• ×
الخميس 12 ربيع الأول 1447

بعض حالات النسيان تتجاوز الأمر الطبيعي وتدخل في دائرة خاصة ترتبط بضعف الذاكرة العاملة

كيف تدعم ذاكرة طفلك كثير النسيان؟

كيف تدعم ذاكرة طفلك كثير النسيان؟
بواسطة مراد منذ 10 ساعة 30 زيارات
 ثقة: وكالات

من الطبيعي أن ينسى الأطفال بعض المهام الموكلة إليهم، لكن في بعض الحالات يتجاوز الأمر كونه سلوكًا عاديًا ليدخل في دائرة خاصة ترتبط بضعف الذاكرة العاملة.

والذاكرة العاملة هي القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات مؤقتًا في الذهن واستخدامها عند الحاجة. إنها بمثابة "رف عقلي" يساعدنا على تخزين ما يلزم لإنجاز مهمة محددة.

في المدرسة، يحتاج الطلاب إلى هذه الذاكرة للإجابة عن الأسئلة بعد قراءة نص، أو لحل مسائل رياضية متعددة الخطوات. وفي المنزل، تساعدهم على اتباع التعليمات والاستمرار في إنجاز المهام. لكن حين تتجاوز كمية المعلومات قدرة التخزين، تفشل الذاكرة في أداء دورها.

إن أفضل طريقة لدعم الأطفال هي تخفيف العبء الذهني عبر استراتيجيات عملية تساعد على تعزيز الذاكرة العاملة لديهم، أولا في المدرسة عبر:

1. تقسيم المهام إلى خطوات صغيرة
إن استقبال الكثير من المعلومات دفعة واحدة أمر مرهق وسهل النسيان. لذا يجب استخدام نصوص أقصر في اختبارات الفهم. أما في الرياضيات، يجب التحقق من كل خطوة في المسألة الرياضية لضمان الدقة.

2. تقديم المعلومات كتابةً
عدم الاعتماد فقط على الشرح الشفهي لتقديم معلومات مهمة عن الواجبات والاختبارات وغيرها بل تسليمها مكتوبة. وكتابة الواجبات في نفس المكان على السبورة دائمًا ونشرها في بوابة التعليم الإلكترونية.

3. استخدام الوسائل البصرية
تعليق ملصقات تغطي المعلومات والمفاهيم المهمة ليرجع إليها الطلاب بسهولة.

4. تقديم المعلومات ضمن إطارات محددة
مثل تهيئة الطلاب بالقول: أريدك أن تتذكر هذا قبل تقديم التفاصيل. وكذلك ذكر عدد النقاط أو التفاصيل المراد تقديمها.

5. إدخال أساليب الذاكرة
استخدام الموسيقى والأشعار والصور وغيرها من الوسائل المساعدة على التذكّر لزيادة القدرة على الاسترجاع.

ثانيا، إليك طرق بناء الذاكرة العاملة في المنزل:

1. تطوير روتين يومي
اتباع جدول منتظم يزيل الحاجة إلى التخمين فيصبح تلقائياً مع الوقت؛ ما يحرر الذهن من عبء التذكر، مثل إنشاء جدول بصري أو قائمة مهام للروتين الصباحي، والالتزام بروتين نوم ثابت حتى في الصيف وعطلات نهاية الأسبوع.

2. تحديد مكان مخصص للأطفال لوضع الأغراض المهمة
مثل المفاتيح، وحقائب الظهر، ومعدات الرياضة فور وصولهم إلى المنزل. واستخدام جدول مكافآت لتحفيز الأطفال على الالتزام بالنظام.

3. استخدام القوائم المرجعية
هذه القوائم متعددة الاستخدامات تساعد على تنشيط الذاكرة وتقلل من التذكير المتكرر. يمكن للوالدين استخدامها لتوضيح وتحديد الأعمال المنزلية الأسبوعية، الجداول اليومية والروتين الصباحي والمسائي.

4. جعل التعليمات بسيطة
تجنب سرد عدة مهام بسرعة، خاصة إذا كان الطفل مشغولًا بمهمة أخرى، وتبسيط التعليمات أو الانتظار حتى يُنهي الطفل مهمة ما قبل إعطائه أخرى.

5. الحفاظ على نمط حياة صحي
إن ذاكرة الطفل ستتأثر عندما يكون متعباً أو جائعاً أو متوتراً. لذا يجب التأكد من أن الطفل يتناول وجبات مغذية، ويحصل على قسط كافٍ من النوم، ويقوم بنشاطات بدنية مختلفة.



إن ضعف الذاكرة العاملة ليس عائقاً دائماً أمام تقدم الأطفال، بل هو تحدٍ يمكن تجاوزه عبر الوعي به وتوظيف الاستراتيجيات الصحيحة. وفي النهاية، يبقى دور الأهل والمعلمين أساسياً في ملاحظة هذه الصعوبات مبكراً، وتحويلها من مشكلة تربك الطفل إلى فرصة لبناء قدراته العقلية خطوة بخطوة.