• ×
الأحد 22 ربيع الأول 1447

كيف ينظف الدماغ نفسه أثناء النوم.. وما علاقته بخطر الخرف وألزهايمر؟

كيف ينظف الدماغ نفسه أثناء النوم.. وما علاقته بخطر الخرف وألزهايمر؟
بواسطة مراد منذ 6 يوم 20 زيارات
 ثقة: الشرق الأوسط

للدماغ نظامه الخاص للتخلص من الفضلات - المعروف باسم الجهاز الغليمفاوي - والذي يُعتقد أنه يكون أكثر نشاطاً في أثناء النوم.

ووفق موقع «ساينس آليرت» العلمي، فإن اضطرابات النوم قد تعوق هذا النظام، وتبطئ عملية التخلص من الفضلات أو السموم من الدماغ.

وقد أكدت مجموعة من الدراسات التي أُجريت مؤخراً أن تراكم هذه السموم بسبب قلة النوم قد يزيد خطر الإصابة بالخرف.

كيف يتخلص الدماغ من الفضلات؟
جميع خلايا الجسم تُنتج الفضلات. وخارج الدماغ، يحمل الجهاز الليمفاوي هذه الفضلات من الفراغات بين الخلايا إلى الدم عبر شبكة من الأوعية الليمفاوية.

لكن الدماغ لا يحتوي على أوعية ليمفاوية. وحتى نحو 12 عاماً مضت، كانت كيفية التخلص من فضلاته لغزاً. في ذلك الوقت، اكتشف العلماء «الجهاز الغليمفاوي»، ووصفوا كيفية «تخلصه» من سموم الدماغ.

ووجد العلماء أن السائل الدماغي الشوكي، وهو السائل الذي يحيط بالدماغ والحبل الشوكي يتدفق في المناطق المحيطة بالأوعية الدموية في الدماغ، ثم يدخل الفراغات بين خلايا الدماغ، جامعاً الفضلات، ثم ينقلها إلى خارج الدماغ عبر أوردة تصريف كبيرة.

ما علاقة الجهاز الغليمفاوي بالخرف؟
أظهر العلماء في دراسات عدة أُجريت على البشر والفئران أن هذا الجهاز الغليمفاوي كان في أوج نشاطه - مع زيادة التخلص من الفضلات - في أثناء النوم.

ومن هذه الفضلات بروتين بيتا أميلويد (Aβ).

ولفتوا إلى أنه يمكن لبروتين بيتا أميلويد الذي يتراكم في الدماغ أن يُشكل كتلاً تُسمى لويحات. وتُعد هذه اللويحات، إلى جانب تشابكات بروتين تاو الموجودة في الخلايا العصبية (خلايا الدماغ)، سمةً مميزةً للخرف وألزهايمر.

وقال العلماء إن مستويات بروتين بيتا أميلويد الموجودة في السائل النخاعي ترتفع في أثناء اليقظة ثم تنخفض بسرعة في أثناء النوم، الأمر الذي يؤكد أهمية الحصول على نوم جيد يومياً.

وفي إحدى التجارب، أدت ليلة واحدة من الحرمان التام من النوم لدى بالغين أصحاء إلى زيادة ملحوظة في كمية بروتين بيتا أميلويد في الحُصين، وهي منطقة من الدماغ مرتبطة بمرض ألزهايمر.

وربطت أبحاث أخرى بين انقطاع النفس النومي، وهو اضطراب نوم شائع، حيث يتوقف تنفس الشخص مرات عدة في أثناء النوم، بالإصابة بالخرف.

وقال الباحثون إن هذا الاضطراب يتسبب في حرمان مزمن طويل الأمد من النوم، وانخفاض في الأكسجين في الدم، وهما أمران مرتبطان بتراكم السموم في الدماغ.

ولفتوا إلى أنه بعد علاج الأشخاص من انقطاع النفس النومي، يتم التخلص من بروتين بيتا أميلويد من الدماغ بشكل أكبر.


هل يمكن أن تساعد الحبوب المنومة الأشخاص على تفادي هذه المشكلة؟
على عكس المعتقد، فإن تناول الحبوب المنومة قد يأتي بنتائج عكسية في هذا الشأن.

وأكدت دراسة أُجريت في يناير (كانون الثاني) الماضي أن تناول الحبوب المنومة قد يعوق عمل الجهاز الغليمفاوي.

ولفتت الدراسة إلى أن الأمر يتعلق بجزيء يسمى النورإبينفرين.

وأشار الباحثون إلى أن جذع الدماغ يطلق موجات صغيرة من جزيء النورإبينفرين مرة واحدة كل 50 ثانية في أثناء النوم العميق.

ويلعب النورإبينفرين دوراً رئيسياً في استجابتنا «للقتال أو الهروب» من خلال تحفيز انكماش الأوعية الدموية؛ ما يزيد ضغط الدم، ويجهز الجسم للرد على المواقف العصيبة.

ويعمل التوسع والانكماش الإيقاعي للأوعية الدموية أيضاً على دفع السوائل المحيطة لحمل النفايات بعيداً عن الدماغ.

إلا أن الدراسة وجدت أن تناول أدوية الأرق يقلل نشاط النورإبينفرين في أثناء النوم العميق إلى النصف؛ ما يعطل عملية تنظيف الدماغ من السموم.