• ×
الثلاثاء 22 ربيع الثاني 1447

التمارين الرياضية.. الدواء المنسي لهشاشة العظام

التمارين الرياضية.. الدواء المنسي لهشاشة العظام
بواسطة مراد منذ 2 يوم 20 زيارات
 ثقة: وكالات

رغم أن تيبس الركبتين وآلام المفاصل تُعد عند كثيرين نتيجة حتمية للتقدّم في السن، يؤكد خبراء أن أكثر علاج فعّال لهشاشة العظام لا يوجد في علبة دواء ولا في غرفة العمليات، بل في الحركة نفسها.

ورغم أن التمارين الرياضية تُعد من أنجح الوسائل لعلاج الحالات المزمنة مثل هشاشة العظام، تُظهر دراسات من إيرلندا وبريطانيا والنرويج والولايات المتحدة أن أقل من نصف المرضى فقط يُحالون لممارسة الرياضة أو للعلاج الطبيعي، فيما يُوجَّه نحو 40% منهم للجراحة قبل تجربة الخيارات غير الجراحية.

الحركة التي تُغذّي المفصل

يُصيب مرض هشاشة العظام أكثر من 595 مليون شخص حول العالم، وقد يرتفع العدد إلى نحو مليار بحلول عام 2050، وفق دراسة نُشرت في مجلة لانست.

ويعود ذلك لارتفاع متوسط العمر، ونمط الحياة الخامل، وزيادة معدلات السمنة.

لكن الأبحاث تُظهر أن النشاط المنتظم يقي من المرض ويُخفف من أعراضه، فالغضروف الذي يغطي أطراف العظام يعتمد على الحركة لتجديد نفسه.

عند المشي أو تحميل الوزن، يُضغط الغضروف ويُفرغ السوائل القديمة ليستبدلها بأخرى غنية بالعناصر الغذائية تمامًا كما تُغسل الإسفنجة عند عصرها.

لذا، فإن الاعتقاد السائد بأن هشاشة العظام مجرد "تآكل وتلف" هو مفهوم مضلل. فالمفاصل ليست كإطارات السيارات التي تبلى مع الزمن، بل أنسجة حيّة قادرة على الإصلاح إذا حُفّزت بالحركة.

وتُظهر الأبحاث أن هشاشة العظام لا تقتصر على الغضروف فحسب، بل تصيب المفصل بأكمله: السائل الزلالي، العظام، الأربطة، العضلات، وحتى الأعصاب.

*وهنا يأتي دور التمارين العلاجية، التي تستهدف كل هذه العناصر في وقت واحد.

وتركّز برامج صحية على تمارين التوازن والقوة تحت إشراف مختصين، وقد أظهرت تحسنًا ملحوظًا في الألم ووظيفة المفصل ونوعية الحياة حتى بعد عام من التدريب.
كما تبيّن أن النشاط البدني المنتظم يُقلل من الالتهابات، ويحسّن التمثيل الغذائي، ويؤثر إيجابا في التعبير الجيني المرتبط بتدهور المفصل.

حتى اليوم، لا توجد أدوية تُغيّر مسار هشاشة العظام جذريا، فيما تبقى جراحة استبدال المفصل خيارا محدودا وذا مخاطر.

*لذا، يوصي الخبراء بأن تكون التمارين الرياضية الخيار الأول في كل مراحل المرض، لما تمنحه من فوائد شاملة للجسم، مع آثار جانبية شبه معدومة.