• ×
الإثنين 27 شوال 1445
فهد العواد

قياس وحبس الأنفاس !

فهد العواد

 0  0  855
انتهجت المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ، سياسة التوسع في التعليم الجامعي والعالي وحرصت على توفير المقاعد الدراسية لكل طالب علم بحيث تضاعفت الجامعات خلال ثمان سنوات ثلاثة أضعاف .

ومع هذا التوجه الكريم والنهج المبارك ، أوجدت وزارة التعليم العالي سنة اختبار قياس التي أصبحت مع الأيام شي مفروض لأبد منه ولا يمكن لطالب علم أن يتقدم لجامعة أول كلية وحتى بعض التخصصات الوظيفية إلا بها .

من سن سنة حسنة له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن سنة سيئة عليها أزرها وأزر من عمل بها إلى يوم القيامة .

هناك بعض العقبات التي تعرقل هذا التوجه أمام أصحاب الطموح ، بحيث يجب النظر في واقعيتها ومراجعة بعض الاشتراطات التي من وجهة نظري أنها لا تخدم الطالب ولا الجامعة ومنها اشتراط اللغة الانجليزية للتخصصات العربية ألبحته واختبار قياس الذي حبس الأنفاس ، لقد لا حظت عبر وسائل التواصل الجماهيرية الكثير من التضجر ومعانات الكثير من الأخوان والأخوات من طريقة الأسئلة والنسب المتدنية التي تعرقل مسيرتهم العلمية والعملية ، ويمكن الاستعاضة عنها ببرامج علمية أثناء التحصيل العلمي .
طبعاً المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي وضع
قواعد علمية وعملية للاختبارات ، تشمل الجوانب النظرية للاختبار ، ومن الملاحظ عليها من خلال الاختبارات التجريبية أنها لا تعتمد على المعلومات العلمية ولا التاريخية ولا الجغرافية ، واقرب ما تكون فلسفيه .

هذا الاختبار برسوم هي 200 ريال ، ومقبول إذا ما قورن بغيره من الاختبارات الأخر ، ولكن ما يعيب هذا الاختبار ويكثر عليه اللوم والرفض من قبل الكثيرين والذين ليس لهم خيار إلا القبول به أو ترك الجامعة أو الكلية ، أن نوعية الأسئلة ليس لها منهج ولا مستوى محدد وتعتمد على المحصول المعرفي للمختبر ، وما يثير الحفيظة هو ، هناك طلاب متميزين حاصلين على درجات عالية في التحصيل العلمي في الثانوية العامة وفي الجامعات تتجاوز 90 بالمئة وعندما يختبرون في قياس ربما لا يتجاوز 60 بالمئة .

كم طالب ابعد عن الدراسة الجامعية وهي حلمه بسبب هذه الاختبارات والتي يعلب الحظ والصدفة دور كبير فيها ، لا ادعي الثقافة الواسعة ولكن بطبيعة عملي الإعلامية ومتابعة مصادر الأخبار من وكالات الأنباء والصحف والقنوات الفضائية ومختلف وسائل الإعلام طيلة هذه السنوات ، ورئاسة القسم الثقافي بـ " واس " ورئاسة تحرير هذه الصحيفة ، لم يسعفني الحظ في الاختبار التجريبي للحصول على نسبة تتجاوز 60 بالمئة إلا قليلاً ، ومع هذا لم أفقد الأمل خلال الأشهر الماضية وأنا انتظر فتح التسجيل في قياس وعندما ، بدا التسجيل كنت من أول المسجلين .

ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان ، رقم استخدامي اليومي للكمبيوتر ومعرفتي الجيدة في دخول المواقع والحرص على تسجيل البيانات المطلوبة ، فلقد واجهت ما لم أتوقعه ، قبل المركز خطوات التسجيل وأعطاني رقم اشتراك ولم يقبل السداد لا من قبل سداد ولا غيره .

اتصلت على أرقام الهاتف قالوا لا نرد إلا عبر وسائل التواصل الجماهيري اتصلت عبر تويتر واستوضحت الأمر منهم وقالوا لم تفعل طلب السداد دخلت على الملف ولم أجد الأخيرين معروفة مسبقاً بطاقات الراجحي أو مدفوعات سدادا وفعلتها ثاني مره ولكن نفس الطريقة .

استفسرت من احد الزملاء هل قياس ألغاء الرسوم ؟ قال لي لا . الأسبوع الماضي وأنا مسدد فقلت ربما لدي مشكلة في الحساب وطلبت منه المساعدة في التسديد وحاولنا ولم يقبل من حساب الزميل .

سؤالي الآن كم واحد واجهته هذه المشكلة ؟ وهل يفصح قياس لنا عن عدد المتعثرين عن السداد ؟ .

هو غير مقبول وهو يقبل السداد فكيف حين يكون الأمر انتقاء ، وهل الحل البحث عن أي جامعة لا تشترط اختبار قياس حتى لو كانت غير عربية ، اعتقد أن هذا أحد الخيارات المتاحة الآن مع التطور الاتصالي ، سوف اكتفي بالفرض عن السنة ، إذا استدعى الأمر ، فبهذه الطريقة الجامعات والجهات التي تشترط هذا الاختبار هي تسهم مع قياس في سوء الاختيار ووضع العراقيل أمام المتقدمين فهذا شي غير مقبول لا تنظيمياً ولا أخلاقيا ، إذا كان أمرا بهذه البساطه يحول إلى هذه الصعوبة فهو غير مقبول أبدا .

صورة مع التحية .. لهيئة كبار العلماء .. للاطلاع
========= .. لـ " نزاهة " للمتابعة .
========= .. لمجلس الشور للمناقشة .