• ×
الجمعة 30 جمادى الأول 1447

6 علامات تكشف أن النسيان لم يعد طبيعياً… ومتى يجب دقّ جرس الإنذار؟

6 علامات تكشف أن النسيان لم يعد طبيعياً… ومتى يجب دقّ جرس الإنذار؟
بواسطة مراد منذ 15 ساعة 7 زيارات
 ثقة: وكالات

مع التقدّم في العمر، يصبح النسيان أمراً مألوفاً، كأن تنسى اسم المطعم الجديد في المدينة، أو تضع نظّارتك في غير مكانها. ورغم أن ذلك قد يسبب بعض الإحباط، فإنه لا يستدعي القلق مباشرة.

ووفق تقرير نشره موقع «هاف بوست»، توضح متخصصة علم النفس العصبي، كارمن كارّيون، أن «قدراً معيناً من ضعف الذاكرة يُعدّ طبيعياً، خصوصاً مع التقدّم في العمر».

وأضافت: «مع تقدّم الناس في العمر، قد يمرّون ببعض النسيان الخفيف، مثل وضع المفاتيح في غير مكانها، أو مواجهة صعوبة في تذكّر الأسماء. هذه التغيّرات المرتبطة بالسنّ غالباً لا تدعو للقلق».

وبمعنى آخر، لا داعي للذعر إذا لاحظت أن ذاكرتك لم تعد حادّة كما كانت، فهذا جزء طبيعي من عملية التقدّم في العمر. وليس مقتصراً على مَن يُنظر إليهم اجتماعياً على أنهم «كبار في السن».

وقال متخصص الأعصاب الدكتور مايكل روزنبلوم: «نبدأ بفقدان الخلايا العصبية منذ الثلاثينات من العمر». وأضاف: «مع مرور الوقت نصبح أقل كفاءة في التعلّم والتذكّر، وبالنسبة لي يبدو الأمر أشبه بدورة حياة، فعندما تكون شاباً وطالباً تحتاج إلى اكتساب كثير من المعلومات، ولذلك تعمل أنظمة الذاكرة بأقصى طاقتها. أمّا عندما نتقدّم في العمر، فتصبح الحاجة إلى ذلك أقل إلحاحاً».

ومع ذلك، هناك أنواع معيّنة من فقدان الذاكرة تُعدّ غير طبيعية وقد تشير إلى مشكلات أكبر. وفيما يلي، يشرح أطباء الأعصاب لـ«هاف بوست» 6 علامات فقدان الذاكرة غير الطبيعي وما ينبغي فعله إذا كان لديك قلق بشأنه:

1- عدم القدرة على تعلّم أشياء جديدة
مع مرور الوقت، تتطلّب أمور مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر وحتى السيارات نوعاً من التعلّم الإضافي. فكّر في الأمر: مقارنة بما كان عليه الوضع قبل 30 عاماً، أصبحت السيارات مجهّزة بكاميرات خلفية وأنظمة «GPS»، وبعضها يعمل بالكهرباء بالكامل.

يقول الخبراء إنه إذا لاحظت أنك تجد صعوبة في تعلّم أي شيء جديد، فقد يكون ذلك مدعاة للقلق.

وأوضح متخصص الأعصاب الدكتور تشارلز بيرنيك: «الأمر الشائع في مجتمعنا هو أن يحصل الشخص على جهاز جديد ثم يعجز تماماً عن معرفة كيفية استخدامه».

ومن الطبيعي أن تحتاج إلى بعض الوقت للتعوّد على هاتف أو كمبيوتر جديد، لكن إذا بدا الأمر مهمةً مستحيلةً تماماً، فقد يكون من الأفضل استشارة طبيبك.

2- صعوبة تنفيذ وفهم المهام
قد يكون الأمر مقلقاً إذا أصبحت المهام اليومية التي كانت بسيطة في السابق أكثر صعوبة الآن.

فعلى سبيل المثال، يقول بيرنيك: «بالنسبة للأشخاص الذين يطهون، قد يكون نسيان وصفات اعتادوا على تنفيذها بسهولة طوال سنوات عدة علامة مثيرة للقلق».

هناك مجال آخر قد يلاحظ فيه الناس نوعاً غير طبيعي من النسيان: الماليات، بحسب بيرنيك.

قد يظهر ذلك في نسيان دفع الفواتير، أو دفعها مرتين، أو عدم فهم كيفية إدارة الشؤون المالية، أو حتى نسيان كيفية إعطاء الباقي بشكل صحيح عند الدفع في المتاجر.

ويقول بيرنيك: «إذا بدأ الشخص يعاني فعلاً، أو بات يجد حتى الأنشطة اليومية صعبة بعض الشيء، فهذا ينبغي أن يكون إشارة تحذير إلى وجود مشكلة ما».

قد لا يبدو النسيان دائماً بهذه الصورة تحديداً، لكنَّ هناك أموراً كثيرة أخرى - مثل النظافة الشخصية والمواعيد والمشاوير اليومية - كلها جزء من الأنشطة الروتينية. ويوضح روزنبلوم أن تفويت مواعيد الطبيب بشكل متكرر أو حرق الطعام؛ بسبب النسيان قد يكونان أيضاً علامتين مقلقتين.

3- نسيان المحادثات بسرعة
ليس مطلوباً منك أن تتذكر كل محادثة أجريتها في حياتك، ولا داعي للقلق إذا نسيت بعض الحوارات بين الحين والآخر. لكن ما يدعو للقلق، بحسب روزنبلوم، هو نسيان المحادثات فور حدوثها.

ويقول روزنبلوم: «عادةً، عندما يدور حديث ما، من المتوقع أن يتذكر الشخص على الأقل أنه خاض تلك المحادثة... لكن إذا مرّت ساعة مثلاً ونسي الشخص تماماً أنه تحدث مع أحد، فهذا بالتأكيد مثير للقلق».

وأضاف: «يجب أيضاً أن يكون قادراً على تذكّر المحادثة مع نهاية اليوم، وإن لم يحدث ذلك فهذه أيضاً علامة تحذيرية بالنسبة لي».

4- التيه في أماكن مألوفة
من الطبيعي تماماً أن يضلّ الشخص طريقه أحياناً، مثل عند زيارة مكان جديد أو العودة إلى موقع لم يذهب إليه منذ عقود. لكن الضياع في أماكن مألوفة قد يكون أحياناً علامة على فقدان ذاكرة غير طبيعي.

يقول أستاذ علم الأعصاب أولريش ماير: «إحدى العلامات الواضحة جداً قد تكون الضياع في مسقط رأسك، أو عدم القدرة على إيجاد الطريق فيه».

وقد يظهر ذلك على شكل التيه في أثناء القيادة إلى متجر البقالة، أو عدم تذكّر الطريق إلى المنزل بعد موعد ما. ويضيف ماير: «إذا تكرر هذا الأمر معك أو مع شخص مقرّب، فيجب التعامل معه بجدية».

5- تكرار القصص كثيراً
من الطبيعي أن تعيد سرد قصة أو معلومة أحياناً، حتى لو كان مَن يسمعها قد سمعها من قبل. لكن إذا أصبح التكرار متكرراً جداً، فقد يكون ذلك غير طبيعي.

وتوضح كارّيون أنّه إذا كنت «تكرّر الأسئلة أو القصص خلال اليوم نفسه، أو أحياناً خلال بضع دقائق فقط»، فقد يكون ذلك علامة على فقدان ذاكرة غير طبيعي.

6- تنبيهات المقربين
إذا قال لك أحد المقرّبين إنه قلق بشأن ذاكرتك، حاول ألا تتخذ موقفاً دفاعياً. خذ ملاحظته على محمل الجد.ويشير ماير إلى أن ما يلاحظه الآخرون حول ذاكرتك قد يكون في كثير من الأحيان أهم وأدق مما تلاحظه أنت نفسك. يقول ماير: «التقييم الذاتي لذاكرة الشخص ليس مؤشراً موثوقاً جداً على ما يحدث فعلياً؛ فهو يرتبط أكثر بمدى ميل الشخص للقلق».

وبمعنى آخر، يكون لدى المقرّبين قدرة أكبر على ملاحظة المشكلات بدقّة، مثل تكرار القصص أو صعوبة تنفيذ المهام اليومية.

وإذا لاحظت أنت فقداناً في الذاكرة لدى شخص مقرّب، فلا تتردّد في التحدّث معه.