• ×
الجمعة 17 شوال 1445

جدة الاقتصادي ينقل المرأة السعودية من مشاهدة إلى ماراثون المتحدثات

جدة الاقتصادي ينقل المرأة السعودية من مشاهدة إلى ماراثون المتحدثات
بواسطة fahadalawad 09-04-1433 06:31 مساءً 734 زيارات
ثقة : أ (جريدة المدينة)  أثبت منتدى جدة الاقتصادي «JEF» الذي انطلق قبل 12عامًا أنه منتدى استثنائي من الدرجة الأولى إذ حظي طيلة السنوات الماضية على قبول واهتمام بالغ من قبل الشخصيات السياسية والاقتصادية على مستوى قادة الدول والشخصيات البارزة من صناع القرار الاقتصادي ورجال وسيدات الأعمال والخبراء الماليين والمصرفيين من مخـتلف أنحاء العالم حتى حصل على شهرة كبيرة على الصعيدين العربي والدولي نظرًا لمناقشاته الموضوعية وأطروحاته البناءة لقضايا العولمة الاقتصادية في العالم والشرق الأوسط حتى بات المنتدى الأشهر والأبرز على مستوى الشرق الأوسط والعالم ظاهرة اقتصادية وسياحية للمملكة وحدث يجذب اهتمام وسائل الإعلام المحلية والعالمية. وعلى الرغم من ان مشاركة المرأة في الفعاليات وعلى كافة المستويات بدأت في الدورة الثالثة، فقد كانت للمرأة القيادية العالمية والسعودية على وجه الخصوص بصمتها المميزة والواضحة من خلال مشاركتها في منتدى جدة الاقتصادي إبان السنوات الماضية وبالرغم من تغيبها عن المشاركة كمتحدثة خاصة في دوراته الأولى إلا أنها استطاعت بعد ما حققته من إسهامات تنموية في المجتمع السعودي بكل نواحيه وتبوؤها للمناصب القيادية المحلية والعالمية الهامة والمحركة للقضايا الاقتصادية والاجتماعية أن تدخل ماراثون المتحدثين البارزين للمنتدى حتى باتت مشاركتها في دوراته الفترة الأخيرة مطلبًا هامًا يحقق التوازن والنجاح لأبعاد المنتدى وأهدافه الفكرية والاقتصادية والسياسية المختلفة.
مطالب بمشاركة المرأة في الفعاليات
بدأ وتأسس منتدى جدة الاقتصادي عام 1999 إلا أن انطلاقته الفعلية على أرض الواقع كانت
في عام 2000م تحت شعار (نمو ثابت في اقتصاد عالمي) حيث انعقد بمركز جدة الدولي للمعارض بالتعاون مع مركز الأعمال وكلية جون كندي وجامعة هارفارد ورعى انطلاقته صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة في ذلك الوقت -رحمه الله- وكان من المتحدثين فيه الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق جون ميجور وكبار رجال الأعمال السعوديين ورأس أعمال المنتدى في ذلك الوقت عمرو عبدالله الدباغ وقد تغيبت المرأة عن المشاركة كمتحدثة في هذا العام واقتصر تواجدها كشاهدة على انطلاق الحدث.
وفي عام 2001 م عقد المنتدى دورته الثانية في قاعة «ليلتي» حمل عنوان «تنمية موارد الثروة في الاقتصاد القائم على العلم والمعرفة» برئاسة عمرو دباغ وقد شارك فيه أكثر من 30 متحدثا ومشاركا، وللدورة الثانية على التوالي تغيبت المرأة عن المشاركة كمتحدثة واكتفت بالحضور فقط.
وفي عام 2002م عقد المنتدى تحت عنوان «الإدارة في بيئة عالمية معقدة» وقد حظي المنتدى بمشاركة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون كمتحدث رئيسي وشخصيات أخرى بارزة كان من بينها ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة بالمملكة وصاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز ونيل بوش الرئيس التنفيذي لشركة «إغنيت الأمريكية» وشقيق الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب، والبرغم من اتخاذ المنتدى طابع عالمي إلا أن تغيبت المرأة السعودية على وجه الخصوص عن المشاركة كمتحدثة بارزة لهذه الدورة للمرة الثالثة على التوالي الامر الذي دفع بالأصوات المنادية لمشاركة الفاعلة للمرأة القيادية والسعودية.
المنظور المحلي يفتح ابوابه للمرأة
في عام 2003 كان موضوع المنتدى «المنافسة العالمية: التفكير بمنظور عالمي والتطبيق بمنظور محلي»، وجاءت مشاركة المرأة كمتحدثة بجلسات المنتدى استجابة لمطالب مشاركتها في السنوات السابقة ليكون هذا العام هو العام الذهبي للمرأة وليكون مشاركتها السمة الرئيسية وغير المسبوقة التي مثلت نقلة نوعية لجلسات وأطروحات المنتدى في دورته الرابعة وقد شاركت عدد من السيدات من داخل وخارج المملكة بجلسات «نساء في الأعمال» والتي رعتها صاحبة السمو الأميرة سارة العنقري التي اقتصرت على النساء، كما شاركت كل من الكاتبة السعودية والمثقفة المعروفة ثريا العريض مستشارة التخطيط لشؤون أرامكو السعودية والدكتورة والمحللة الاقتصادية ناهد طاهر وهي تحمل لقب أول امرأة سعودية تتولى إنشاء مصرف وأول سعودية تتولى قيادة مؤسسة مالية في منصب المدير العام وأول امرأة سعودية تعمل مستشارة لمصرف سعودي وهو البنك الأهلي في 2005 كما كانت طاهر أول امرأة تتولى قيادة بنك في منطقة الخليج بتوليها الرئاسة التنفيذية لبنك الخليج للاستثمار. وتوالت نجاحات منتدى جدة الاقتصادي وعقد دورته الخامسة في عام 2004م تحت عنوان (تحقيق نمو اقتصادي متسارع) وقد دعم المنتدى في هذه الدورة لجنة سيدات أعمال جدة التي ترأسها صاحبة السمو الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز، وكانت المتحدثات البارزات في تلك الدورة الملكة رانيا العبدالله من الأردن وولية عهد السويد الأميرة فيكتوريا والسيدة لبنى العليان والتي تشغل منصب الرئيس التنفيذي الأعلى لشركة العليان المالية، وتعتبر أول امرأة سعودية يتم انتخابها عضوة في مجلس إدارة البنك السعودي الهولندي عام 2005، وتعد واحدة من أكثر نساء الأعمال نفوذًا في العالم.
مشاركة الشباب لتعزيز التنمية الاقتصادية
في عام 2005م عقد المنتدى بعنوان «بناء الطاقات وتطوير الأفراد لتحقيق نمو مستدام» وتناول المنتدى أهمية التكامل بين القطاعين الحكومي والخاص في عمليات التنمية والتطوير لتوفير الظروف المناسبة لتعزيز البناء والتنمية الاقتصادية والاجتماعية حيث كان من مميزاته خطوته غير المسبوقة إتاحته الفرصة للشباب من مختلف التخصصات والاهتمامات عبر جلسات خاصة وذلك بمشاركة المملكة العربية السعودية وماليزيا والهند وكندا وغيرها من الدول المشاركة تأكيدًا على أهمية الاستماع إلى الشباب وتمكينهم من التعبير عن آرائهم وأفكارهم للإسهام بفعالية في التنمية والتطوير، ومن ابرز المتحدثات من الخارج في هذه النسخة الأمريكية مادلين أولبرايت وهي أول امرأة تتسلم منصب وزير الخارجية في الولايات المتحدة الأمريكية فيما تغيبت المرأة العربية عن المشاركة كمتحدثة مرة أخرى.
وفي عام 2006م انطلقت فعاليات المنتدى وسط حشد كبير من القادة والاقتصاديين ورجال الأعمال وسيدات الأعمال وصناع القرار في أكثر من 30 دولة تحت عنوان «من أجل آفاق جديدة للنمو الاقتصادي» وكان للمرأة حضورها المميز حيث شاركت ماري ماكاليس رئيسة جمهورية ايرلندا الحالية وعضو في مجلس القيادات النسائية في العالم، والدكتورة ثريا عبيد المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ومنى أبو سليمان أول مذيعة سعودية وسفيرة للنوايا الحسنة للأمم المتحدة في السعودية والمديرة تنفيذية لشركة المملكة القابضة للدراسات الإستراتيجية للأمير الوليد بن طلال.
شخصيات نسائية وسعوديات يتحدثن في «آفاق ممتدة»
في عام 2007م اتخذ المنتدى من «الإصلاح الاقتصادي.. أرض واعدة وآفاق ممتدة» عنوانًا رئيسًا لفعالياته وقد حضره ما يصل إلى 5200 من رجال وسيدات الأعمال ومختصين من 52 دولة عربية وأجنبية وشارك فيه 35 شخصية قيادية واقتصادية عالمية من 22 دولة، ومن أبرز المتحدثات كانت الملكة رانيا العبدالله عقيلة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية والتي تشارك بالمنتدى للمرة الثانية، وكما كان للسيدة آسيا آل الشيخ مستشارة مجلس الشورى السعودي، رئيسة شركة تمكين للاستشارات التنموية والإدارية ومؤسس أول شركة سعودية متخصصة في المسؤولية الاجتماعية.
غياب المشاركات النسائية في الاقتصاد العالمي
عام 2008م عقد منتدى جدة الاقتصادي الدورة التاسعة، بعنوانه (إنماء الثروة عبر الشراكات والتحالفات) وقد حظي بمشاركة 60 متحدثًا عالميًا وبرعاية أكثر من 32 شركة وطنية وعالمية في رقم قياسي غير مسبوق، حيث تميز هذا العام بحضور كوكبة من الاقتصاديين والخبراء ورجال وسيدات الأعمال والأكاديميين وتم خلال هذه النسخة تبادل الآراء والتوقعات بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي خلال العشر سنوات المقبلة، ومن أبرز المتحدثات السيدة لبنى القاسمي والتي شاركت للمرة الثانية لها بالمنتدى وقد عينت وزيرة لوزارة التجارة الخارجية في 2007. وفي عام 2010 م عقد المنتدى دورته العاشرة تحت عنوان «الاقتصاد العالمي 2020» تحت رعاية الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة وتغيبت المرأة العربية والسعودية كمتحدثة في هذا العام بشكل واضح ومفاجئ للحضور وكانت الدكتورة إيا بيورلنغ وزيرة التجارة في السويد هي المتحدثة النسائية الوحيدة بالمنتدى من خارج المملكة. أما في عام 2011 م عقد المنتدى دورته الحادية عشرة بعنوان «متغيرات القرن الواحد والعشرين» برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة وجاءت فعاليات ذلك العام بمشاركة كوكبة من كبار الشخصيات الاقتصادية والاجتماعية الدولية في المنطقة والعالم لمناقشة العديد من القضايا الاقتصادية الحيوية التي تعالج قضايا العصر بمشاركة القادة والفاعلين في الاقتصاد العالمي وبلغ عدد المتحدثين أكثر من 40 شخصًا.
حضور عربي نسائي في الدورة الـ12
يعاود منتدى جدة الاقتصادي انعقاده هذا العام بنسخته الـ12 بعنوان «ما بعد الآفاق» حيث سيحظى بمشاركة أسماء معروفة وبارزة على الساحة الاقتصادية لتؤكد على بقاء الظاهرة السنوية كعنوان أصيل وعلامة فارقة متجددة ومتميزة في عروس البحر الأحمر والعاصمة الاقتصادية للمملكة والشرق الأوسط خاصة في ظل ما طرأ على الساحة من أحداث واضطرابات بالشرق الأوسط.
وتشارك 5 سيدات في هذا العام من خارج المملكة حيث ستقدم داليا مجاهد هي المحللة ومديرة مركز غالوب في أبوظبي، كما تشارك ليندا وهي واحدة «من أفضل القادة في أمريكا» بحسب المجلات الأمريكية والتي تم اختيارها من قبل مجلة التايم في قائمة المئة «الأفضل المبتكرون للقرن الواحد واعشرين»، وتشارك داتوك نور رزان هاشم مستشار خاص في التعليم والنائب السابق للمدير العام لوزارة التربية والتعليم في ماليزيا، بورقة عمل بالجلسة الأولى بعنوان «إحداث تغيير في التربية» والتعليم تمكين الجيل التالي أما ثريا السلطي نائب الرئيس الأعلى إنجاز العرب فتشارك بصفتها الرئيس الاقليمي لمؤسسة إنجاز العرب والنائب الأول لمؤسسة Junior Achievement Worldwide في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، كما تشارك السيدة ندى الناشف مديرة المكتب الإقليمي لمنظمة العمل الدولية في بيروت، التي تولت في عام 2007 منصب مساعد المدير العام، والمدير الإقليمي لمنظمة العمل الدولية في البلدان العربية.