• ×
الجمعة 9 جمادى الأول 1447

لماذا يؤثر القلق على النساء أكثر؟

لماذا يؤثر القلق على النساء أكثر؟
بواسطة مراد منذ 3 أسبوع 23 زيارات
 ثقة: وكالات

القلق اضطراب نفسي يمرّ به الأشخاص جميعهم، إلا أن الدراسات الحديثة أثبتت أن النساء أكثر عرضه للإصابة به مقارنة بالذكور بنسبة الضعف.

وهذه الفجوة ليست مجرد انطباع، بل نتيجة تداخل عوامل بيولوجية ونفسية واجتماعية. من أبرزها التغيرات الهرمونية التي تمر بها المرأة في مراحل حياتها المختلفة، إضافة إلى الضغوط الثقافية والاجتماعية.

الدكتورة ديفيا شري، استشارية الطب النفسي في مستشفى Aster CMI، وفي حوار مع فريق موقع OnlyMyHealth، شرحت دور الهرمونات والعوامل الخفية وراء ذلك.

لماذا يؤثر القلق على النساء أكثر؟

إليك أهم الأسباب التي تجعل القلق يؤثر على النساء أكثر:

التغيرات الهرمونية
تمر النساء بتقلبات هرمونية في كل مراحل حياتهن: البلوغ، الدورة الشهرية، الحمل، ما بعد الولادة، وانقطاع الطمث.

وهرمونات مثل الإستروجين والبروجسترون تؤثر على الناقلات العصبية المسؤولة عن المزاج مثل السيروتونين وGABA. وأي انخفاض أو تغير مفاجئ فيها يؤدي إلى تقلبات عاطفية وزيادة القلق، كما يظهر في حالات PMS وPMDD أو القلق بعد الولادة.

حساسية أكبر للجهاز المسؤول عن التوتر
تشير الدكتورة ديفيا، إلى أن النساء قد يمتلكن محور الإجهاد (HPA axis) أكثر تفاعلية مقارنة بالرجال، وهو المسؤول عن استجابة الجسم للتوتر.

وهذه الحساسية الزائدة تجعل النساء أكثر عرضة لزيادة معدل ضربات القلب، ضيق التنفس، وتضخم الأفكار المخيفة.

والنتيجة، هي تجربة قلق أكثر حدة وصعوبة في السيطرة على ردود الفعل الجسدية.

الأعباء الاجتماعية والثقافية
خارج الجانب البيولوجي، تتحمل النساء غالبا أعباء اجتماعية مزدوجة مثل: رعاية الأطفال وكبار السن، إدارة المنزل، والقيام بالمهام المهنية.

ويضاف إلى ذلك التمييز في العمل، فجوة الأجور، وضعف التمثيل في مواقع القرار.

إلى جانب الضغوط المرتبطة بالمظهر والتوقعات المجتمعية، تتضاعف فرص القلق، ليصبح تحديًا نفسيًا متراكبًا يصعب تجاوزه.

خيارات للتعامل مع القلق
رغم التحديات، هناك طرق عملية للسيطرة على القلق. تشمل العلاج النفسي والأدوية عند الحاجة، إضافة إلى تدخلات هرمونية في بعض الحالات.

كما أن أسلوب الحياة الصحي مثل الرياضة المنتظمة، والنوم الجيد، والتغذية المتوازنة، يساعد على استقرار المزاج وتخفيف القلق.

اضطرابات القلق لدى النساء ليست صادمة، بل نتيجة تفاعل معقد بين الهرمونات، البيولوجيا، والأدوار الاجتماعية التي تقوم بها.

إدراك هذه العوامل يمنح النساء أدوات للتعامل معها بشكل أفضل، سواء عبر الرعاية الطبية أو الدعم النفسي والاجتماعي.