
عضو الجمعية التاريخية السعودية
عضو المؤسسة العربية للعلوم الإنسانية والاجتماعية
عضو اتحاد المؤرخين العرب بالقاهرة